الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عون يُقلّد نسناس وساماً في وداعه: إنسان وطبيب استثنائيّ (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
من قداس وداع الدكتور روي نسناس (مارك فيّاض).
من قداس وداع الدكتور روي نسناس (مارك فيّاض).
A+ A-
شُيّع بعد ظهر اليوم البروفيسور روي نسناس إلى مثواه الأخير في قداس حضره الأهل والأصدقاء المقرّبين، الذين أرادوا توديعه للمرة الأخيرة، هو الذي لطالما اشتُهر بأعماله الخيّرة وحبّه لمهنة الطب التي مارسها لسنوات وكان مثالاً يُحتذى به خلال جائحة كورونا.
 
وترأس بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الصلاة الجنائزية لراحة نفس نسناس في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى العبسي كلمة عدّد فيها مزايا الفقيد، وقال: "أمام حتمية الموت وأمام سطوة المرض يقف المرء حائراً ذاهلاً بل أيضاً رافضاً ثائراً"، متسائلاً: "ما هو يا رب هذا التدبير؟ لماذا الحياة هكذا؟ كنز ثمين موضوع في آنية من خزف هشة وسهلة العطب؟. كثيرون حاولوا أن يجيبوا كل على طريقته. كثيرون حاولوا أن يفسّروا كل على طريقته. إنما التفسير غير الواقع. فالموت والألم مهما وجدنا لهما تفسيراً يبقيان موجعين وجعاً مبرحاً".
 
وأضاف: "منذ أن كان على مقاعد الدراسة في مدرسة الفرير- الجميزة ومن ثم في مدرسة المون لاسال، وبعدها في الطبية في الجامعة اليسوعية، لمع الدكتور نسناس بنبوغه العلمي وتفوقه على دفعته على مدى السنوات الدراسية. كذلك لمع في متابعة دراسته في باريس وتولوز للتخصّص في الطب الداخلي والأمراض الإنتانية. ولما عاد إلى الوطن كانت مسيرته الطبية على مدى سبعة وثلاثين عاما حافلة بالعطاءات انكب فيها على متابعة ملفات المرضى وعلى الاطلاع على مجريات الأبحاث العلمية الطبية من دون هوادة، لا يعرف معنى للاستكانة، يبحث في المنشورات الطبية حتى في أوقات الراحة ويتابع الحالات المرضية التي كانت بين يديه. وكم تبيّن كل ذلك خلال المعركة التي قادها في وجه وباء الكورونا إذ سعى لنشر التوعية حول هذا المرض. وحين لمس الخطر يحدق بالمشافي اللبنانية، أكان من حيث شح المواد الطبية الأساسية أم من حيث هجرة الأطباء والكادر الطبي لم يتوان في أن يرفع الصوت، مثبتاً أنه إنسان وطني من الطراز الأول كرّس حياته لخدمة أبناء بلده".
 
(الصور بعدسة الزميل مارك فيّاض)
 
 
وتابع: "كان الدكتور روي حقاً إنساناً وطبيباً استثنائياً وشكّل بقناعاته الإنسانية وإيمانه المسيحي وممارسته للطب حالة نادرة جذابة أثر بكثيرين، ولمس حياة كثيرين وشفى الكثيرين ومنهم من يدين له بحياته. وقد حفلت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بالشهادات من أصدقاء وزملاء ومرضى يتكلمون فيها عن اختبارهم الشخصي والفريد والذي لا يتكرّر من خلال تعاطيهم مع الدكتور روي. شفى الكثيرين من حالات مرضية صعبة ونادرة ولكنه لم يستطع أن يتغلب على مرضه الخاص. لم يتغلب عليه طبياً لكنه تغلب عليه بأن بقي محافظاً على شجاعته وإيمانه حتى آخر لحظة رغم الآلام المبرحة التي مر بها".

بدوره، قال ممثل رئيس الجمهورية: "نلتقي اليوم في وداع كبير من كبارنا، البروفسور روي نسناس، الذي غادرنا بعد نضال كبير لمواجهة المرض الذي فتك به وهو في عز العطاء، وهو أيضاً الذي تصدى لجائحة كورونا واستطاع أن ينقذ الآلاف الذين عز عليهم رحيله، وها هو لبنان يشارك في وداعه، لأن الراحل الكبير لم يكن ليميز بين منطقة وأخرى، بل كان عابراً لكل المناطق، ساعياً إلى معالجة مريض، وتوعية اللبنانيين الذين تابعوه على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام مرشداً وموجهاً وناصحاً ومعالجاً".
 
(الصور بعدسة الزميل مارك فيّاض)

 


وتابع: "لم أتحدث عن البروفسور نسناس، الطبيب الانسان الذي مهما قلناه فيه لن نفيه حقه، وهو الذي كان على تماس مع مرضاه، يعمل بكل ما أوتي من علم ومعرفة لشفائهم، وهو الذي خلال جائحة كورونا أنقذ كثيرين من هذا الوباء الشرير الذي اجتاح العالم، فيما عجز الطب عن انقاذه هو من براثن المرض الخبيث الذي فتك به".

وأردف: "أيها الفقيد الغالي، فيما تغادرنا اليوم بعد سنوات من العطاء اللامحدود، وتترك في نفوس عائلتك وزملائك وعارفيك حزناً وألماً كبيرين، لا سيّما لدى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عرفك وثمّن عالياً جهدك، وهو تقدير لعطاءاتك في المجالات الطبية والانسانية والاجتماعية، منحك وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف، وكلّفني أن أمثله اليوم في وداعك وأن أضع هذا الوسام على نعشك في يوم وداعك ليضاف إلى الكثير من الأوسمة المعنوية التي استحققتها في مسيرتك الإنسانيّة والطبيّة".
 
(الصور بعدسة الزميل مارك فيّاض)
 


 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم