كان متوجهاً لإجراء فحص الـPCR حين خطفه الموت. داخل نفق فينيسيا لفظ آخر أنفاسه ليرحل تاركاً والدته في حالة من الصدمة على خسارة وحيدها الذي ربته يتيماً... هو ابن الطريق الجديدة وليد شبير، الشاب الهادئ والخلوق الذي أحزن كل من عرفه برحيله المفاجئ.
الموت داخل النفق
بالأمس، ودّع وليد والدته، وتوجه لاجراء فحص كورونا مطلوب منه من قبل شركة الغاز التي يعمل موظفاً لديها، إلا أنه قبل أن يتمكن من الوصول وقع الحادث المروّع، وبحسب ما قال صهره محمد لـ"النهار": "تأكدنا من أن الحادث قضاء وقدر، فقد انزلقت الدراجة النارية التي كان يقودها، ليسقط أرضاً غارقاً بدمه قبل أن ينقل إلى مستشفى المقاصد حيث أعلن الأطباء مفارقة الروح جسده".
خسارة كبيرة
31 سنة مرّ وليد على الأرض، عاش كما قال محمد "يتيماً ووحيداً لوالدته على 3 شقيقات، كان بالنسبة لها فرحتها في الدنيا وعكازها عندما يتقدم بها العمر، عاشت من أجله، كرست وقتها له، فرحت عندما تمكن من الحصول على وظيفة، حلمت بأن تزفه عريساً، وإذ بالخبر المأسوي يصلها، فلذة كبدها رحل الى الأبد". وأضاف: "لا كلمات يمكنها التعبير عن حالها، فقد خسرت ضحكتها بعدما كسرت عكازها في لحظة، فهي التي ربته بدموع العين، وعندما كبر كان بارّاً بها، عطوفاً عليها، لم يرفض لها طلباً، كان ينفذ نصائحها من دون أي تأفف، وإذ بإرادة الله تشاء أن تكون النهاية بهذه الطريقة، ولا اعتراض على حكمه".
حزن عميق
وعما إن كان وليد يضع خوذة على رأسه، قال محمد: "نعم إلا أنها طارت بسبب الحادث، ربما لم يكن يربطها بإحكام"، في حين وضع أحد أصدقاء محمد اللوم على حفرة داخل النفق تسببت بالكارثة قائلاً: "داخل النفق حفرة حاول وليد الابتعاد عنها بعدما تفاجأ بها، ففقد السيطرة على دراجته لتحل بعدها المأساة".
أصدقاء وليد نعوه في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حيث عبروا عن حزنهم العميق على فقدان الشاب الخلوق، الذي لم يفتعل يوماً مشكلة، العصامي والطموح، طالبين من الله أن يغفر له، وأن يهلم والدته وأقاربه الصبر والسلوان على فراقه.