شمسطار تودّع ابنها الشهيد الرقيب عبد الكريم المقداد (صور)

وسام اسماعيل
 
ودعت بلدة شمسطار ابنها شهيد الجيش اللبناني، الرقيب عبد الكريم المقداد الذي سقط جراء تعرّض مركز عسكري تابع للجيش في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان للقصف من قبل العدو الإسرائيلي.
كان الموكب مهيباً ومؤثراً، داخلاً ملفوفاً بالعلم اللبناني وبحضور عدد كبير من رفاق السلاح والمواطنين ليعبّروا عن تقديرهم ووفائهم لتضحيته الكبيرة.
 
دخل رفاقه إلى قاعة العزاء حيث كانت النسوة يجتمعن ليعانقن جثمانه وتوديعه للأبد. وفي تلك الأثناء، توقفت شقيقته وسألت بصوت عالٍ: "ماذا قال الشهيد قبل استشهاده؟". أجاب أحدهم بتأثرٍ شديد: "قال إنه كان بطلاً حقيقياً، حتى لم تتمكّن الدموع من عينيه". وانطلقت الزغاريد تكريماً لتضحيته، بينما ارتدت زوجته "آلاء" زيه العسكري وهي في شهرها السادس لحملها الوحيد، وقررت أن تسميه باسم الأب الراحل الذي لا يزال يعيش في قلبها وتحمله في بطنها حتى الآن.
وفيما اتّشحت النساء بالأسود، بكلمة واحدة "الحمدلله" أجاب الوالد شحادة الذي أضناه الحزن.
والدته فوزية تتكئ على النعش صابرة على فقدان ولدها وطوال الوقت ترفع يديها وتغمغم بالدعاء.
 
 
استُهلّ التشييع، بإقامة مراسم التكريم للرقيب الشهيد أمام مستشفى حكومي زحلة، حيث أدّت له ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليده وسامَي الحرب والتقدير العسكريّ.
 
ومثّل العميد عبد الناصر الحلبي، وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العماد جوزف عون في حفل التأبين، وألقى كلمة نوّه فيها بمزايا الشهيد وتفانيه في أداء الواجب العسكري وقال: "بطل آخر من أبطال الجيش يرتقي على طريق الشرف والتضحية والوفاء، هو الرقيب الشهيد عبد الكريم المقداد الذي نودعه بعدما جاد بروحه في الجنوب الصامد أثناء أداء واجبه المقدس، دفاعاً عن لبنان ضدّ العدو الإسرائيلي. هذا العدو يواصل اليوم استهدافه للمناطق الحدودية الجنوبية، فواجبنا الدفاع عن وطننا مهما غلت التضحيات يتزامن ذلك مع الحرب الإجرامية التي يشنها العدو الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني".
 
 
وتابع: "إننا ندرك أنّ كلّ من انضوى في صفوف الجيش، وتلا قسم الدفاع عن علم البلاد والذود عن الوطن، قد نذر نفسه لهذه المهمة الجسيمة، وبات متقبلاً الاستشهاد لتبقى بلاده عزيزة مصانة. وهذا الانتماء الوطني الراسخ ليس غريباً على أهل بلدة شمسطار والبقاع عمومًا، إذ قدّموا ولا زالوا يقدّمون خيرة أبنائهم لينضموا إلى المؤسسة العسكرية، ويساهموا في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه واستقراره في المقابل، سيبقى الجيش وفياً لتضحياتهم، ولا سيّما ذوو الشهيد عبد الكريم، وستظلّ الإمكانات المتاحة للمؤسسة العسكرية موضوعة في تصرفهم بهدف تلبية حاجاتهم".
 
وبعد مراسم التكريم، تمّ تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة، حيث أمّ الصلاة الشيخ نبيل أمهز.