الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

مهرجان عيد سيّدة الغسّالة العجائبيّة... تقليد متوارث في القبيّات

المصدر: "النهار"
القبيّات.
القبيّات.
A+ A-
ميشال حلاق
 
تتحضّر بلدة القبيات، ككلّ عام لإحياء العيد التقليدي السنوي لسيدة الغسالة العجائبية في 14 آب، والمستمرّ منذ سنوات طويلة، حيث يلتقي فيه عدد كبير من الزائرين والمؤمنين من أبناء البلدة والجوار، ومن مختلف المناطق اللبنانية ومن دول عدّة، وبعضهم يصرّ على تمضية هذه الفترة في رحاب هذا المزار الديني التاريخي القديم، للصلاة والتعبّد وإيفاء النذور ملتمساً شفاعة وشفاء السيدة العذراء.
 
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ فيها اللبنانيون بسبب الأزمات المالية والاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، وبالرغم ممّا رتّبته جائحة كورونا على هذا الصعيد، حافظت القبيات على إحياء هذه المناسبة كتقليد سنوي تتضافر في سبيله جهود كثيرين من مؤسسات وأشخاص وهيئات اعتبارية.
 
مشهد من القبيّات. 
 
كاهن رعية سيدة الغسالة الأب جوزيف بيسري يقول لـ"النهار": "تتضاعف الجماهير عند حجّها إلى كنيسة سيدة الغسالة العجائبية، من أوّل آب حتى الخامس عشر منه، وهو عيد انتقالها المجيد إلى السماء، ويسمّى عيد سيدة الغسّالة. هذه الفسحة هي أيّام تساعيتها، كان يقيم خلالها كاهن الرعية قديماً الصلوات والقداديس، وتختم بزيّاح صورتها المقدّسة".
ومن أبرز مظاهر الاحتفالات منذ القديم وحتى يومنا ما يقدّم للزائرين من أطباق تقليدية: المناقيش والصاج والقريشة والفطائر والنمورة.
 
وينظّم في العيد من 10 إلى 15 آب "الكرمس" والألعاب المجانية للصغار، إضافة إلى سوق المأكولات وسوق الحرفيات ومونة الضيعة ونشاطات روحية وترفيهية وفنية متعدّدة ومميزة.
 
ولفت بيسري الى أنّ الرعية تتعاون مع أهالي القبيّات ومع كافّة اللجان والكشافة والطلائع والفرسان وجمعية إنسان لإنجاح هذه الاحتفالات، فالعيد "يشكّل فرصة لتجديد روح التآخي والمحبّة بيننا، ولنبادر جميعاً إلى تعزيز روابط الأخوّة والموّدة بيننا".
 
وأشار الأب بيسري إلى برنامج القداديس خلال هذه المناسبة: السبت 12 آب تطواف سيدة الغسالة في الشوارع الساعة 7.00، الإثنين 14 آب قداس العيد 9 ليلاً، الثلثاء 15 آب القداديس 7.00 – 8.30 – 10.00 – 11.30 ق.ظ. و7.00 مساء في كنيستي سيدة الغسالة المتجاورتين ( القديمة والجديدة).
 
هذا ويشار إلى أنّ  مؤسسة "إنسان"،  كما كلّ عام، دأبت بالتعاون مع رعية سيدة الغسالة وبالاشتراك مع الفرق الكشفية (كشافة لبنان - فوج سيدة الكرمل وكشافة ودليلات لبنان - فوج سيدة السلام وفرسان وطلائع وشبيبة سيدة الغسالة)، على تنظيم هذه الاحتفالات المهرجانية للحفاظ على هذا التقليد وإبقائه موعداً ثابتاً، ككلّ عام، مع القداسة والإيمان والصلاة والفرح، خاصّة بالنسبة إلى الأطفال الذين يحظون دائماً بالحصّة الأكبر في هذه الاحتفاليات التي تستمرّ 5 أيام.
 
وثمّة خلية نحل تضمّ عشرات المتطوّعين من مختلف المؤسسات والهيئات التي ذكرت آنفاً بالتعاون مع سيدات البلدة وحرفييها ومزارعيها وصنّاع المؤونة الريفية، يعملون يداً بيد لإنجاح هذه الأيام العابقة بفرح الإيمان، والتعاون المثمر لتشجيع اللبنانيين عامّة مقيمين ومغتربين بأن تكون القبيّات مقصدهم في كلّ الصيف،  للتمتّع بطبيعتها وبسحر الإقامة فيها حيث بيوت الضيافة و"البنغالوهات" والفنادق الصغيرة المفتوحة على مدار السنة (صيفاً شتاء) لاستضافتهم، فالقبيات صدرها مفتوح ومرحِّب بكلّ زائر، حيث الريف، بعاداته وتقاليده وطبيعته وطيبة أهله وكرمهم، لا زال حاضراً هنا. 
 
المدير التنفيذيّ لمؤسسة إنسان نزار عبدو لفت لـ"النهار" إلى أنّ "عيد سيدة الغسالة تقليد متوارث أباً عن جدّ، وموعد سنويّ قائم.
 
وما تقوم به المؤسسة، هو تقديم الدعم لكلّ الجهات التي كانت في الأساس تسهر على إنجاح هذا العيد الهامّ جدّاً بالنسبة إلى أبناء البلدة، والمحافظة على إطاره الشعبيّ التقليديّ ومناخات الإيمان والفرح التي يفرضهما حضور السيدة العذراء على الجميع، فالمؤسسة تهتمّ بتأمين الألعاب الترفيهية للأطفال، إضافة إلى "الكيوسكات" المخصّصة للمأكولات ومنصّات المعروضات اليدوية والحرفية والمؤونة المنزلية مع كلّ المستلزمات اللوجستية التي يتطلّبها المهرجان المفتوح بشكل مجاني أمام الجميع".
 
فالنتين الشدياق قائدة فوج سيدة الكرمل القبيات المساهم في تحضيرات وإحياء عيد السيدة تحدّثت عن انطباعاتها ازاء هذه المناسبة بالقول: "منذ كنّا صغاراً وقبل عصر التواصل الاجتماعيّ كنّا ننتظر هذين العيدين، في القبيات طبعاً ذاكرة رائعة عند كلّ شاب وصبية، وخاصّة الذين ينتمون إلى كشّافة لبنان، وفي الأخصّ فوج سيدة الكرمل، لأنّه كان الوحيد في حينه الذي ينظّم عيدي الميلاد والسيدة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم