السفير البريطاني إيان كولارد لـ"النهار": الاصلاح يتطلب قرارات مؤلمة... ويجب على الحكومة فكّ الارتباط مع الصراعات الخارجية

في الأشهر الأخيرة التي أمضاها في بيروت، أمعن الدكتور إيان كولارد في دراسة نسيج الأزمات اللبنانية وتركيبة المجتمع المعقّدة. خلاصاته مقتضبة: "نحن أمام شعب رائع يملك طاقات، وقادة أنتجوا على مدى عقود سياسات عقيمة صنعت المأساة اللبنانية". الديبلوماسي البريطاني الآتي من كابول حيث شغل فيها منصب نائب البعثة الديبلوماسية لبلاده، ينتقل من ساحة مشتعلة حافلة بعِبر نتاج استثمار الغرب لعشرين عاماً في الديموقراطية وبرامج الاصلاحات والتربية والمساواة وقيم حقوق الانسان. عِبرٌ لا يضعها كولارد في خانة الخسارات الكبرى بعد هيمنة حركة "طالبان" مجدداً على بلد مفصلي في أجندات الدول الكبرى ومحاربة الارهاب، فـ"دعونا ننتظر ونرَ". يصف كولارد لبنان بالبلد الجميل والمعقد، فاسحاً المجال أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لاثبات وعودها الاصلاحية وترجمتها أفعالاً. وإذ لا يرى خلاصاً للبنان للخروج من أزمته الاقتصادية سوى المضيّ في الاصلاحات والتوافق على برنامج مع صندوق النقد الدولي وتحمّل القرارات المؤلمة التي تنتج استراتيجية مربحة على المدى البعيد، يؤكد أن ما من أحد في المجتمع الدولي قادر على مساعدة لبنان ما لم يساعد نفسه. كولارد يعارض سردية مقاربة أوروبا الأزمة اللبنانية من منظار قضية اللاجئين، فـ"القلق لدينا ينبع من الانهيار الاقتصادي". أما النفط الايراني، فهو من الاجراءات القصيرة المدى، و"الحكومة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تأمين الوقود لشعبها". في مقر السفارة البريطانية في وسط بيروت، التقت "النهار" كولارد الذي حكى بداية عن انطباعاته اللبنانية الأولى بعد تسلمه مهامه في تموز الماضي: "لبنان جميل ولكنه معقّد، الناس رائعون ولديهم حسّ الضيافة. يملك لبنان طبيعة جميلة أيضاً، ومن المؤسف رؤية الناس تتحمل وزر أزمة اقتصادية مهولة، فيقفون في الطوابير الطويلة للتزوّد بالوقود، ومنهم من يجهد لتأمين الطعام لعائلته". بالنسبة إلى السفير البريطاني، نحن أمام أزمة كبيرة صنعتها سياسات المسؤولين اللبنانيين على مدى سنوات، والتحدّي اليوم يكمن في إخراج البلاد من هذه الأزمة بالتعاون مع المجتمع الدولي. وهل تعتقدون أن حكومة ميقاتي قادرة على تنفيذ اصلاحات حقيقية؟ يجيب: "من ناحية تقنية، الجواب نعم بامكانهم إطلاق الاصلاحات، علماً أن جميع من التقيتهم من...