المفتي دريان في إفطار لجمعية المقاصد الإسلامية.
أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت حفل إفطار، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وفي حضور النائب محمد خواجة ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة العامة فراس الأبيض ممثّلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الإعلام زياد المكاري، وزير الاقتصاد أمين سلام، الوزير السابق محمد المشنوق ممثّلاً الرئيس تمام سلام وسفراء ونواب وسفراء وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والإعلامية.
وفي كلمته، قال دريان إنّ "المقاصد رسالة المحافظة على القيم الدينية، والإسلام المعتدل المنفتح على العصر والمهيأ لمواكبة المتغيرات من خلال ثوابته الإيمانية، ورسالة التفاعل الإيجابي بين الإيمان والعلم، بين الإسلام والتقدم، وبين الالتزام الديني والرقي الحضاري. نشأت على العلم والتعلم، والدعوة إلى العلم، والسعي لعمل الخير، وزرع بذور العلم ورسالة التوحيد والإيمان في نفوس أبنائها، لتنمو فيهم غرسا صالحا لأنفسهم ووطنهم وأمتهم".
وأضاف: "يطلّ علينا شهر رمضان هذا العام، ووطننا يعاني أزمات كثيرة، ما يحتم علينا تعزيز الألفة والمحبة والتضامن، وحشد كل الطاقات والجهود والإرادات الطيبة وما أكثرها، للتبصر في شؤون البلاد والعباد لدرء مخاطر هذه الأزمات عن شعبنا وتحصين وحدتنا الوطنية من التصدع".
كما أكد أنّ "دار الفتوى تعمل على وحدة الصف الإسلامي والوطني، وتوحيد الكلمة، ولم الشمل، تجمع ولا تفرق وتزرع الخير وتنثر ثماره في كل مكان ولا تنحاز إلا للقيم والمبادئ الإسلامية والوطنية"، مضيفاً أنّه "رغم كل الصعاب، فإنّ مجتمعنا لا يزال متمسّكاً بهذه المبادئ، لأنّ المقاصد والجمعيات والمؤسسات الخيرية في كل لبنان، لم تتخل عن دورها المهم في أداء مهامها التعليمية والتربوية والطبية، ليبقى مجتمعنا متماسكا متآلفا متعاونا، فهي صمام الأمان فيه والحصن الحصين للوطن، والركيزة الداعمة للدولة ومؤسساتها".
وقال: "إنّ مدّ يد العون وتقديم المساعدة لمن يحتاج من أسمى الأعمال التي حث عليها الدين الحنيف، لما لها من أجر عظيم عند الله تعالى، لمن يقوم بها مخلصا لوجهه الكريم، فليس أجلّ من العطاء ومساعدة الغير تخفيفا من وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاستشفائية التي لم يشهد لبنان مثلها من قبل. فالدولة التي نطمح للعيش والبقاء فيها هي دولة جميع اللبنانيين، الدولة التي هي مرجعنا الوحيد، وانتماؤنا يجب أن يكون إليها وحدها دون سواها، كي ننعم جميعا بالاستقرار والأمن والأمان ، والطمأنينة ورغد العيش".
وتابع دريان كلمته قائلاً: "لقد آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا، وتسير في الطريق الذي يوصل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة، سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية ، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر".
كما رأى أنّ "عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟ وإذا استمر وطننا من دون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه" .
وقال دريان: "لبنان أيها الأخوات والإخوة لا يبنى إلا بالتضامن وبالشراكة، وبالحوار والوحدة ، وبالتفاهم بين أبنائه، وهذه هي قوة لبنان المعرض دائما لخطر تهديدات وعدوان العدو الصهيوني الإرهابي المجرم اليومي على قرى وبلدات جنوبنا اللبناني الصامد. إنه العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، والذي يشن حرب إبادة ضد إخواننا الفلسطينيين في غزة وسائر فلسطين المحتلة، ويرتكب بحقهم المجازر الإرهابية، ضاربا عرض الحائط بكل التنديدات والقرارات التي تجرمه وتدعوه إلى وقف هذه المجازر والإبادة على أرض فلسطين المغتصبة، التي يمنع أهلها من حق الدفاع عنها وعن أنفسهم في آن. إنه لعمل إجرامي إرهابي بامتياز فاق التصور والخيال في ظل صمت دولي مريب".
وختم بالقول: "فلسطين أرض العرب والمسلمين، تضم في رحابها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى أقدم الكنائس في الشرق، وفي ثراها جثامين أنبياء ورسل وصحابة كرام ، الذين حرروها من محتليها، وفتحوها بدمائهم الزكية ، فهي الأرض التي بارك الله فيها وفي ما حولها ، ليعلم العرب والمسلمين بوحدة المسار. وتحرير بيت المقدس وما حوله، آت آت لا محالة، وهذا لا يكون إلا بوحدة العرب والمسلمين وتضامنهم وجمع كلمتهم".