الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" وثيقة للإنسان والتاريخ!

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار"
وقفات "النهار"
A+ A-
إعداد: لوسيان شهوانمطلع العام 2019 وضعت دولة الإمارات العربية المتحدّة أهدافاً خمسة على طريق التسامح والتآخي وهي "تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة، ترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى منها المساهمات البحثية، والدراسات الاجتماعية المتخصصة في حوار الحضارات، التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة، طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى تعزيز قيم التسامح الثقافي، والديني، والاجتماعي وصولاً الى تعزيز خطاب التسامح، وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة"؛ أهداف مواكبة لما أُعلن عنه في كانون الأول (ديسمبر) عام 2018 من قبل رئيس الدولة الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن أن عام 2019 هو "عام التسامح". وقد سبق هذا الإعلان مسار تحضيريّ قامت بها الدولة عبر مجموعة إجراءات اتخذتها ضمن استراتيجيتها. اعتماد عنواني "التسامح والانفتاح" يعود إلى المراحل الأولى لنشأة الاتحاد عام 1971 أي إلى حقبة حكم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتبلورت مع الوقت مبادرات ولقاءات عديدة تخدم الهدف الإماراتي او الصورة التي أرادت رسمها هذه الدولة الاتحادية في عمق الخليج العربي. ومع تولي الشيخ خليفة بن زايد رئاسة الدولة، استمرّت سياسة الدولة في النهج نفسه وتُرجم الأمر بخطوات عمليّة أكّدت من خلالها الإمارات جدّيتها في الموضوع. المدخل الى المناخ التسامحي تطلب في البداية الإعلان عن نبذ التطرّف ومحاربته في مختلف ميادينه، وهذا ما فعلته الدولة في تقويض حركة الإسلام السياسي داخل الإمارات بالتوازي مع صعود تنظيماته على أكتاف الاحتجاجات الشعبية المتنقلة بين الدول العربية مطلع العام 2011. ومتابعة للجهود هذه كان لا بد من حماية المجتمع الإماراتي من أفكار التطرّف وأبعادها، فأتت خطوة افتتاح مركز التميّز الدولي لمكافحة التطرّف العنيف المعروف بـ"هداية" عام 2012، واعتبرت استضافة الإمارات لهذا المركز بمثابة قرار على طريق التسامح الذي ينبذ التطرّف. ويرتكز عمل "هداية" على شراكات مع مؤسسات تعمل في مكافحة التطرّف من خلال الدبلوماسية الثقافية والرياضية، والمناهج التربوية ودعم ضحايا الإرهاب. وبعد "هداية"، أتى تأسيس مجلس الحكماء المسلمين عام 2014 في أبوظبي وترأسه الامام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب بهدف تعزيز قضايا السلم في المجتمع المسلم والسعي الى انهاء الصراعات والحروب في الدول والمجتمعات الإسلامية، كما سعى هذا المركز الى بناء عوامل الثقة والاحترام المتبادل بين مختلف الديانات والمذاهب داخل المجتمع الواحد. واستكملت الدولة دورها في هذا المجال مع اصدار "قانون مكافحة التمييز والكراهية" عام 2015 الذي يقضي بنبذ خطاب الكراهية حيث لا يجوز بحسب القانون التحريض على الأديان الأخرى والمساس بها، كما يُراد من القانون مكافحة التمييز بين الأديان والعقائد والملل والطوائف والاعراق والأصول. وفي العام نفسه وبالتعاون مع الولايات المتحدّة الأميركية أسست دولة الإمارات مركز "صواب" للتراسل الالكتروني في العالم بين كل الذين يرفضون الإرهاب ويريدون محاربته من خلال أفكار الاعتدال التي يجب أن ترتفع في وجه أفكار التطرّف والإرهاب.استحدثت الدولة في شباط (فبراير) عام 2016 وزارة دولة للتسامح وبعد ذلك أتى اعتماد مجلس الوزراء في حزيران (يونيو) من العام نفسه "البرنامج الوطني للتسامح" بهدف تثبيت صورة أرادتها الدولة لأهداف التعايش والاعتدال واحترام الآخر. بالتوازي مع ذلك أسست الدولة عام 2017 "المعهد الدولي للتسامح" لخدمة أهداف التسامح ولتعزيز حضور الامارات إقليمياً ودولياّ كنموذج يحمل الانفتاح والحوار. وقيع الوثيقةفي شباط (فبراير) عام 2019، نظّم مجلس حكماء المسلمين في دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بهدف تفعيل الحوار حول سبل تعزيز التعايش عالمياً، كما يسعى المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وتداعياته. الهدف الأهمً للمؤتمر هو تطوير العلاقات الإنسانية بين الأديان والتي تحترم الاختلاف. المحطّة الأبرز في ذلك المؤتمر كانت يوم 4 شباط (فبراير) 2019 حيث التقى قداسة البابا فرنسيس مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بحضور ولي عهد أبو ظبي آنذاك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحاكم دبي رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. رأى العالم مشهديه تاريخيّة يوم 4 شباط (فبراير) 2019 في أبو ظبي مع توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين شخصيتين دينيتين عظيمتين، البابا فرنسيس والامام الأكبر أحمد الطيب، واعتُبر التوقيع على الوثيقة بمثابة اعلان يشجّع على السلام في العالم. ثبّت كبيرا زمننا بتوقيعهما على الوثيقة ثقافة الحوار واللقاء بين الأديان وقدّما نصاً مقدساً للأجيال القادمة يهدف لتعزيز ثقافة احترام الآخر حيث أننا جميعاً ننتمي الى عائلة إنسانيّة واحدة. وثيقة الأخوّة الإنسانيةمقدمةيحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا.وانطلاقًا من هذا المعنى المُتسامِي، وفي عِدَّةِ لقاءاتٍ سادَها جَوٌّ مُفعَمٌ بالأُخوَّةِ والصَّداقةِ تَشارَكنا الحديثَ عن أفراحِ العالم المُعاصِر وأحزانِه وأزماتِه سواءٌ على مُستَوى التقدُّم العِلميِّ والتقنيِّ، والإنجازاتِ العلاجيَّة، والعصرِ الرَّقميِّ، ووسائلِ الإعلامِ الحديثةِ، أو على مستوى الفقرِ والحُروبِ، والآلامِ التي يُعاني منها العديدُ من إخوتِنا وأخَواتِنا في مَناطقَ مُختلِفةٍ من العالمِ، نتيجةَ سِباقِ التَّسلُّح، والظُّلمِ الاجتماعيِّ، والفسادِ، وعدَمِ المُساواةِ، والتدهورِ الأخلاقيِّ، والإرهابِ، والعُنصُريَّةِ والتَّطرُّفِ، وغيرِها من الأسبابِ الأُخرى.ومن خِلالِ هذه المُحادَثاتِ الأخَويَّةِ الصادِقةِ التي دارت بينَنا، وفي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم