"نيران" توتّرات الداخل اللبناني: تهجُّمٌ وقمع

تفاقمت أجواء التوتّر الداخليّ على المستوى السياسيّ - المجتمعيّ اللبنانيّ في غضون الأسابيع الماضية التي لحقت الاندلاع الحربيّ في قطاع غزّة وصولاً إلى الاشتعال الهامد الذي عرفته جبهة لبنان الجنوبية. ولم تكن "المناوشات الكلامية" ومصطلحات التخوين المتبادل بين المواطنين اللبنانيين أقلّ حدّة من وابل الذخائر المتساقطة في زمن المعارك، ما أعاد إلى الأذهان مراحل غابرة من الصراعات اللبنانية التي اتّخذت هذه المرّة فحوى مؤشّرات غير استيعابية للآخر المختلف بدءاً من محاولات قمعية استهدفت صحافيين لبنانيين مطالبين بتحييد لبنان عن نيران الحرب أو منتقدين لمحور "الممانعة"، وذلك من خلال تعرّضهم للأزيز التهجّمي الصادر عن "الجيوش الإلكترونية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ترصّداً لتحرّكاتهم ومضايقتهم من خلال الاستعانة ببعض الأجهزة الرسمية. وأضيفت إلى ذلك أعمال الشغب التي تعرّضت لممتلكات مواطنين لبنانيين في غير مكان تحت راية تظاهرات أو وقفات مناهضة لإسرائيل. وفي الموازاة، منعت مؤسسات لبنانية الموظفين من ارتداء شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية، وبرزت بعض الخطابات المحدودة الملوّحة بالتقسيم. وكانت آخر التجليات "التوتيرية" المعبّرة عن غليان التشنّجات، تعرّض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لحملة تهجّم على خلفية دعوته الرعية إلى تقديم مبالغ مالية للمواطنين الجنوبيين الذين يضطرّون إلى مغادرة...