وقفات "النهار" اتحاد الجمهوريات العربية في عام 1971

إعداد: نسيب شمس اعتُبرت آنذاك، محاولة قيام "اتحاد الجمهوريات العربية" بين مصر وسوريا وليبيا خطوةً جريئة في السياسة العربية لتحقيق الوحدة بين دول الأمّة العربية، حيث بدأت الخطوات الأولى في اجتماع عُقد في طرابلس الغرب بليبيا، في كانون الأول (ديسمبر) 1969، بحضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس السوداني جعفر النميري. كان اجتماع القادة الثلاثة ضرورة تاريخية فرضها اندلاع الثورات في السودان وليبيا بعد ثورة تموز (يوليو) في مصر. وبعد اجتماعات عدّة، اتفقت هذه الدول في ما بينها على التعاون والتنسيق. في أيلول (سبتمبر) 1970، توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وخلفه الرئيس أنور السادات الذي سار على خطى الرئيس عبد الناصر في إكمال مسيرة بناء اتحاد الجمهوريات العربية إلى جانب القذافي والنميري. في تشرين الثاني (نوفمبر)، عبّر الرئيس السوري حافظ الأسد عن رغبته في انضمام سوريا إلى دول اتحاد الجمهوريات العربية بعد اجتماع مع الرئيس المصري أنور السادات.  وهكذا، انضمت سوريا إلى إعلان القاهرة وتم تشكيل القيادة الرباعية الموحدة. في المقابل، انسحب السودان بعد تخلّف الرئيس السوداني جعفر النميري عن اجتماع القاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970. وظهر الاتحاد بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية والجمهورية العربية الليبية، مع صدور الإعلان عن قيامه في 17 نيسان (أبريل) 1971 في بنغازي. وتفيد صيغة الإعلان بأن وحدة الوطن العربي، إلى جانب ما توافر من إمكانيات وطاقات سياسية وعسكرية واقتصادية، هي الردّ الحاسم على التحدّيات المشتركة وطريق أساسية في اتجاه تحرير الأرض. وتأكيداً لمقررات دول "ميثاق طرابلس" وامتداداً لها، اتفق السادات والقذافي والأسد على إقامة اتحاد الجمهوريات العربية بين دولهم الثلاث، على أن يعود السودان إليهم في أقرب فرصة تمكّنه منها ظروفه الخاصة. انطلق الرؤساء الثلاثة في اتفاقهم من منطلقات أساسية تشكّل حجر الأساس في بناء الاتحاد، وهي: أولاً: أن يكون هذا الاتحاد نواة لوحدة عربية شاملة. ثانياً: إقامة...