بعد أن كان ينقل الخبر، وجد الزميل حسن عز الدين نفسه أنه "الخبر" بخسارته وحيدته بحادث صدم على أوتوستراد خلدة. اتصال هاتفي غيّر حياته إلى الأبد، اطّلع من خلاله على فقدان من كانت بالنسبة له الأمل والهدف للبقاء على الأرض... رحلت العروس مروى التي لم يمر على زفافها 9 أشهر حتى أجبرت عائلتها اليوم على زفها إلى مثواها الأخير.
لحظات الموت
"ما أصعب الأب أن ينعى ابنته، أنعى إليكم مروى حسن عزالدين"... منشور كتبه الوالد المفجوع على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وفي حديث لـ"النهار" شرح جاهداً، بعدما خنق الحزن صوته، ما حصل مع وحيدته، حيث قال: "بعدما أنهت مروى وصديقتها تناول الغداء في أحد المطاعم في خلدة، أرادتا اجتياز الأوتوستراد، للتوجه إلى المنزل، تمكنت صديقتها من ذلك إلا أن مروى عندما همت للقيام بذات الأمر صدمتها سيارة، فنقلت إلى مستشفى بشامون، ليعلن بعدها الأطباء إطباق عينيها إلى الأبد".
خسارة كارثية
دموع عزالدين وغصته على من رباها وحيدة أربعاً وعشرين سنة، وحلم بأن تكون عكّازه في كِبره، تعجز الكلمات عن وصفها. فخسارة مروى بالنسبة له تعني خسارة هدف وجوده في الحياة. وقال: "بماذا عساي أن أتحدث عمن كانت بالنسبة لي الشمعة التي تضيء عتمة الزمن، وإذ بي أدفنها بيدي تحت التراب، كل ما أطلبه الآن أن يرحمها الله ويصبرني على فراقها الأليم"، وعما إن تم توقيف سائق السيارة الذي صدمها؟ أجاب: "نعم".
حزن عميق
أصدقاء مروى ووالدها نعوها في صفحاتهم على "فيسبوك"، فعبروا عن حزنهم العميق على فقدان "الإنسانة الهادئة، الحنونة والخلوقة، التي عرفت بطيب معشرها والابتسامة التي لا تفارق محياها". منهم من كتب: "أبكرت الرحيل يا مروى، من دون وداع وسابق إنذار غادرت الحياة". في حين كتب آخر: "كم هو صعب ومرير أن تجمع الحروف لتؤلف جملة لتقدّم العزاء لأخيك وصديقك بعد أن نعى فلذة كبده إثر حادث سير مؤسف اليوم، طيّب الله ثراها أخي حسن عزالدين، وألبسها ثوب الرحمة وأسكنها فسيح جناته... لكم الصبر والسلوان.. إيمانكم الكبير بالله تعالى كفيل بتخطيكم هذه المرحلة الصعبة".