وقفات "النهار" "اتفاق أوسلو" سلام فلسطيني – إسرائيلي منقوص

جو حمّورةكان لتغيّر ميزان القوى العالمي في بداية تسعينات القرن الماضي أثره على العالم، ولم يكن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بعيداً عن التأثر بهذه التغييرات. انهيار الاتحاد السوفياتي جعل من الولايات المتحدة الأميركية القوة العظمى الوحيدة في العالم، فكان لها ما أرادت وراحت تسعى لحل بعض النزاعات المستمرة في شتى أنحاء العالم.إيجاد حلّ للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي كان ضرورياً ليقول الرئيس الأميركي بيل كلينتون إنه طبّق وعده بإيجاد حلّ لهذا الصراع العنيف الممتد من العام 1948. بدأ الأمر عام 1991، عندما سعت واشنطن للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام، فرعت ونظمت مؤتمراً دولياً للسلام في العاصمة الإسبانية مدريد، شهد حضوراً واسعاً من دول عربية عدة وإسرائيل.هذا المؤتمر كان الفاتحة لإطلاق محادثات سرية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد في حينه للشعب الفلسطيني. جرت المفاوضات في مدينة أوسلو النروجية، ورعتها واشنطن بشكل مباشر، وأثمرت في النهاية اتفاقا بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وُضِع السلاح جانباً لبعض الوقت، وارتاح المقاتلون والعسكريون من أعمالهم، ليفتحوا الأفق أمام حلّ سياسي ودبلوماسي. وفي 13 أيلول (سبتمبر) 1993، وقّع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اتفاق "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي" المعروف باسم "اتفاق أوسلو"، في حديقة البيت الأبيض في واشنطن بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورعايته الشخصية والمباشرة.تضمن الاتفاق عدداً من البنود أبرزها إجراء مفاوضات للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وغزة على مراحل، وتشكيل سلطة حكم فلسطيني انتقالية منتخبة تمارس سلطات وصلاحيات في مجالات محددة، بالإضافة إلى اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق...