جبهة سياسية جديدة في الجنوب الثالثة... "معاً نحو التغيير": لتنظيم الصفوف وبناء حركة معارضة ديمقراطية وتعددية

أصدرت الأحزاب والمجموعات السياسية في دائرة الجنوب الثالثة المنضوية تحت اسم "معاً نحو التغيير"، وهي: الحزب الشيوعي والطليعة ومنظمة العمل اليساري و"نبض الجنوب" ومجموعات تشرينية مستقلة، بياناً، اشارت فيه إلى أنه لم يكن مفاجئاً إعادة تكليف أحد أركان المنظومة الفاسدة تشكيل الحكومة ولو بنصاب هزيل، فالسلطة لدينا طالما قامت على الاختزال والمصادرة من دون الأخذ بمدى صحة وشمول التمثيل. والعهد الذي يكمّل أيامه الأخيرة، ما زال يفضل الإقامة في موقع الفراغ فيما همّ المنظومة المتحكمة بالعباد يتركز على توزيع الحصص وتقاسم الوزارات والتفنن في نهب ما تبقى من مقدرات للشعب اللبناني .
 
وأضاف البيان: "في هذه الأيام، تشهد محاولات تشكيل الحكومة تجاذبات وعقبات كثيرة يتولاها صاحب الموقع الدستوري الأول في البلاد، كما سائر أركان المنظومة الذين يتبادلون الشروط لتوفير الصيغ الضامنة لمحاصصاتهم وفق توليفة الحرص على حقوق الطائفة وترسيخ مواقعهم، رغم انعدام قدراتهم على تجاوز الأزمات والانغلاق على أي إصلاح.
 
وسط هذه المراوحة والعبث، فان الأزمات تتفاقم والانهيار يبلغ مداه الأقصى. فموظفو القطاع العام عاجزون عن العودة إلى مكاتبهم، والأسلاك الأمنية والعسكرية تكاد مداخيلهم لا تكفي بدل تنقلات لهم، وقطاع المحروقات الملزّم للشركات الاحتكارية ماضِ في التلاعب ورفع الأسعار، والقطاع الصحي يتحكّم به المحتكرون ومثيله قطاع الاتصالات الذي اشتعلت أسعاره، وسائر التقديمات الاجتماعية وخدمات الكهرباء والمياه والطرق والنقل آخذة في التلاشي، أما رغيف الخبز فبات عزيزاً وصعب المنال، فيما القطاع الصحي يتراجع وتزداد ضغوطاته على الناس، ويستمر القطاع المصرفي ومافياته بالسطو على أموال المودعين وإذلال المواطنين والإجهاز على ما تبقى من قيمة العملة الوطنية وقوتها الشرائية. هذا غيض من فيض ذلك أن تفاقم الأوضاع وتعمق مأزق النظام مرده فعلياّ إلى سياسات هذه المنظومة المتفلتة والى حال العجز في تكوين معارضة مجتمعية وازنة لمواجهة السياسات المجرمة" .
 
ولفت البيان الى ان "ما يبعث الأمل ويفتتح الآفاق هو ما أنتجته الانتخابات النيابية الأخيرة تحت راية قوى التغيير، الأمر الذي يتطلب من ممثلي هذه القوى التوافق على برنامج الحد الأدنى للإنقاذ فيما بينهم، كما لسائر قوى المعارضة والاعتراض، انطلاقاً من حاجات الغالبية الساحقة من اللبنانيين والتعبير عن مصالحهم الحقيقية".
 
ودعا ائتلاف القوى السياسية والمجموعات الديمقراطية في دائرة الجنوب الثالثة سائر الأحزاب والقوى المدنية والشخصيات الديمقراطية إلى تنظيم صفوفهم وتحمّل مسؤولية المواجهة مع السلطة السياسية الغاشمة. وفي ذلك فرصة ثمينة ومتاحة لبناء حركة معارضة ديمقراطية وتعددية تلتف حولها الناس لتكوّن حركة شعبية واسعة تناضل من أجل وقف الانهيار المجتمعي الشامل وإنقاذ الوطن. وهذا وحده يعزّز الأمل نحو التغيير الحقيقي .
 
وبحسب معلومات "النهار" ان هذا البيان السياسي هو تمهيد لبناء جبهة سياسية وشعبية تضم النائبين الياس جرادة وفراس حمدان على مستوى الدائرة الثالثة جنوباً مع عدد من المرشحين الذين كانوا على اللائحة الانتخابية والاحزاب السياسية والقوى التي دعمت وصول النائبين المذكورين لتأمين تنسيق مستمر بينهما وبين المكونات المذكورة.