ميس الجبل ليست أفضل حالاً من جاراتها... مشهد الدمار وحركة النزوح متشابهة
بلدة ميس الجبل الحدودية الواقعة بين نارين، نار صديقة ونار عدوة، بمحاذاة مستوطنة المنارة وموقعي العاصي والعبّاد الإسرائيليين، ليست أحسن حالاً من جاراتها، خصوصاً حولا وبليدا وعيترون، وسائر قرى وبلدات المنطقة الحدودية الواقعة على طول خط المواجهة مع القوات الإسرائيلية لناحية الدمار والخراب وحركة نزوح الأهالي.
كاميرا "النهار" جالت في أحياء وشوارع البلدة، ورصدت من قربٍ مشاهد وآثار الدمار والخراب، التي حوّلت عشرات المنازل والأبنية السكنيّة والمحالّ التجارية والعديد من المرافق العامة والخاصّة إلى ركام، كما عاينت المنزل الذي استشهدت فيه عائلة آل حنيكة المؤلّفة من 4 أشخاص: الأب والزوجة وولدين، أحدهما طفل صغير.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش:
يؤكّد رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المنطقة الجنوبية شنّ نحو مئة غارة من الجوّ، أغلبها استهدف الأحياء السكنيّة والمحالّ التجارية والمرافق العامة والخاصّة في البلدة، إضافة إلى سقوط أكثر من ألف قذيفة مدفعيّة، بعضها من القذائف الفوسفورية الحارقة، ممّا تسبّب بأضرار جسيمة في الثروة الزراعية والحيوانية.
وأوضح شقير بأن أكثر من 145 وحدة سكنيّة دُمّرت بالكامل، ونحو 1400 منزل أو محلّ تجاريّ تصدّع وتضرّر بشكل جزئيّ.
واعتبر شقير بلدة ميس الجبل بلدة منكوبة، مشيراً إلى أن الخسائر المادية لم يتمّ تحديدها حتى الآن، بسبب استمرار الوضع الأمني متدهوراً.
النائب قبلان قبلان، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل وابن بلدة ميس الجبل، والذي أُصيب منزله في البلدة لدى اشتعال الجبهة بالقصف المدفعي الإسرائيلي، اعتبر أنّ الجرائم والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في الجنوب، وعلى كامل الأرض اللبنانية، والتي كان آخرها المجزرة التي ذهب ضحيتها عائلة من 4 أفراد في ميس الجبل، تكشف الطبيعة العدوانية المتوحّشة للعدو الإسرائيلي، وهي لن تزيدنا إلا عشقاً للشهادة، وتمسّكاً بالأرض الطاهرة وخيار المقاومة والمواجهة مع هذا العدو، دفاعاً عن لبنان، وعن قضيّة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلّة على أرض فلسطين.
وقال علي عيسى، أحد أبناء ميس الجبل، إنّ البلدة تتعرّض، منذ اليوم الأول لاشتعال جبهة الجنوب، لقصف صاروخيّ ومدفعيّ ممنهج، يتركّز على الأحياء السكنية بهدف تهجير جميع أهالي البلدة، الذين يبلغون نحو 30 ألف نسمة، أغلبهم من المقيمين والعاملين في خارج البلدة، سواء في لبنان أم في الخارج. وقبل اندلاع الحرب، كان يوجد في ميس الجبل نحو 8 آلاف نسمة، والآن لم يبقَ في ميس سوى بضع مئات. ولفت عيسى إلى أن ميس الجبل قدّمت حتى الآن 11شهيداً، من بينهم 4 مدنيين من عائلة واحدة.