الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

بالفيديو - الأطفال المختلفون وتجربة هلا رعد في "بودكاست مع نايلة"

المصدر: "النهار"
هلا رعد ونايلة تويني.
هلا رعد ونايلة تويني.
A+ A-
يُنظر إلى وجود الأطفال ذوي الاختلافات أو الاحتياجات الخاصة في العائلة على أنه أمر بالغ الأهمية، إذ يسهم في تعزيز تقبّل الأهل وتعلمهم دروساً ثمينة في حياتهم اليومية، ويعزز مرونة الأسرة وزيادة قدرتها على مواجهة التحديات الحياتية بنحو أكثر تفهماً وتعاطفاً.
 
في هذا السياق، تشارك هلا رعد، المربية التقويمية ومديرة مركز التعليم في الجامعة الأميركية في بيروت، قسم الطب النفسي، رؤيتها حول الدور الفعال للأطفال المختلفين داخل العائلة.
 
 انطلاقاً من خبرتها الشخصية، وفي حوار خاص ضمن برنامج "بودكاست مع نايلة" ومع رئيسة مجموعة النهار الإعلامية نايلة تويني تؤكد أن العمل مع الأطفال المختلفين لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي أو التربوي، بل يتعدّاه إلى أبعاد إنسانية واجتماعية عميقة.
 
 وتستند في حديثها إلى أمومتها وهي الأم لطفلين، وتقول: "أولاً، أنا أم لولدين، صوفيا وكارل، وقد ألهمني العمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والاختلافات في حياتي الشخصية والمهنية". 
 
ومن خلال هذه الخلفية، تتطرق إلى أهمية التعامل مع الأطفال الذين يواجهون صعوبات متنوعة، مثل صعوبات التعلم أو النطق أو الحركة أو الكتابة، التي قد تستمر لفترات طويلة وتؤثر على أدائهم اليومي وقدرتهم على التواصل مع الآخرين. 
 
وتشدد هلا على ضرورة تدخل الأهل المبكر عندما يلاحظون هذه التحديات، موضحة أنه "في مثل هذه الحالات، يجب على الأهل السعي للحصول على دعم من المتخصصين، سواء في مجال التربية أو النطق، بناءً على طبيعة التحدي الذي يواجهه الطفل."
 
تحدثت هلا بكل وضوح عن عملية تقبّل الأهل لأطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ووصفتها بأنها "رحلة" وليست "نقطة وصول"، وقالت: "إن شعور الأهل تجاه أطفالهم يمر بمراحل متعددة؛ فما يشعرون به اليوم قد يكون مختلفاً تماماً بعد مرور سنتين أو حتى خمس سنوات".
 
 هذه الرحلة غالباً ما تكون مليئة بالصدمات والقلق والحزن، وحتى الغضب، لكن هلا تبدي لمرور الأهل بهذه المراحل أهمية قصوى، قبل الوصول إلى حالة من القبول والتفهّم الذي يستغرق وقتاً وقد يتطلّب سنوات حسب قولها.
 
تسلط هلا الضوء على ضرورة وجود فريق دعم مكوّن من الأهل والأصدقاء والاختصاصيين وهو يعدّ أمراً حاسماً لتجاوز الصعوبات المرتبطة بتربية الأطفال المختلفين، حيث إن الشعور بالمساندة والتفهم من الآخرين يساعد المحيط على مواجهة التحديات بروح إيجابية ويمنحهم القوة للاستمرار في الرحلة.
 
عندما تطرقت هلا إلى موضوع التنمّر، أوضحت أنها تعتمد نهجاً تربوياً غير مباشر في تعليم الأطفال كيفية تقبّل الآخرين المختلفين عنهم.
 
وترى أن تعليم الأطفال قبول التنوّع والاحترام للآخرين ليس فقط مسؤولية الأهل، بل هو أيضاً دور مهم في البيئة المدرسية والمجتمع ككل. وتوجهت برسالة إلى الأهل الذين يشعرون بعدم الراحة في دمج أطفالهم مع الأطفال المختلفين، قائلة: "لا يمكن لأحد أن يختار البيئة التي يعيش فيها، سواء في الصف أو المدرسة أو مكان العمل أو حتى في العائلة، والتنوع جزء لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، ويجب علينا تقبّله."
 
وفي حلقة البودكسات تعرض هلا رعد مجموعة من التحديات التي تواجهها الأسر، وتستذكر قصة طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، كانت تتنمر على زملائها في الصف بسبب صعوبة قدرتهم على القراءة. 
 
المفارقة أن هذه الطفلة كانت هي الأخرى تعاني من نفس المشكلة، لكنها لجأت إلى التنمّر كوسيلة للتغطية على إحساسها بالعجز. هذا المثال يعكس تعقيدات التعامل مع الأطفال في بيئة مدرسية ويبرز الحاجة إلى نهج تربوي يعتمد على الفهم العميق لمشاعر الأطفال وسلوكياتهم.
 
وتختم هلا رعد حديثها برسالة ملهمة، حيث دعت المجتمع إلى اعتبار التنوع فرصة للتعلم والنمو، وشددت على أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون إضافة قيّمة لأي عائلة أو مجتمع، مؤكدة أن تقبّل هؤلاء الأطفال ليس فقط مسؤولية الأهل بل هو واجب جَماعي، حيث إن وجودهم يعزز قيم التسامح والتفهم في المجتمع، ويدفعنا نحو عالم أكثر شمولية ورحمة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم