الخميس - 03 تشرين الأول 2024
close menu

إعلان

الفوسفور يعود إلى الواجهة من قلب العاصمة بيروت

المصدر: "النهار"
عناصر الدفاع المدني في "الهيئة الصحية" يرفعون أنقاض المركز بعد استهدافه ليلاً (حسام شبارو).
عناصر الدفاع المدني في "الهيئة الصحية" يرفعون أنقاض المركز بعد استهدافه ليلاً (حسام شبارو).
A+ A-
أحمد م. الزين

"استيقظت صباحاً ووقفت أمام المرآة، فصُدمت عندما رأيت بعض المناطق في جسدي قد تحولت إلى اللون الأحمر، تشبه الحروق. لاحظت وجود دم جاف على يدي وأنفي، ولم أفهم السبب في البداية. لكنني تذكرت أنني تعرضت للدخان الناتج عن الانفجار الذي استهدف منطقة الباشورة في بيروت ليلاً. لاحقاً أخبرني أحدهم أن الصواريخ التي استخدمت في الهجوم كانت محملة بمواد فوسفورية، وهذا هو السبب وراء الحروق التي ظهرت على جسدي." هذا ما قالته لين الجردلي لـ"النهار".
 
تناقلت بعض وسائل الإعلام ومجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن الاستهدافين اللذين طالا منطقتي الباشورة والضاحية الجنوبية ليل الخميس تمّا باستخدام صواريخ تحمل مواد فوسفورية محظورة دولياً. وأفاد عدد من سكان منطقة الباشورة أنهم شعروا بتأثير هذه المواد، الأمر الذي ولّد خوفاً لديهم. فهل حصل الاستهداف بالفوسفور فعلاً؟
 
في حديثه لصحيفة "النهار"، أوضح العميد الركن هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي دليل موثوق على استخدام العدو الإسرائيلي صواريخ محملة بمواد فوسفورية في بيروت. وأشار جابر إلى أن الأدلة الجنائية لا تزال في مرحلة البحث والتحقيق في آثار الضربة التي وقعت في منطقة الباشورة، حيث يجري فحص الأدلة لتحديد ما إن كانت المواد المستخدمة تحتوي على الفوسفور.
 
من جهته، أكد مدير العمليات في الدفاع المدني، وليد حشاش، أن طبيعة الدخان الذي انبعث من موقع الضربة في منطقة الباشورة مشابهة للدخان الذي رُصد في ضربات أخرى مشابهة، وأنه لم تُلاحظ أي حرائق ناجمة عن استخدام الفوسفور، لافتاً إلى أن عناصر الدفاع المدني في المنطقة لم يتعرضوا لأي آثار مباشرة من الفوسفور، وهذا يثير تساؤلات حول طبيعة المواد المستخدمة.
 
كثيراً ما كانت تُوثّق حالات استخدام العدو الإسرائيلي للفوسفور في لبنان خلال الحروب. في تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية خلال الشهر الأول من الحرب ذكرت خلاله "أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض، وهو سلاح محرق، خلال العمليات العسكرية على طول حدود لبنان الجنوبية بين 10 و16 أكتوبر/تشرين الأول 2023"/، أثارت حينها جدلاً واسعاً حول مدى التزام إسرائيل بالقوانين الدولية المتعلقة باستخدام هذه الأسلحة.
ووفقاً لتقرير المنظمة نفسه، ذكر "أنّ استخدام الفوسفور الأبيض محظور بموجب القانون الدولي الإنساني. على الرغم من وجود استخدامات مشروعة، لا يجوز أبداً أن يصوّب إلى مناطق سكنية مأهولة وبنية تحتية مدنية أو بالقرب منهما، لأن من الممكن جداً أن ينتشر الحريق والدخان اللذان يتسبّب بهما. تُعدّ مثل هذه الهجمات، التي لا تميّز بين المدنيين والمواضع المدنية والمقاتلين والأهداف العسكرية، عشوائيةً، وبالتالي فهي محظورة".
سواء استخدم العدو الإسرائيلي الفوسفور في بيروت أو لم يستخدمه حتى الآن، فإن الوقائع السابقة تثبت أنه ليس بعيداً عن اللجوء إلى هذا النوع من الأسلحة. ولهذا، من الضروري التأكيد أن أي استخدام للأسلحة الفوسفورية ضد المدنيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية. يجب مراقبة نتائج التحقيقات الجارية بجدية لتحديد الحقيقة، وضمان محاسبة المسؤولين عن أي استخدام غير قانوني لهذه المواد، من أجل حماية المدنيين والحد من المآسي الناتجة عن مثل هذه الهجمات.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم