الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل تُبدّل الحرب في غزّة الموازين الرئاسية الداخلية؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
قصر بعبدا.
قصر بعبدا.
A+ A-

يكاد الملفّ الرئاسيّ اللبنانيّ يغيب عن النقاش السياسي في ظلّ الحرب الدائرة في فلسطين وجنوب لبنان، نظراً إلى التأثير المباشر للحرب على هذا الملف، مهما حاول الأفرقاء السياسيون الفصل بين الاثنين.
كان الوزير السابق سليمان فرنجية الأجرأ بالحديث عن تأثير الحرب على الملف الرئاسي، وإمكانية تغييره المعادلات الجامدة في الداخل، من دون توضيح أيّ كيفية متعلّقة بهذا الأمر.

يقرأ مصدر قيادي في 14 آذار لـ"النهار" الصورة بنوع من الحذر من دون سوداويّة مطلقة. فهو لا يرى بالضرورة "تغييراً في المشهد الداخلي، ولو ربحت "حماس" في غزة، لكن نصرها - من دون شكّ - سيعقد المشهد". ويشير إلى أن أولى نتائج هذه الحرب هو تغيّر وجهة الدور الفرنسي الذي كان أساسياً بالضغط لصالح مجيء رئيس من فريق الـ8 من آذار.
ويضيف: "موقف "حزب الله" من اجتماع الجامعة العربية عبر الهجوم على هذه الدول، واعتباره أن فلسطين ليست بحاجة إلى اجتماعاتهم ولا يحميها سوى الصواريخ، سيجعل الموقف العربي أكثر تشدّداً، خصوصاً الموقفين المصري والسعودي، ولا تُستبعد عودة المملكة العربية السعودية للعب دور في لبنان يمنع "حزب الله" ومحور الممانعة من ضمّ لبنان بكليّته إليه".

ويسأل المصدر عن رأي المجموعة الخماسية التي تشكّلت لدعم لبنان بعد الذي جرى، وبعد تحوّل لبنان إلى ساحة مباشرة لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيّتين، وفق ما ظهر في الشهر الماضي، برضى وتنسيق واضح من "حزب الله"، ممّا يعقّد الأمور ويجعل التعامل والقبول برئيس من فريق "حزب الله" أمراً مستحيلاً مهما كانت نتيجة الحرب.

ويردف: "الحديث عن تحالف إسلامي فرضته حرب غزة، وهو أمر غير واقعيّ بالفعل. فاليوم تسيطر العواطف على المشهد تحت مشاهد الدمار وقتل الأطفال والتهجير، أما عندما تقف الآلة العسكرية فسيعود كلٌّ إلى "تخندقه" السابق، في ظل فرز إقليمي كبير يتسع في المنطقة، ولن ينسلخ عنه اللبنانيون بالطبع".

ويكمل: "الأهم أنه في النهاية سيكون هناك حلّ سياسي – عربي - دولي، ولا مجال للحل العسكري بالكامل، وسيكون لبنان ضمن هذا الحلّ، ولن يكون بعيداً منه. ومن الطبيعي ألا يكون هذا الحلّ بتسليم لبنان إلى محور الممانعة".

ويخلص إلى التأكيد أنه "على الرغم من الصورة السوداوية التي يحاول البعض الإيحاء بها، وبأن معركة غزة فرضت مساراً متغيراً على لبنان سيكون لصالح فريق الـ8 من آذار، فإن جميع هذه المعطيات لا توحي بهذا الأمر".

في المقابل، هناك في أوساط الـ8 من آذار مَن يعتبر أنّ أول تداعيات الحرب على غزة هو أنّ سلاح "حزب الله" أصبح خارج النقاش، إذ إن أغلبية المعترضين عليه لبنانياً وجدوا فيه اليوم حاجة كبيرة لحماية لبنان، ورُبط هذا السلاح بالقضية الفلسطينية؛ فهو كان مشاركاً فعّالاً بالمعركة، ووجهته واضحة. وبغضّ النظر عن نتيجة الحرب، فإن هذا السلاح فعل فعله في المعركة الدائرة على أرض فلسطين.

وتلفت الأوساط إلى أنّ المطالبة بنزع السلاح في المدى المتوسّط سيرى فيها أغلبية اللبنانيين خيانة. وقد دافع الواقع المستجدّ أغلبيّة المعارضين إلى تحييد موضوع السلاح حالياً عن خطاباتهم، مؤكّدة أن ما قبل معركة غزة لن يكون كما بعدها، والفوز بهذه المعركة أمر أساسي، إذ إن الفائز يفرض شروطاً وليس العكس.

وتشير الأوساط إلى أنّ الحرب الدائرة حالياً كشفت عن أنّ القانون الدوليّ ومجلس الأمن والقرارات الدولية، التي يطالب الخصوم باللجوء إليها لحلّ المشكلات بين لبنان وإسرائيل وحماية لبنان، أثبتت أنها عاجزة عن حماية أيّ شيء، لا بل هي أدوات طيّعة بيد إسرائيل، وتستعمل لحمايتها، لا لحماية لبنان. وبعيداً عن أن لإسرائيل باعاً طويلاً في خرق القرارات الدولية، فهي منذ أسبوع تمرّدت على قرار أصدرته الأمم المتحدة بأكثرية 120 دولة، يطلب وقفاً لإطلاق النار الفوري في غزة، فإذا بالقرار وكأنّه لم يكن أصلاً.

وتخلص الأوساط إلى أن الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل جعل الولايات المتحدة في نفس المرتبة مع إسرائيل بالنسبة إلى محور المقاومة، الذي لن يرضى بالطبع بأيّ رئيس يكون من أصدقاء الأميركيين في لبنان، ممّا جعل المعركة في السياسة أوضح وأكثر جديّة في هذا الشأن.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم