الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" الخليج وأميركا تحرير الكويت والترتيبات الأمنية وسياسة "الاحتواء المزدوج"

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار"
وقفات "النهار"
A+ A-
إعداد: لوسيان شهوانبعد سقوط نظام الشاه في عام 1979، وتولي "الثورة الإسلامية" الحكم في إيران، وبعد أن غزا السوفيات أفغانستان في العام نفسه، رأت الولايات المتحدة أن استقرار منطقة الخليج وحركة النفط في الشرق الأوسط مهددان. انطلاقاً من ذلك، وُلد "مبدأ كارتر" الذي يُنسب إلى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، والذي قال في خطاب ألقاه في كانون الثاني (يناير) 1980 إن من حقّ أميركا أن تدافع عن مصالحها في منطقة الخليج العربي، والتي تقوم على أن أي مساس بمنابع النفط في الخليج هو مساس بالأمن القومي الأميركي. من هنا، كانت المرتكزات الأميركية واضحةً لناحية حضورها وتأمين مصالحها في منطقة الخليج، وهذا ينطلق من الحرص الأميركي على استمرار تدفق النفط باتجاه الغرب. هذه مصلحة مشتركة خليجية – أميركية، فالخليج أيضاً يريد تأمين خطوطه النفطية بمؤازرة دولة عظمى كأميركا، تمتلك قدرات عسكريّة هائلة تسمح لها بالدفاع عن مصالحها وعن أمن الخليج في الوقت نفسه.  ومع اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرّت ثماني سنوات، والتي كبّدت الدولتين خسائر بشريّة وماديّة كبيرة، خرج الرئيس العراقي صدام حسين من هذه الحرب بديون ومترتبات ماديّة كبيرة، وما كان أمامه إلا النفط الكويتي للانقضاض عليه، فغزا الكويت في عام 1990 من دون حسابات تتخطى مصلحته الظرفية، وباتت الحاجة إلى أميركا أكبر. من هنا، قادت أميركا تحالفاً دولياً لتحرير الكويت في عام 1991، ولضرب الجيش العراقي وإخراجه من الأراضي الكويتية. وبعد أشهر، كان الاتحاد السوفياتي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويتفكك بشكل رسميّ في كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه، الأمر الذي بدأ يحوّل العالم إلى نظام "القطب الواحد"، وباتت أميركا اللاعب الأقوى والأشد تأثيراً على الساحة الدولية. بعد تحرير الكويتمن خلال رؤيته لأمن الخليج، أراد الرئيس الأميركي جورج بوش (الأب) السيطرة الكاملة على الشؤون الاقتصادية والسياسية في الخليج. ومع ذلك، بات تعزيز حضور أميركا العسكري في الخليج ضرورة قصوى، انطلاقاً من نقاط عدة تريد أميركا حسمها، مستفيدة من المناخ العسكري والسياسي التي فرضته عمليّة "عاصفة الصحراء". تبدأ النقاط التي أرادت أميركا تحقيقها بحرصها على ضمان واستمرار إمداد النفط وتأمين طرقه بممرات بحريّة آمنة. كما أرادت أميركا إنهاء أي منافسة ممكنة لها في الخليج تهدد مصالحها أو تشاركها إدارة المنطقة. بالتوازي مع ذلك، حرصت الإدارة الأميركية - كما دائماً - على دعم إسرائيل والعمل على تثبيت تفوّقها العسكري كحليف إستراتيجي لها في الشرق الأوسط.لتطبيق ذلك، سعت أميركا إلى ترتيبات أمنية جديدة في منطقة الخليج، بدءاً بمساعدة الدول الخليجية على تحسين قدراتها العسكريّة وإمدادها بالمطلوب عسكرياً، من خلال اتفاقيات ثنائية مع كل دولة من الدول الست. كما أرادت أميركا حماية الممرات البحرية من خلال حضور عسكري أميركي قوي في البحر يضمن الاستقرار ويثبت دعائم خطتها في الخليج. ووضعت أميركا أمامها هدف الحد من التسلح في المنطقة، مستفيدة من دروس مرحلة أوائل السبعينيات من القرن الماضي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم