الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عوده يستذكر غسان تويني: لو كان حيّاً لكان أول الرافضين لما نعيشه من خرق للدستور وتعطيل لانتخاب الرئيس

المصدر: "النهار"
المطران الياس عودة (حسن عسل).
المطران الياس عودة (حسن عسل).
A+ A-
أكد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده أنّه "فــي نِــهــايــةِ هــذا الــمَــوسِــمِ الــفِــصــحِــيّ الــذي فــيــه شَــهِــدْنــا لِــقــيــامَــةِ ربِّــنــا ومُــخَــلِّــصِــنــا يــســوعَ الــمــســيــح وغَــلَــبَــتِــه عــلــى الــخَــطــيــئــةِ والــمَــوت، نُــصَــلِّــي كــي يُــنــيـرَ الــربُّ بــصــيــرةَ الــبَــشَــرِ، والــمــســؤولــيــن عــنــدَنــا بِــشَـــكــلٍ خــاص، كــي يُــدرِكــوا الــمَــســارَ الــصــحــيــحَ الــذي يــجــبُ أنْ يَــسـلُــكــوه لِــخَــلاصِ الــبَــلَــد. مَــســؤولــو لـبـنـان وزُعــمــاؤه وقـادَتُــه يَــنْــطَــبِــقُ عــلــيــهــم قَــوْلُ الــرَبّ: «لأنّــهــم مُــبْــصِــريــن لا يُــبْــصِــرون وســامِــعــيــن لا يَــســمَــعــون ولا يَــفــهَــمــون. فــقــد تَــمّــتْ فــيـهـم نــبــؤةُ إشــعــيـاء الــقــائِــلـةُ تَــســمَــعـــون سَــمْــعــاً ولا تَــفــهَــمــون ومُــبــصِــريــن تُــبــصِــرون ولا تَــنــظُــرون. لأنّ قَــلْــبَ هــذا الــشَـعــبِ قــد غَــلُــظَ وآذانُـهــم قــد ثَــقُــلَ سَــمــاعُــهــا وغَــمّــضــوا عُــيــونَــهــم لِــئــلا يُــبــصِــروا بِــعــيــونِــهــم ويَــســمَــعــوا بــآذانِــهــم ويَــفــهَــمــوا بِــقُــلــوبِــهــم ويَــرجِــعـــوا فــأشــفــيــهِــم» (مــتــى 13: 13-15)".

وقال عوده في عظة قداس الأحد: "يــبــدو أنَّ الــمــســؤولــيــن لا يَــســمَــعــون أنــيــنَ الــشَــعــبِ ولا يَــرَوْن بُــؤسَ الــحــالَــةِ الــتــي وَصَــلَ إلــيــهــا مُــعــظــمُ أبــنــاءِ هــذا الــبَــلَــدَ. سَـنَـواتٌ مَــرّتْ عــلـى انــتــفـاضَةِ الــمُــواطِــنــيــن وعـلـى تَــفـجــيـرِ الــعــاصـمـةِ وعـلـى انـهــيـارِ الــبَـلَــد"، مضيفاً: "انــتَــهَــتْ وِلايَـةُ مَـجْــلِــسِ الــنُـوابِ الــسـابِــقِ والـرئـيـسِ الـسـابِـق، وانــتُــخِــبَ نُــوابٌ آخَــرون فَــلا هُــم قـامـوا بِـواجِــبِــهــم الـدُســتــوريّ ولا الــحُــكــومَـةُ طَــبَّــقَـــتْ بَــرنـامَـجـاً إنــقــاذِيـاً".

وتساءل عوده: "مـاذا يَــنــتــظــرون؟ ألا يَــعْــرِفــون أنّ الــجِــســمَ بــلا رأسٍ يَــمــوت؟ ألا يُــدرِكــون جَــمــيــعُــهــم، نُــوابــاً وحــكــومــةً وزُعَــمــاء، أنّ الــبَــلَــدَ إذا زالَ لــنْ يَــبـقــى مــا يَــحــكُــمــونَــه أو مَــنْ يُــمــثِّــلــونَـهـم أو يَــتَــزَعّــمــون عــلــيــهــم؟ ولــنْ تَــبــقــى مَــراكــزُ يَــتَـسـابَــقــون إلــيــهــا وكَــراسٍ يَــتَــنـافَــســون عــلــيــهــا؟".

وساتذكر عوده الأستاذ الراحل غسان تويني قائلاً: "مُــنــذُ أيّـامٍ اسْــتَــذْكَــرْنـا إنـسـانـاً كـبـيـراً نَــتَــذَكّــرُه كُـلَّ يَــومٍ، وهــو مَـنْ تَــرَكَ أثَــراً كـبـيـراً في أجـيـالِ هـذا الــبَــلَــدِ وفـي تـاريـخِـه. غــسان تـويـنـي، شُـعْــلَـةُ الـحُـريـةِ، وعُــنـوانُ الإيـمـانِ والـثَـقـافَـةِ والإنـفِــتـاحِ، الـثـائــرُ عـلـى الــظُــلْــمِ والـجَـهْــلِ والـتَـعَــصُـبِ وتَـلَـوُّثِ الـفِـكـرِ وانـحِـطـاطِ الأخـلاق، الـمُـدافِـعُ عَــنْ لـبـنـانَ ودورِه، والـرافِـضُ جَـعْــلَـه سـاحـةً يَــتَــقــاتَــلُ عـلـيـهـا الآخَـرون، حـامِـلُ لِــواءِ الـديـمـقـراطـيـةِ والـحَــقِ والـعَــدالَـة، الـقـائـلُ: «لا حـيـاةَ لـلـبـنـان ولا مُـسـتَــقــبَـلَ لـلـتَـعــايُـشِ فـيـه مِـنْ دونِ ديـمـقـراطـيـة. الـسـيـادةُ كـالإسْــتِــقْــلالِ تُــبــنـى مِـنَ الـداخِــلِ ولا تُـؤخَــذُ مِـنَ الـخـارِج بِـأَمْــنٍ مُـسْـتَـعــارٍ قــد فَــشِـلَ، فـكـيـفَ بِــدِفـاعٍ مُـسـتَـعـار؟»".

وتابع قائلاً: "لـو كـانَ حَـيّـاً لَــكـانَ أوَّلَ الـرافِــضــيــن لِـمـا نَــعـــيـشُـه مِــنْ خَــرْقٍ لِـلـدُسـتـورِ وتَـعْــطــيــلٍ لانـتِـخـابِ رئـيـسٍ واسْـتِـبـاحَـةٍ لِـلْـبَـلَـد ولِـحُـقــوقِ الـشَـعْــب. رحِـمَ اللهُ غـسـان تـويـنـي وألـهَــمَ الـمـسـؤولـيـن الـحـالـيــيــن الـسَـيْــرَ على خُـطـاه فـي الـدفـاعِ عَــن الـحُـريـةِ والـديـمـقـراطـيـةِ والـسِـيـادة والإسـتـقـلال".

وختم: "فـي الـنـهـاية، لِــنُــسَــلِّــمْ قُــلــوبَــنــا إلــى اللهِ، طــالِــبِــيــنَ إِلَــيْــهِ أَنْ يُــنِــيــرَ عُــيــونَــنــا وعُـيـونَ الـمَـسـؤولـيـن، وبَــصِــيــرَتَــنــا، وقُــلُــوبَــنــا، حَــتَّــى نَــعْــرِفَــهُ كَــمــا هُــوَ بِــالــحَــقِــيــقَــةِ، ونُــؤمِــنَ أَنَّــهُ إِلَــهُــنــا الَّــذِي افْـتَـدانـا بِـدَمِـه، ونَــعْــتَــرِفَ مَــعَ الأَعْــمَــى بِــأَنَّ الــرَّبَّ يَــســوعَ هُــوَ ابْــنُ اللهِ ونَــسْــجُــدَ لَــهُ، آمــيــن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم