الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

المعرض الدولي للملح في دورته الثانية في بيروت... صناعة ذات أهداف بيئية اقتصادية سياحية

المصدر: "النهار"
فرح نصور
من المعرض الدولي للملح.
من المعرض الدولي للملح.
A+ A-
في إطار مشروع MedArtSal (الإدارة المستدامة لمناجم الملح الحرفيّة في البحر الأبيض المتوسط)، اختتم معرض MedArtSal الدوليّ الثاني للملح في BDD بيروت، وذلك بجولة استكشافية في بلدة أنفة التي أُدرجت رسميّاً على خريطة السياحة البيئية والثقافية والتراثية.
 
سعى المعرض إلى الاحتفال بنماذج الأعمال المستدامة في الملاحات الحرفيّة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مع الحفاظ على أساليب الإنتاج التقليدية والتنوّع البيولوجي. وتضمّن جلساتٍ تفاعلية، تناولت مواضيع مختلفة مثل إنتاج الملح، السياحة، فنّ الطهو، مستحضرات التجميل، والاستدامة البيئية.
وفي اليومين الأوّلين، عرض أكثر من 20 منتِجاً للملح معنيّين بهذا القطاع من إسبانيا وإيطاليا وتونس ولبنان منتجاتهم الحرفية.
 
المشروع مموّل من الاتحاد الأوروبي بـ2.9 مليون يورو من أصل 3.2 ملايين يورو شكّلت ميزانية المشروع. يمتدّ مشروع MedArtSal لـ3 سنوات، ويهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة لأحواض الملح الحرفيّة، وتوفير الدعم المطلوب في القضايا الاقتصادية والبيئية والحوكمة المتعلّقة بإنتاج الملح، في 4 بلدان تقع على البحر الأبيض المتوسط، هي إيطاليا وإسبانيا ولبنان وتونس، وفي 15 ملّاحة.
 
وأدّى مشروع MedArtSal دوراً حاسماً في تحديد نماذج الإدارة المستدامة للملّاحات الحرفية. فمن خلال هذا المشروع، أُطلقت خطة استراتيجية للتسويق، واستراتيجيات للتنوّع البيولوجي، ومنصّة للتجارة الإلكترونية، وبرامج لبناء القدرات، وشبكة دولية. وعمل معرض الملح الدولي MedArtSal كمنصّة لعرض إنجازات المشروع، ولربط منتجي الملح المحليّين بالدوليّين وتعزيز الابتكار والتعاون.
 
 
الحدث كان من تنظيم منظّمة Fair Trade Lebanon غير الربحيّة المكرَّسة لتعزيز الممارسات التجارية العادلة والأخلاقية التي تضمن مكافأة عادلة ودخلاً لائقاً لصغار المنتجين والتعاونيات، بالتعاون مع جمعية تنمية القدرات الريفية (ADR) واتحاد MedArtSal.
 
في هذا السياق، تتحدّث ممثّلة منظمة Fair Trade Lebanon سامية صدقة لـ"النهار" فتشدّد على أن هذا المشروع يركّز على 4 دول مطلّة على البحر الأبيض المتوسط، حيث يجري تدريب الملّاحين فيها على استخراج الملح بطريقة حرفيّة، موضحة أنهم تلقّوا دعماً مادياً وتقنياً ومعنوياً. لذلك، فإنّ الهدف بالدرجة الأولى هو الحفاظ على البيئة والاستفادة من الملح الذي يخرج من الطبيعة من دون التسبّب بأذيّتها، ومن دون ترك أيّ بصمة للإنسان في آليّة الاستخراج.
 
يمتاز المشروع ببُعد اقتصادي هو تأمين مدخول للملّاحين في الملّاحات التي لا تزال تستخرج الملح بالطريقة التقليدية الحرفيّة، إذ يفتح المشروع الباب أمامهم لتسويق منتجاتهم وزيارة معارض دولية وانفتاحهم على الأسواق. 
 
المعرض في دورته الأولى أقيم في تونس، أما الثانية والثالثة فأقيمتا في لبنان. وكانت أهمية إقامته في لبنان، وفق صدقة، "تعريف العالم أنّ في لبنان ملّاحات ومنتجي ملح لا يزالون يتّخذون هذه الصنعة مورداً أساسياً لهم؛ فالأساس في أهمية المحافظة على هذا القطاع هو التصنيع اليدوي الذي لا يزال يميّزه". فآلية استخراج الملح لا تزال تعتمد بشكل أساسي على الهواء والشمس والماء، وما على الملّاح سوى قطف الملح.
 
وفيما أظهر المعرض مختلف أنواع الأملاح المنتَجة في الدول الأربع المذكورة، تؤكّد صدقة أنّ صناعة الملح هي عالم بحدّ ذاته، فأبسط ما يمكن ذكره هو أنّ الملح التجاري الموجود في الأسواق للطهو يختلف عن الملح الحرفي. فملح الأسواق ليس ملحاً سليماً بسبب المواد الكيميائية التي تُضاف إليه، والتي تؤدّي إلى ارتفاع في ضغط الدم، بينما الملح الطبيعي اليدوي لا يسبّب هذه المشكلات، بل هو ذو فائدة صحّية وبيئية. وإلى جانب استخدامه الأساسي في عالم الطهو، يدخل الملح في صناعة مستحضرات التجميل أيضاً.
 
 
أمّا حافظ جرجي، أحد أقدم الملّاحين في أنفة، وأحد المشاركين في المعرض، فيأسف في حديثه لـ"النهار" لأنّ "ملّاحات أنفة لم تأخذ أهميتها محلياً"، مشيراً إلى أن "الملّاحين القدامى من أبنائها تركوها وعملوا في الاستيراد"، ومشدّداً على أن "المشاركة في هذا المعرض تفتح لنا الأبواب على أسواق أخرى وعلى تبادل خبرات مع منتجي الملح في دول أخرى".
 
وفي غياب التشريع الرسمي لتعزيز هذا القطاع، برأي جرجي، "فضّلت الدولة المشاريع السياحية على قطاع إنتاج الملح، فقضت على الإنتاج المحلّيّ للملح. لكن قناعتنا أنّ هذا القطاع يجب أن يستمرّ لوجود كلّ المقوّمات اللازمة من بحر وشطآن صخريّة وطبيعة نقيّة، فكلّها عوامل تشكّل بيئة مثالية لإنتاج الملح".
 
بالتالي، تشكّل الملاحات عنصر جذب سياحيّ، لكونها لا تحجب النظر عن المناطق الطبيعية ولا تتسبّب عملية الإنتاج الخاصة بها بالتلوّث. وتقع ملّاحات أنفة بين الأحراج الخضراء والبحر، وبذلك تصنّف ثروة يجب الحفاظ عليها. ويرى أنّ "ملّاحات أنفة يجب أن تكون محميّة طبيعيّة بأحراجها ومياهها، خصوصاً أنّها تحمل إرثاً تاريخيّاً يعود إلى زمن الفينيقيين، ولا يجب التفريط به، فالعالم يبحث عن قيم تراثية للحفاظ عليها، كاستخراج الملح بشكله الطبيعيّ".
 
وتقول المسؤولة المالية في جمعية تواصل الأجيال التونسية، إيمان كسكاس، التي شاركت في المعرض، لـ"النهار" إنّ "هدف المشاركة هو تعزيز السياحة في منطقة صفاقس حيث الملّاحات، وتوسيع نشاطها وشبكاتها لتعريف الناس بها، فالملّاحات تؤدّي دوراً أساسياً في الجذب السياحيّ، فلكلّ ملّاحة ميزة معيّنة تجذب السيّاح. وفي إطار مشروع MedArtSal أصبح إنتاج الملح يُوفّر فرص عمل في مجالات عديدة ويدخل في صناعات متنوّعة".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم