وسام اسماعيل
على رغم أن قلعة بعلبك الأثرية تتقدم المواقع التاريخية والمعالم الحضارية في لبنان والمنطقة، وتزيدها روعة وجمالًا الحجارة الناطقة التي تزين جدرانها ومعابدها، غير أنها، يا للأسف، تعاني إهمالاً فادحاً منذ مدة طويلة، بسبب عدم اهتمام المسؤولين المعنيين بالمحافظة عليها وعلى جماليتها الأثرية.
أحد أبرز مشاكل هذه القلعة يتمثل بانتشار الأعشاب الضارة بين الحجارة الأثرية وجدران المعابد التاريخية واعمدتها الشهيرة، مما يشوّه جمالها الأصيل ويهدّد بتلف المعالم الاثرية ولاسيما منها معابدها، فهي تعبر عن مظهر المكان الأصيل وتعكس تاريخه العريق، إلا أن تلك الأعشاب تفسد روعتها وجماليتها النادرة.
وصلت الأعشاب إلى حالة جعلتها تتغلب على الحجارة الأثرية، وتخفي العديد من المعالم والفسيفساءات. الخطر الأكبر يكمن في الأعشاب التي تنمو على الجدران، حيث امتدت جذورها في عمق الحجارة معششة داخلها وباتت عملاقة يتخطى بعضها مترين.
إن المسؤولين المعنيين ولاسيما منهم مديرية الآثار والسلطات المحلية، مدعوون الى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه المشكلة لئلا يتفاقم الوضع، وربما يتسبب بخسارة جزء كبير من تاريخنا وثقافتنا.
فالحجارة الأثرية التي تنضح عظمة، هي شاهد على تاريخنا وثقافتنا وحضارتنا، وعلينا المحافظة عليها لتوريثها الى الأجيال المقبلة، كما ورثناها عمن سبقنا. والعناية بتراثنا الثقافي واجب وطني وأخلاقي.