استأنف "حزب الله" عمليّاته العسكرية اليوم ضدّ المستعمرات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية، مطلقاً صاروخَين موجّهَين باتجاه منطقة المنارة جنوبي مستوطنة المطلة. كما استهدف نقطة عسكرية للجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة مقابل ميس الجبل.
بدوره، ردّ الجيش الإسرائيلي بقصف محيط بلدات ميس الجبل وبليدا وحولا.
وجال مراسل "النهار" في مناطق جنوبية حدودية، ويظهر في الصور موقع رأس النافورة الإسرائيلي الذي تعرّض أمس لقصف صاروخي من "حزب الله"، وهو موقع يقع قبالة آخر نقطة للجيش اللبناني وبالقرب من المقر الذي يعقد فيه اللقاء الثلاثي بين اليونيفيل والجيش والإسرائيليين.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش:
بعد تصعيد الوضع وتبادل القصف المدفعي والصاروخيّ، جالت النهار صباح اليوم على خطوط التماس في القطاع الغربيّ، من الناقورة إلى رأس الناقورة وعلما الشعب وقرى الجوار، واستطلعت عن قرب المواقع الإسرائيلية التي استهدفتها المقاومة.
بعد تصعيد الوضع الأمنيّ طوال يوم أمس وحتّى ساعة متأخّرة من فجر اليوم، وتبادل القصف المدفعيّ والصاروخيّ بين عناصر المقاومة الإسلاميّة والجيش الإسرائيليّ المتحصّن داخل مواقعه العسكرية التي استهدفتها المقاومة لأوّل مرّة في موقع رأس الناقورة القريبة من الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن استهداف موقع جلّ العلام مرّة جديدة والمواجه لبلدة علما الشعب، وترافق ذلك مع شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارات بين الناقورة ورأس الناقورة وأحد الوديان بين علما الشعب وموقع جلّ العلام، إضافة إلى قصف مدفعي إسرائيليّ طال ضواحي عدد من القرى، جالت النهار صباح اليوم وحتى ساعات الظهر على خطوط التماس لا سيّما في الناقورة وصولاً إلى الموقع المستهدف ومروراً بقرى وبلدات القطاع الغربي البياضة وعلما الشعب والضهيرة ويارين، ومروحين.
من صور التي تعجّ شوارعها بحركة سير مزدحمة وأسواقها التجارية والشعبية بحركة لافتة، خصوصاً بعد لجوء عدد كبير من النازحين من بيوتهم في عدد من قرى القطاع الغربيّ، وصولاً إلى مثلّث البياضة، يارين ومروحين والناقورة، حركة سير شبه معدومة حتّى بساتين الليمون وخلافه فارغة من أصحابها، ومن البياضة باتجاه الناقورة، تبدو الحياة معدومة والطريق العام لا تعبره بين وقت وآخر سوى سيارات عسكرية تابعة لليونفيل أو للجيش اللبناني، وعند مدخل البلدة الشمالي والشارع العام لجهة البحر لا يظهر سوى عنصرين من اليونفيل عند مدخل مقرّ قيادة اليونفيل، وقبل المقرّ يقع ميناء صيادي الأسماك وتبدو جميع مراكب صيد الأسماك وكأنّها في إجازة. معظم المحال في الشارع العام ووسط البلدة مقفل، ولا يظهر على جوانب الطرق سوى سيارات تابعة للهيئات الصحية مع طواقمهما، وهي في حالة جهوزية لإنقاذ أو إسعاف أيّ مصاب أو مريض. ومن الناقورة الى آخر نقطة للجيش اللبناني عند رأس الناقورة، حيث يظهر بوضوح الموقع الإسرائيلي، الذي تعرّض أمس للقصف، الحركة في المكان الذي تخيم عليه أجواء التوتر معدومة كلياً، لا يخرقها سوى أزيز طائرة استطلاع إسرائيلية تحلّق بشكل متواصل فوق الموقع ومحيطه، ومن مسافة قريبة جداً استطاعت النهار التقاط بعض الصور للموقع، قبل أن يطلب أحد عناصر الجيش مغادرة المكان، لأنّ الوضع خطير، ولا يُعرف متى ستبدأ أعمال القصف.
أمّا علما الشعب والضهيرة وعيتا الجبل، فتبدو شبه مهجورة بعد أن نزح أغلبيّة أهلها وسكّانها خلال الأيام الأولى لبدء الأعمال العسكريّة، وبعد تعرّض العديد من المنازل والممتلكات للدّمار والخراب نتيجة القصف المدفعيّ والغارات التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيليّ، وبعد إصابة عدد من الأهالي بشظايا القصف أو بحالات اختناق نتيجة القذائف الفوسفوريّة التي كان العدو الإسرائيليّ يطلقها داخل الأحياء السكنيّة.