المنطقة العازلة بين الليونة السياسية والشراسة العسكرية

تُخصِّص التقارير العسكرية المنشورة في الصحف الإسرائيليّة الجزء الأخير من تغطيتها للتطورات الحربية اليومية والمتضمّنة معطيات رسمية، للحديث في مجريات الأوضاع على الجبهة الشمالية الحدودية مع الأراضي اللبنانية منذ تَفاقُم "الأجيج الحربيّ" واحتدام المعارك الناشبة في قطاع غزّة. ويتّخذ التأكيد على ضرورة إقامة المنطقة العازلة جنوب الليطاني حيّز التداول الإسرائيليّ الأوسع مع التلويح بتحرّك عسكريّ محتّم إذا لم تنجح الأطر الديبلوماسية. وثمّة خيارات موضوعة بوضوح على طاولة البحث ومعبّر عنها على مستوى الجيش الإسرائيلي لناحية احتمال "القصف الشرس" للمنطقة المحاذية للحدود مع لبنان والممتدة 3 كلم2 بحدّ أدنى، وجعلها تضاريس منطقة عسكرية غير قابلة للعيش. ويدعم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت اقتراح "الضربة العسكرية"، في وقت لا يحبّذها راهناً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حكومة الحرب بيني غانتس. وتستخدم تل أبيب الجبهة الشمالية أداة ضغط إضافية على "حزب الله" مع تأكيد الطاقم العسكري عدم السماح في عودة المستوطنين البالغ عددهم 60 ألفاً نزحوا من 23 مستوطنة إسرائيلية، إلّا إذا...