تشعّبات المرحلة اللبنانية بين "فسيفساء" الداخل والإقليم

يحاول مراقبون سياسيون جمع تفاصيل "فسيفساء" الوضع السياسي اللبناني وقراءة السبل الممكنة لإنهاء حال المراوحة العامة المستمرّة والمنسحبة على مضامير البلاد كافة السياسية منها والاقتصادية والمجتمعية. ولا يُغفلون أن يعرّجوا على المنحى الإقليمي للتطورات وخصوصاً في ما يخصّ الخيارات الإيرانية وتأثيرات سياستها على أذرعها في المنطقة شمولاً في لبنان. ولا يرجّح هؤلاء المواكبون السياسيون اللبنانيون عن كثب للتطوّرات الحاصلة على مستوى المنطقة بُعَيد الاتفاق السعودي الإيراني أن تتبلور "عجلة المتغيّرات" في سرعة فائقة، خصوصاً أنّ العلاقات الرسمية بين البلدين لا تزال تخطو خطواتها الأولى في سياق عاديّ جداً ليس أبعد راهناً من استعادة الوتيرة الطبيعية للتمثيل الديبلوماسي القائم على إعادة افتتاح السفارات والقنصليات بين العاصمتين، مع تفضيل عدم الإغداق في "التوقّعات الانشطارية" البعيدة الآفاق سريعاً على نطاق الانعكاسات الإيجابية التحوّلية التي في الإمكان للاتفاق أن يعكسها في الدول العربية المجاورة، وتحديداً على صعيد كلّ من اليمن والعراق وسوريا ووصولاً إلى لبنان على الأقلّ في المدى المنظور، باستثناء التوصّل إلى تهدئة ذات فعاليّة قائمة على وقف إطلاق النار وتبريد الاشتباكات النارية المتبادلة يمنيّاً الذي لم يُتَرجم حتى اللحظة في التبادل...