تحضيرات الميلاد بدأت... كيف تستعدّ البلديات لاستقبال العيد؟

 درجت العادة في مثل هذا الوقت من كلّ سنة، أن تتسابق البلديات كافة إلى إضاءة شوارعها ونشر الزينة لبث البهجة وروح عيد ميلاد، في زمن، خطف فيه المسؤولون كل فرحة وضوء الأمل من قلوب الأهالي والأطفال والشباب. فتتبارى البلديات في المناطق على الفوز بوسام أجمل زينة خلال فترة الأعياد. لكن هذا العام من المتوقع أن يكون مختلفاً، نظراً لحجم التكاليف، على ضوء الأزمة المالية، وأزمتي الكهرباء والمحروقات، لذا من الطبيعي السؤال كيف ستتمكنّ البلديات من تأمين اضاءة الزينة هذا العام؟ وكيف تتحضرّ لاستقبال الميلاد المجيد والسنة الجديدة؟

البترون "عاصمة الميلاد"
 
تنظّم بلدية البترون هذا العام مجدداً احتفال "بترون عاصمة الميلاد" في ساحات الكنائس والأسواق القديمة. وفي حديث مع "النهار" أفصح عضو البلدية استطفان جمال عن مبادرة جديدة أطلقت هذا العام بغية إنعاش الأعمال المحلية اليدوية.
وقال: "أطلقنا "سوق الميلاد" لتنبض شوارع البترون بالأمل والحياة، حيث سيتمكن المواطنون من استئجار "كشك" أو كوخ صغير، لعرض أعمالهم مع تكلفة رمزية لا تتعدّى الـ 100 دولار، وسيبدأ في الأوّل من الشهر المقبل لغاية 8 كانون الثاني، ناهيك عن المهرجانات المجانية." وقد لاقت "عاصمة الميلاد" السنة الفائت اقبالاً كبيراً من قبل اللبنانيين.
 
وفي ما يخصّ شعار هذا العام، يلفت جمال إلى أنّ الرسالة اليوم هي إعادة احياء الأمل في ظلّ هذه الظروف الصعبة، واستلهمت بلدية البترون من حرائق الغابات لتزيين شوارعها بشجرة محروقة مطليّة باللون الأبيض كدلالة حياة لـ"نرجع نخلق الأمل".
 
وتعقيباً على سؤال تأمين الكهرباء للزينة، يؤكد جمال أنّ البلدية أمنت المازوت ولديها مولّدات لإضاءة الزينة بأكملها، وذلك بمساعدة أبناء البترون، لجنة مهرجان البترون الدولي وجمعية التجار الذين حرصوا على تأمين الإضاءة وصولاً إلى السوق العتيق.
 
 
 
جبيل "مدينة الميلاد "
 
لن يتغيّر الشكل الخارجي لزينة جبيل هذا العام إذ ستضمّ كعادتها الشجرة والمغارة، لكن ما سيميّزها هو "سوق الميلاد" الذي سيتضمن سوق الأكل، والنبيذ، إلى معروضات أخرى، وذلك بالتعاون مع شركة خاصة. وسيتمكن اللبنانيون من الاستمتاع بفرصة الميلاد، مع حدث ترفيهي وروحي كلّ يوم، من جوقة موسيقية، وتسلية للأطفال، من 8 كانون الأوّل إلى 18 كانون الثاني.
 
وستتولى جمعية "كاريتاس لبنان" محطة مهّمة في "village de noel، وتقول في هذا السياق عضو البلدية آية يونس في حديث مع "النهار إنّ "البلدية دأبت إلى تخصيص فترة زمنية لجمعية كاريتاس لأن جوهر العيد هي مساعدة الآخرين، وسيعود ريع هذه الفترة من المهرجان للجمعية وللعائلات المحتاجة."
 
كما لفتت إلى أنّ مصاريف الزينة ستكون على عاتق الشركة الخاصة والقطاع الخاص، وبالتالي لم تتكلّف بلدية جبيل بأي أعباء مالية هذا العام.
 
بيروت مقسمّة بين جمعيات
 
في ما يخصّ العاصمة، أكدّ رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لـ"النهار" أنّ هذا العام سيكون مختلفاً لأنّ البلدية لن تتولىّ الزينة ولن يكون لديها دور على الأرض، لكنها "تدعم وتساعد الجمعيات التي ستتولى زرع روح الفرح والابتهاج والآمال في قلوبنا".
 وأضاف عيتاني: "هذا العام جراء الأزمات المتفاقمة باتت الأولويات مختلفة، وللأسف لن تتمكن البلدية من المساهمة بطريقة مباشرة في الزينة".
 
هذا، وتم تقسيم مناطق بيروت بين ثلاث جمعيات، منها جمعية "Lebanon of Tomorrow"، التي ستتولى تزيين ساحة ساسين، ويقول في هذا السياق عضو الجمعية فارس كرم أنّ هذا العام سيكون بمثابة كلّ سنة من زينة وسوق الميلاد، وستؤمن الجمعية أكشاكاً إضافية للاستئجار من دون أيّ كلفة، ليصل عددهم إلى الـ18.
 
هذا النمط من العمل واضح أنه سيكون معتمداً في كل منطقة من مناطق لبنان، بمعنى، وجود أصحاب الأيادي الخيّرة والداعمة لإنقاذ هذا البلد، سيساهم قدر الإمكان بنوع من التغيير والفرح لدى اللبنانيين، لكن تبقى المسؤولية الأكبر على الدولة التي تقع عليها مسؤولية إعطاء البلديات حقوقها، ووضع خطة مالية واقتصادية لإزالة هموم الناس والبدء بانطلاقة وطنية جديدة.