الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

الجيش يرسم الخطوط الحمر... جهوزية 100% للانتخابات

المصدر: "النهار"
عرض للجيش اللبناني (حسام شبارو).
عرض للجيش اللبناني (حسام شبارو).
A+ A-
اعتاد العقل اللبناني على نظرية المؤامرة، والسبب بسيكولوجي زرعه المسؤولون السياسيون، وعمّقه عامل فقدان الثقة تجاه الدولة والقيّمين عليها. هذه النظرية تحوط بمصير الانتخابات النيابية منذ فترة، إذ تتعرض لتشكيك بحصولها في موعدها، نظراً لأداء أطراف سياسية، تُعلن غير ما تبطن، ولمّحت بالممارسة عند كل مفصل عن رغبتها بعدم إجراء هذه الانتخابات.
 
هاجس التعطيل في الداخل عاد ليطل مجدداً مع انتهاء اقتراع المغتربين والنتائج غير الرسمية التي عمّمتها ماكينات الأحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات ومفادها أن التصويت صبّ لصالح قوى التغيير، ممّا خلق "نقزة" لدى أركان السلطة الحاكمة. جعل الناس تتساءل عما اذا كان هناك توجّه جديد لضرب العملية الانتخابية في لبنان.
 
على المستوى السياسي والقانوني، نفدت من يد السياسيين كل الوسائل الداعمة لتأجيل الانتخابات، فنراهم منذ الاثنين 9 أيار انطلقوا بخطة تعبئة وشدّ عصب لجماهيرهم، وخصوصاً لمن خرجوا عن طاعتهم. إلا أنّ الخوف من حادث أمني يطيح بالعملية الديمقراطية غير مستبعد بالنسبة لكثيرين.
 
وهذا ربما يتطلّب حدثاً أمنياً كبيراً، كاغتيال أو فوضى أمنية على غرار 7 أيار، وهذا غير وارد اليوم بالنسبة للأجهزة الأمنية، لأن الأمن مضبوط، وأي تقارير بشأن مخاطر أمنية لم تصلهم. لذا هم يعتبرون أن الانتخابات ستجري في موعدها وبسلام وفي جو من الاستقرار والأمان، والجيش اللبناني بات جاهزا عملانياً وأمنياً لهذه المهمة، وسيواكب هذا الاستحقاق من خلال الخطة الأمنية التي وضعها، ومن خلال غرفة العمليات التي ستكون على تنسيق مباشر مع كل الوحدات العسكرية الموجودة على الأرض، إضافة إلى التعاون والتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية كافة.
 
وقد أعطى قائد الجيش العماد جوزاف عون توجيهاته لاتخاذ الإجراءات الضرورية لحفظ أمن الانتخابات وإتمامها بنجاح. علماً ان هذا الاستحقاق ليس الأول من نوعه الذي يواكبه الجيش اللبناني. فالأحداث المتسارعة بعد 17 تشرين 2019، وتداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة على اللبنانيين، إضافة إلى الفوضى الأمنية على الأرض، كغزوة عين الرمانة، جعلت الجيش متمرّساً وقادراً على مواجهة أشدّ الأحداث قساوة.
 
لكن ما يزعج الجيش أكثر، هو تصنيفه أنّه مع هذا الفريق أو ذاك، لذلك، هو يؤكد مجدداً وتكراراً، انه يقف على الحياد وهو على مسافة واحدة من كل الأطراف، كما أنه ليس داعماً لأيّ جهة وليس طرفاً في الاستحقاق الانتخابي، وهو يتدخّل فقط عند حصول إشكال أو احتكاك لمنع تفاقم الوضع. وهنا، يدعو الجيش القوى السياسية إلى التنبّه من مخاطر الخطاب "التجييشي" الذي يأخذ أبعاداً طائفية أحياناً، وما يمكن أن يعكسه من توتر على الأرض، ويتمنى ان تكون الخطابات موزونة ومضبوطة ووفق قواعد السلم الأهلي، من هنا، كانت رسالة قائد الجيش أمام أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، إلى "الأطراف المعنيين بالانتخابات إلى التحلّي بالمسؤولية الوطنية والتعاون مع المؤسسة العسكرية لإنجاز هذا الاستحقاق بهدوء وديموقراطية".
 
إذ أن الأمن والاستقرار بالنسبة للجيش، من الخطوط الحمراء، التي لن يسمح بتجاوزها. وتؤكد مصادره لـ"النهار" انه سيواكب العملية على الأرض بكل شفافية وحياد. ورغم الوضع الاقتصادي الصعب، ورغم الاشاعات والاتهامات الباطلة، معنويات عناصره عالية، وسيؤكد على جهوزية لا مثيل لها. إذ بدءا من يوم السبت المقبل، ستبلغ درجة الجهوزية 100%، وكل العناصر ستُستدعى، حتى تلاميذ الكلية الحربية والعسكر الذي يعمل في المكاتب.
 
وبعيداً عن الاستحقاق الانتخابي، حافظت المؤسسة العسكرية على تماسك متين وصلب، لكن هذا لا يعني أن الوضع داخل المؤسسة بخير، فالمعونات الغذائية تضاءلت، ويستمر الاتكال على البرامج الغربية وانتظار المساعدات المالية الخارجية، مع تمني أن تحصل حلحلة من قبل الدولة على مستوى الرواتب وتحسين وضع العسكريين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم