النهار

ماري-تيريز القوال أول نقيبة امرأة لمحامي طرابلس "فزتُ بمحبّة الزملاء"... ما حصيلة المعركة؟
A+   A-
 
بعد يوم انتخابي طويل محموم بالمنافسات شهدته نقابة المحامين في طرابلس والشمال لاختيار نقيب مسيحي حسب العرف المتّبع وثلاثة أعضاء، فازت عن منصب نقيب المحامين ماري-تيريز القوّال المدعومة من تيّار المردة بـ624 صوتاً، في مقابل 328 صوتاً لمنافسها بطرس فضّول المدعوم من التيّار الوطني الحرّ.



وبنتيجة خسارة فضول في معركة النقيب، فاز الأخير بالعضوية إلى جانب مروان ضاهر ومحمود هرموش (مدعومين من "المستقبل")، إشارة إلى فوز منير الحسيني (مدعوم من "المستقبل") بالعضو الرديف في الدورة الأولى.

وجاءت هذه النتائج في دورة انتخابات ثانية أجريت عند الرابعة بعد الظهر واستمرّت حتى الثامنة مساءً، بعد فوز القوّال وفضّول في انتخابات العضوية التي شهدت في دورتها الأولى إقبالاً بالغ الكثافة باقتراع 1165 محامياً من طرابلس والشمال من أصل 1307 محامين، ما نسبته 89 بالمئة، وذلك بعد تمديد الاقتراع لنصف ساعة بفعل استمرار توافد المحامين إلى صناديق الاقتراع التي كان مقرّراً إقفالها عند الثالثة بعد الظهر.

وأفرزت الدورة الأولى لانتخاب الأعضاء النتائج الآتية:

منصب النقيب:
- ماري تيريز القوّال 675 صوتاً (مردة)
- بطرس فضّول 372 (تيّار وطني حرّ)
- جوزيف عبدو 207 (القوات اللبنانية)
- طوني خوري 187 (مستقل)
 
الأعضاء:
- محمود هرموش 385 (مستقبل)
- مروان ضاهر 496 (مستقبل)
- منير الحسيني 355 (مستقبل)
- غسّان مرعي 129 (الحزب السوري القومي الاجتماعي)
- هاني المرعبي 290 (مدعوم من الوزير السابق أشرف ريفي)

والمستقلون:
- سمعان اسكندر 156
- سهير درباس 293
- رنا تانيا الغز الصالح 164
- زاهر العلي 204
- عبد السلام الخير 229
 
أول نقيبة امرأة
هذه الانتخابات تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس نقابة المحامين في طرابلس والشمال. وكان حضور هذه المناسبة بارزاً في الأعلام اللبنانية التي علقت عند مدخل النقابة، بالإضافة إلى لافتات تحيي "قرنٌ من القيم"، و"نقابة المحامين في طرابلس... الابنة البكر للبنان".
 
وفي سياق مرتبط، غدت ماري-تيريز القوّال التي دعمها "المردة" بالإضافة إلى تحالف "تيّار المستقبل" و"تيّار الكرامة"، أول نقيبة امرأة في تاريخ نقابة المحامين في طرابلس والشمال، وترافقت حملتها الانتخابية بهاشتاغ "نقيبة القلوب" أطلقه عليها مؤيّدوها المحازبون بالإضافة إلى محامين بدون توجّه سياسي معيّن، إلا أنّهم بنوا خيارهم على علاقاتها الإيجابية مع المحامين وباع قانوني طويل، ومساهمتها في المجال الثقافي من خلال "البيت الزغرتاوي".

وفي سؤال لـ"النهار"، تقول النقيبة الفائزة: "أعتقد أن محبّة الزملاء كانت حافزي الأول للاندفاع نحو هذه المعركة وخوضها في مرمى منافسات شديدة".

والمحامي هو "بوصلة الالتزام"، لذلك "سأصبّ جهودي لأجل أمن المحامين الاجتماعي والصحّي وموارد معيشتهم"، تضيف.

أما على صعيد المهنة، فتولي القوال الأهمية لـ"توسيع مجالات عمل المحامين بما يضمن حياة لائقة وكريمة لهم، والعمل على توسيع مجالات عملهم عبر اللجوء الى وسائل التقاضي البديلة كالوساطة والتحكيم، والسعي الى إيجاد مصادر تمويل خارجية وداخلية يستطيع المحامون الاستفادة منها في الوجه الذي يرونه مناسباً في ظلّ الضائقة المالية التي يعانونها".
 
مؤشرات رئاسة الجمهورية؟

في ضوء نتائج انتخابات المحامين، يمكن الخلوص إلى إخفاق كامل للقوى التغييرية التي حملت مشعل "الثورة" في طرابلس خلال أكثر من استحقاق، فهي لم تفز بأيّ منافسة نقابية في طرابلس والشمال منذ تاريخ انتفاضة 17 تشرين، بل تمترست قوى السلطة في النقابات الكبرى التي كانت ولا تزال تشغلها في انتخابات "ما بعد الثورة"، وهي: انتخابات المحامين (دورتا 2019 و2021)، الأطبّاء (دورة 2021)، المهندسين (دورة 2021).

المشهد النقابي في طرابلس الذي شارف على الاكتمال اليوم، يصفه كثيرون بـ"رصاصة الرحمة" التي أطلقها فوز النقيبة القوّال على حضور النفس "الثوري" في نقابات طرابلس وفي المدينة عموماً، ولسان حالهم "لا تلوموا الفقراء والطبقات الاجتماعية الأقلّ شأناً إن أعادت اختيار وجوه السلطة في الانتخابات النيابية، ونحن نرى محامين ومهندسين وأطبّاء يصوّتون لهم في نقاباتهم".
 
ولا شك في أنّ حظوظ المرشّحين "ضدّ السلطة" كانت ضعيفة منذ البدء، حيث طرح هذا التوجّه كلّ من المرشحين طوني خوري وجوزيف عبدو عن منصب النقيب، ما كفل أولاً شرذمة الأصوات، وثانياً أعاد طرح استفهام "ما الثورة"، في ترشّح عبدو كمستقلّ فيما دعمه من "القوات" لا يقبل الشك، وهو حزب تقليدي مشارك في السلطة يطرح مرشّحوه أنفسهم على أنهم مستقلون، الأمر الذي رجّح الكفّة لمرشحين واضحي الانتماءات.
 
وعلمت "النهار" أنّ تيار المستقبل يخوض انقساماً داخلياً أُسقط على أدائه في انتخابات المحامين، وكان النائب سمير الجسر يحاول جذب المعركة عكس تياره، فعمل على تجيير أصوات من داخل النقابة لبطرس فضول، منافس القوال التي يدعمها "المستقبل" في تحالفه مع المردة، وذلك جراء خلافات داخلية متعلقة برئاسة الحكومة.
 
من ناحية أخرى، لوحظ عدم دخول "تيّار العزم" بقوّته المعهودة في الانتخابات، حيث لا تبدو المعركة مغرية في تمحورها حول نقيب مسيحي، وانتقالها إلى مواجهة مسيحية-مسيحية.
 
خلاصة يستشفّها المحامي عبد القادر الخادم، الذي يلفت إلى أن "لا روابط بين موازين معركة المحامين في طرابلس والانتخابات النيابية المقبلة"، فهي قد تصبّ في "مواجهة عنوانها الرئاسة الأولى، بين رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل".
 
إلا أن الأخير لا يحظى بأيّ شعبية في طرابلس، فيما تربط طرابلس علاقات جيدة بجارها الزغرتاوي. أمّا ممثلو "الثورة"، فهويّتهم لم تعد واضحة، وخوض أيّ معركة انتخابية جدّية يقتضي إعادة ترتيب أوراقهم في طرابلس، هذا إن لم تحترق.




الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium