الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

صباح الإثنين: ارتباك انتخابي و14 آذار محطة ناصعة... هل يتورّط "حزب الله" في القتال مع الروس؟

المصدر: "النهار"
"لائحة زعيمي أقوى من لائحة زعيمك"(بريشة أرمان حمصي).
"لائحة زعيمي أقوى من لائحة زعيمك"(بريشة أرمان حمصي).
A+ A-
صباح الخير، إلكيم أبرز مستجدات الإثنين 14 آذار 2022
 
تحل اليوم الذكرى الـ17 للانتفاضة الاستقلالية السيادية في 14 آذار 2005 في مفارقة زمنية اذ تصادف الذكرى عشية الانطلاق الرسمي للسباق الانتخابي نحو الدورة الانتخابية النيابية التي ستجرى في 15 أيار، ما لم تطرأ أي تطورات مفاجئة تطيحها. وعلى رغم التبدلات الضخمة في الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي منذ حصول انتفاضة 14 آذار حتى الساعة ولا سيما منها ما أدى الى انفراط عقد تحالف القوى السيادية التي حملت اسم تحالف 14 آذار، فان مجمل التطورات والظروف والوقائع التي تطبق على لبنان تشكل حقيقة ثابتة مفادها ان الصراع من اجل استعادة السيادة وترسيخها لا يزال في أوج الحاجة اليه بعدما انتقلت الوصاية السورية المباشرة الى وصاية إيرانية مقنعة بايدي ووسائل وقوى لبنانية تطبق بهيمنتها المطلقة على الدولة والقرارات الاستراتيجية وتوجه لبنان في مسالك باتت تهدد هويته الوطنية والعربية والعالمية.
 
 
 
افتتاحية "النهار" اليوم بقلم نايلة تويني: 14 اذار محطة ناصعة للمستقبل
يجهد اكثر من طرف في لبنان لبث روح الانكسار والهزيمة لدى الاخرين، لحملهم على الانكفاء، والتراجع، مستنداً الى انتصارات، غالبها وهمي، لان كل انتصار لا يصاحبه مشروع بناء الدولة والنهوض بالمؤسسات لا يصنّف انتصاراً. اليوم، يتحدثون في لبنان، عن مشاريع ربحت، ومشاريع مقابلة خسرت. لا يهم من يربح ومن يخسر اذا كان لبنان كله يغرق في الخسارة واللبنانيون في عمق الجحيم، يعانون من الانهيار، والفقر والجوع. قطاعه المصرفي مفلس.
 
 
 
مقالات "النهار" اليوم
كتّاب "النهار"
 
يبدو أنّ الحرب التي شنّها رئيس روسيا فلاديمير بوتين على أوكرانيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي تُهدّد بتكريس الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي جهودهما لمواجهته نظراً إلى خطره على نفوذهما في دول شرق أوروبا التي أفادت من انهيار الاتحاد السوفياتي لإعلان استقلالها ولحمايته بالتحالف مع الأميركيّين وبانضمام بعضها إلى حلف شمال الأطلسي الذي يتزّعمونه. فالحليفان الأميركي والأوروبي لا يستطيعان عدم مواجهة بوتين إذ إنّ السكوت عن حربه الأخيرة يعني نوعاً من الاستسلام له.
 
 
بدورها، كتبت روزانا بو منصف: المحكمة الدولية: كأن لبنان غير معني!
في ظل العتمة الشاملة التي اعادت السلطة السياسية عبرها لبنان إلى زمن القرون الوسطى نتيجة فشلها الرهيب في ادارة البلد فيما تعيد ترشيح نفسها للانتخابات النيابية كما لو ان معاناة اللبنانيين تجري في زيمبابوي او اي بلد بعيد اخر، استعادت المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري بعض الصدقية عبر الحكم الذي أصدرته غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان وثبتت عبره ادانة متهمين أساسيين من مجموعة المتهمين باغتيال الرئيس السابق للحكومة.
 
 
أمّا نبيل بو منصف فكتب: 14 آذار... التسوية مستحيلة؟!
لعل الفارق الجوهري الذي يواكب حلول الذكرى الـ17 لانتفاضة 14 آذار 2005 هذه السنة مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة تحديداً، أي بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 ذات البعد الاجتماعي، يتأتى من تزامن الذكرى مع المناخ الانتخابي الشديد الالتباس عشية انتخابات 2022 بشقيها النيابي والرئاسي. حتى إنه يمكن الجزم بأن ما يعيشه لبنان من تفاقم مخيف في أزماته وانهياراته والاتجاهات السياسية التي تحكم واقعه الدراماتيكي راهناً يجعل من استعادة ثورة سيادية مقترنة بثورة اجتماعية في توأمة تامة مسلكاً وحيداً لنجاة اللبنانيين من هذه المحرقة التي تجهز عليهم.
 
 
تختلط الاوراق على مستوى المنطقة كلها ومنها لبنان، انعكاساً للحرب الأوكرانية التي تركت تداعياتها على ملفات دولية رئيسية، وأحدثت تغييرات كبرى في التوازنات العالمية. ويترقب لبنان ما يمكن أن تُحدثه من تأثيرات على ملفات أخرى، بما فيها سوريا حيث توجد قواعد روسية تدير التوازنات فيها وتمنع اشتعال الجبهات بين إيران وإسرائيل. ويظهر أن التأثير الأكبر للحرب كان على المفاوضات النووية التي باتت معطلة، وبدأت ملامح المواجهة من الساحة العراقية بعد قصف إربيل. وبينما تبدو المطالب الروسية بإعفاء موسكو من أي عقوبات غربية مستقبلية على تعاملاتها مع إيران، هي السبب في توقف المفاوضات، إلا أن رفض إيران لإحياء الاتفاق النووي بالحدّ من برنامجها الصاروخي وأنشطتها في المنطقة هو أساس الكباش.
 
مع دنوّ موعد الانتخابات النيابية المقرون بارتفاع وتيرة الصراعات والانقسامات والتوترات الداخلية، لا تخطئ عين المراقب أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ستكون له اليوم إطلالته الإعلامية الأولى انتخابياً، يتبدّى الأكثر اطمئناناً إلى وضعه السياسي بين قلقين حدّ الهلع وخائفين على مواقعهم وحضورهم في المعادلة ومستقبلهم السياسي. وبناءً على ذلك يظهر سيد عين التينة في الآونة الأخيرة كمن أجرى قطع حساب تاماً مع المرحلة الماضية وأقفل ملفاته ودفاتره على ثقة مطلقة بالآتي، وليراقب الآخرين وقد غرقوا في قلق مقيم واضطروا الى خوض مواجهات دائرية للمحافظة على مواقعهم.
 
 
لتاريخ 14 آذار محطات وذكريات أثّرت كثيراً في مسار البلد. وليس من تاريخ مماثل يحتمل القراءات والسرد والتحاليل والتأويلات. ولعلّه التاريخ الجامع رغم الانقسامات، لأن كل فريق سياسي يجد فيه مناسبة يحييها ويحتفل بها، وربّما يُحرّض على الآخرين من خلالها أو يستجمع قواه ويحتضن ناسه. فمن 14 آذار 1978 تاريخ الاجتياح الاسرائيلي الاول للبنان في ما سُمّي آنذاك "عملية الليطاني"، مرورا بـ 14 آذار 1989 عندما اعلن رئيس حكومة لبنان الانتقالية وقتذاك العماد ميشال عون "حرب التحرير" ضد الجيش السوري في لبنان، وصولاً الى 14 آذار 2005 المحطة الاستقلالية الكبرى في تاريخ لبنان الحديث. ولا يمكن للبنانيين إغفال 14 آذار 2011 تاريخ اندلاع شرارة الحرب السورية التي تترك الى اليوم انعكاساتها بل تداعياتها على لبنان الذي يؤوي نحو مليون ونصف مليون لاجىء سوري ينهكون اقتصاده المتهالك أصلاً، ويزيدون الاعباء المالية والاجتماعية والامنية.
 
 
وسأل عقل العويط: كيف تخسر الانتخابات؟
أتوجّه بهذا السؤال، وبأجوبته الافتراضيّة المحتملة (مثلما فعلتُ في مقالي السابق "كيف تربح الانتخابات؟")، إلى قوى التغيير الثوريّ في المجتمع اللبنانيّ أوّلًا، وثانيًا إلى المألومين والتائهين والمهاجرين واليائسين والجائعين والرافضين طغمة النهب والفساد والانحطاط والتخلّف والإرهاب والوصاية والاحتلال (هؤلاء جميعهم، أوّلًا وثانيًا، أقيم معهم في الخندق الواحد والهمّ الواحد والهاجس الواحد والتوق الواحد)، فضلًا عن التوجّه ثالثًا (بالسؤال والأجوبة) إلى المتردّدين، والممتنعين عن التصويت، وأصحاب خيار الورقة البيضاء، داعيًا هؤلاء جميعًا إلى قراءة ما يأتي، برحابة صدر، بعقلانيّة، بهدوء، وبعد نظر.
 
 
في قسم السياسة
يبدو في استطلاع الصور الأرشيفية الموثّقة للتاريخ اللبناني المحفور بين سطور 14 آذار 2005، أن ثمّة فيها ما يتحرّك في الذكرى 17 لمحطّة "انتفاضة الاستقلال" خلافاً للسنوات الماضية التي بدا عنوانها الركود. ويتظهّر هذه السنة أنّ الأعلام اللبنانية التي اختصرت مشهد ساحة الشهداء تستعيد بعض نفحات الهواء لترفرف في تفاصيل الصورة الحدثيّة. وتعلو الأصوات داخلها، كلّما ركّز المستطلع مسمعه عليها. وتقترب اللافتات الاستقلالية التي رفعت أكثر من أنظار المتأملين فيها. وقد عزّزت ثلاثة تطوّرات هذه المشهدية الحركيّة المستمدّة من يوم "ثورة الأرز": أوّلها، استعادة زخم الخطاب السيادي الذي يكبر التداول به على لسان أحزاب سياديّة تقليدية أو صاعدة بهدف تحرير البلاد من النفوذ المتصاعد بشكل غير مسبوق لمحور "الممانعة" في السنوات الماضية. وثانيها، الرهان على تغيير ما - مهما بدت القراءة في حجمه الممكن محصورة أو واسعة - تحدثه الانتخابات النيابية المقبلة، في وقت يستمرّ العمل بهدف تنظيم القوى السيادية على تنوّع مشاربها ومناطقها.
 
 
دخل لبنان مجدداً في صراعات المنطقة ولعبة الأمم واحتمال حشره في الحرب الروسية - الأوكرانية التي بدأ يتلقف ارتداداتها ونتائجها على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، في ظل معلومات سبق لـ "النهار" أن أماطت اللثام عنها قبل أيام حول ارسال قوات سورية للقتال الى جانب الجنود الروس في حربهم مع أوكرانيا، وتحديداً من الفيلق الخامس. وهذه المسألة أضاء عليها وأكدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما قال "ان لا مشكلة لمن يريد التطوع الى جانبنا"، فيما لا تخفي أوساط سياسية مطلعة لـ"النهار"، تخوفها من أن يرسل "حزب الله" عناصر مقاتلة الى سوريا في اطار التنسيق الميداني بين الطرفين، على أن تكون هذه العناصر من ضمن القوة التي ستنضم الى السوريين المغادرين الى موسكو، وربما أيضاً من بعض الأحزاب الحليفة لدمشق و"حزب الله". وبمعنى آخر أنّ مشاركة الحزب في الحرب السورية وصولاً الى قتاله مع الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، قد تنسحب على الحرب في أوكرانيا والتاريخ يعيد نفسه في فترة وجيزة.
 
 
مع اقتراب موعد قفل باب تقديم الترشيحات الانتخابية في وزارة الداخلية منتصف ليل غد الثلثاء، ستتوضّح خرائط التحالفات وإسقاط الأسماء على اللوائح المنتظرة. وإن كانت الترشيحات المسيحية والشيعية والدرزية واضحة المعالم والتوجّهات في أكثر من دائرة مع معرفة ما سيحقق أفرقاؤها في أكثر من دائرة، تبقى الأنظار مشدودة نحو البيئة السنّية في العاصمة والمناطق لمعرفة رياح توجّهات ناخبيها الذين يشكلون بيضة القبّان في أكثر من دائرة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم