الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الحرس الثوري يتبّى هجوماً صاروخياً على أربيل... الصدر: زجّ العراق بالصراعات سابقة خطيرة

المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
منظر لمبنى مدمّر بعد الهجوم في أربيل شمال العراق (13 آذار 2022 - أ ف ب).
منظر لمبنى مدمّر بعد الهجوم في أربيل شمال العراق (13 آذار 2022 - أ ف ب).
A+ A-
أعلن الحرس الثوري الإيراني استهدف "مركزاً استراتيجياً" إسرائيلياً في شمال العراق، بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم كردستان سقوط صواريخ بالستية أُطلقت "من خارج الحدود" في محيط أربيل والقنصلية الأميركية فيها.

أفاد الحرس في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني "سباه نيوز" أنّ "المركز الاستراتيجي للتآمر والشرّ الصهيوني تمّ استهدافه بصواريخ قوية ونقطوية (دقيقة) تابعة لحرس الثورة الإسلامية".

أتى ذلك بعد إعلان جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان أنّه "في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخاً بالستياً"، مشيراً إلى أنّ "الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل". 

في الإطار، أوضح الجهاز أنّ "الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق".

من جانبه، اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنّ "زجّ العراق في الصراعات سابقة خطيرة"، فيما دعا الجهات المتخصّصة إلى "رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فوراً".
 
 
في تغريدة، شدّد الصدر على أنّ "الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لا ينبغي استعمالها ساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية"، مديناً "جميع الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق، وأي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية ذات السيادة الكاملة".

من جهة أخرى، رأى زعيم التيار الصدري أنّه "على الجهات المتخصّصة رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فوراً، مع أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً"، مشيراً إلى أنّ "زج العراق وتعريض سمائه وأرضه و (مقدساته) في تلك الصراعات سابقة خطيرة لا ينبغي السكوت عنها".

وتابع أنّ "من يدّعي بأنّ هناك مواقع إسرائيلية، فيجب التحقيق فيها بأسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أنّه "لا يجب أن تستعمل حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه".


"جرائم وشرور نظام مشؤوم"
للعراق حدود شرقية طويلة مع إيران التي تملك نفوذاً سياسياً واقتصادياً في هذا البلد وتدعم فصائل مسلحة فيه.
 
 
وضع الحرس استهداف المركز في سياق "الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والإعلان السابق عن أنّ جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم لن تمرّ من دون ردّ"، محذّراً "الكيان الصهيوني الإجرامي من أنّ تكرار أيّ أعمال شريرة سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة".

يُذكر أنّ الحرس كان قد أعلن الثلثاء مقتل اثنين من ضباطه جراء ضربات إسرائيلية في سوريا، وحذّر في حينه من أن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جريمته".

في بيانه اليوم، أكّد الحرس "للشعب الإيراني العظيم، أنّ أمن وسلامة الوطن الإسلامي هو الخط الأحمر للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الايرانية ولن يسمحوا لأحد بتهديده أو الهجوم عليه".

عادةً ما تُستهدف المصالح الأميركية في العراق بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، لا تتبناها أي جهة، لكنّ واشنطن تتهم فصائل موالية لإيران، تطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد، بالمسؤولية عنها.

في السياق، أكّد متحدث باسم الخارجية الأميركية فجر اليوم عدم وقوع أضرار أو إصابات في أيّ منشأة تابعة للولايات المتحدة، مضيفاً: "ندين هذا الهجوم الشائن واستعراض العنف".

من جهته، نفى محافظ أربيل أوميد خشوناو وجود "مقرّات إسرائيلية" في أربيل، مشيراً في تصريحات اليوم إلى أنّ "الصواريخ وقعت في أماكن فارغة" و"أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان".

وأضاف أنّ الهجوم أسفر عن إصابة شخصين "أحدهما سائق أجرة والأخر حارس أحد المزارع وإصاباتهما طفيفة". 

بدوره، قال سائق الأجرة الجريح زيريان وزير البالغ من العمر 35 عاماً لوكالة "فرانس برس": "في الساعة الواحدة وخمس دقائق وقع القصف. بداية شاهدت غباراً كثيفاً ثم سمعت صوتاً قوياً أدى إلى تهشم زجاج سيارتي". 

وأضاف: "أصبت بوجهي وبعدها في نفس الوقت وقعت انفجارات أخرى وأرغمت على أن أترك سيارتي وأهرب".

نشرت قناة "كردستان 24" التلفزيونية المحلية صوراً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرض مقرّها القريب من القنصلية الأميركية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات. وتظهر الصور زجاجا متكسراً وأجزاء منهارة من السقف. 
 
 
جدير بالذكر أنّه في كانون الثاني 2020، شنّت إيران هجوماً بصواريخ بالستية على قواعد تضمّ قوات أميركية رداً على اغتيال واشنطن القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. وخلال نصف ساعة، ضرب 22 صاروخاً بالستياً قاعدتي عين الأسد (غرباً) وأربيل (شمالاً). 


"سابقة خطيرة"
أدان رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني هجوم اليوم، قائلاً إنّ "استهداف أربيل بهذه الصورة وتكراره، سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق". 

بدوره، ندّد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني بالهجوم قائلاً إنّ "أربيل لن تنحني للجبناء. ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي شنّ على عدد من مناطق أربيل". 

من جهته، شجب رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة، قائلاً إنّ "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها هو تعدٍّ على أمن شعبنا". وأضاف: "ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم". 
 
 
كذلك، ندّد الرئيس العراقي برهم صالح بالهجوم، داعياً إلى "الوقوف بحزم ضدّ محاولات زجّ البلد في الفوضى". 

بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق "الهجمات الصاروخية الشنيعة على أربيل". 

عادةً ما تنعكس التوترات الإقليمية والجيوسياسية على الساحة الداخلية العراقية. وشهدت البلاد مطلع العام تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أميركية في مطار بغداد. 

أواخر كانون الثانس الماضي، استهدفت ستة صواريخ مطار بغداد الدولي، في هجوم لم يوقع ضحايا لكنه تسبب بأضرار بطائرتين فارغتين. وفي أربيل، وقع آخر هجوم مماثل في أيلول، حينما استهدفت "طائرات مسيرة مفخخة" المطار. 
 
 
يأتي هجوم اليوم كذلك فيما دخلت محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني، والتي بلغت مراحل اعتبرها المعنيون نهائية، في فترة توقف نتيجة "عوامل خارجية"، بعد أيام على طلب موسكو ضمانات من واشنطن على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

تجري إيران والقوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، منذ أشهر محادثات في فيينا لإحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق أحادياً العام 2018، في المحادثات بشكل غير مباشر.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم