النهار

إسرائيل توسّع عملياتها البريّة في غزة وعودة تدريجيّة للاتصالات في القطاع
المصدر: رويترز
إسرائيل توسّع عملياتها البريّة في غزة وعودة تدريجيّة للاتصالات في القطاع
قوات إسرائيلية تتجمع بالقرب من الحدود مع غزة قبل دخول القطاع الفلسطيني (29 ت1 2023، أ ف ب).
A+   A-
قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن قواته توسع عملياتها البرية في غزة بينما تواصل طائراته قصف مئات الأهداف الأخرى لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ ثلاثة أسابيع.

وبدأت خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت في العودة تدريجيا إلى غزة اليوم الأحد بعد انقطاع تام لما يزيد على يوم مما أثّر بشدة على عمليات الإنقاذ في الوقت الذي قصفت فيه إسرائيل أهدافا لحركة حماس التي تدير القطاع.

وقال الفلسطيني شعبان أحمد، الذي يصر على البقاء في مدينة غزة رغم التحذيرات الإسرائيلية بالإخلاء، إن إسرائيل عزلت السكان عن العالم للقضاء عليهم وإنهم يسمعون دوي الانفجارات، لكنه عبر عن فخره بقدرة حماس على التصدي للقوات الإسرائيلية.

وأضاف أن أحد أقاربه لقي حتفه في غارة جوية يوم الجمعة لكنه لم يعلم بذلك سوى اليوم الأحد بسبب انقطاع الاتصالات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته الحربية قصفت أكثر من 450 هدفا عسكريا لحركة حماس في قطاع غزة من بينها مراكز قيادة عمليات ومواقع مراقبة ومنصات لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

وقال الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش في إفادة "نوسع النشاط البري تدريجيا ونطاق قواتنا في قطاع غزة... سنبذل كل ما في وسعنا من الجو والبحر والبر لضمان سلامة قواتنا وتحقيق أهداف الحرب".

وشددت إسرائيل حصارها وتقصف غزة منذ ثلاثة أسابيع في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول. وقالت السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي قتلوا بينما أُخذ أكثر من 200 كرهائن في ذلك اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الذي يعود إلى 75 عاما.

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليوني نسمة، اليوم الأحد، إن 8005 فلسطينيين، منهم 3324 قاصرا، قتلوا في الحملة الإسرائيلية للقضاء على حركة حماس.

وتؤيد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن الغضب الدولي يتصاعد بسبب عدد ضحايا القصف فيما تتزايد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية إنه يجب على إسرائيل استخدام كل الوسائل الممكنة للتمييز بين المدنيين الفلسطينيين ومسلحي حماس في غزة، كما حث نتنياهو على "كبح جماح" عنف المستوطنين اليهود المتطرفين تجاه الأبرياء في الضفة الغربية المحتلة.

ودعا البابا فرنسيس اليوم إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة وجدد دعوته إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبرا عن قلقهما بشأن عملية إدخال المساعدات إلى غزة خلال مكالمة هاتفية اليوم.

نقص الإمدادات
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم إن نقص إمدادات الغذاء والمياه والأدوية وتسوية معظم المباني بالأرض دفع ألوفا من سكان غزة إلى اقتحام مستودعات ومراكز توزيع مساعدات تابعة لها والاستيلاء على طحين (دقيق) و"مواد غذائية أساسية".

وقال الكولونيل إيلاد غورين من وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية مع الفلسطينيين إن إسرائيل ستسمح بزيادة المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة بصورة كبيرة في الأيام المقبلة ودعا المدنيين الفلسطينيين إلى التوجه إلى ما وصفها بمنطقة "إنسانية" بجنوب القطاع.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم إن 10 شاحنات مصرية تحمل مواد غذائية وأدوية وصلت إلى غزة عبر معبر رفح ليصل عددها الإجمالي حتى الآن إلى 94، وهو أقل كثيرا مما يلبي الاحتياجات الفعلية.

ووصف نازحون فلسطينيون يقيمون في خيام في خان يونس بغزة الظروف المعيشية بالقاسية مع قلة الطعام والماء واضطرارهم للوقوف في طوابير لساعات من أجل دخول المراحيض.

وقال رامي العرقان وهو يحتضن واحدة من ستة أبناء له "نتمنى من الله ربنا يحن علينا وتقف ها الحرب. وصلنا لمرحلة نقول يا ريتنا ضلينا لغاية ما وقعت الدار علينا ومتنا وارتحنا، حياتنا عذاب".

وتعرض وسط إسرائيل أيضا لقصف صاروخي كثيف اليوم الأحد مع انطلاق صفارات الإنذار في العديد من المدن الكبرى.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر حسابها على تطبيق تيليغرام إنها "تقصف تل أبيب ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".

وأضافت في وقت لاحق أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية شمال غربي غزة وأضرموا النيران في دبابتين إسرائيليتين. ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن بشأن ذلك.

ونبه نتنياهو الإسرائيليين أمس السبت إلى توقع حملة "طويلة وصعبة"، لكنه لم يصل إلى حد وصف التوغلات الحالية في غزة بأنها اجتياح. وقال مسؤولون أميركيون إن بعض مساعدي الرئيس جو بايدن نصحوا نظراءهم الإسرائيليين بتأجيل شن هجوم فوري شامل.

وتعهد نتنياهو بألا يدخر جهدا لتحرير أكثر من 200 رهينة، منهم أجانب، تحتجزهم حماس.

احتجاجات
أثار الصراع تظاهرات كبيرة في أنحاء العالم لدعم الفلسطينيين. ونظم أنصار حماس في لبنان اليوم الأحد مسيرة في بيروت تضامنا مع غزة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم إنه تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية لإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة على الفور. وأضاف أن القصف الجوي اليوم الأحد وقع على بعد 50 مترا من المستشفى.

ويقول الهلال الأحمر إن نحو 14 ألفا لجأوا إلى المستشفى هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وتتهم إسرائيل حماس بإقامة مراكز قيادة وبنية تحتية عسكرية أخرى في مستشفيات غزة، وهو ما تنفيه الحركة.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن نحو 50 ألف شخص يحتمون في مستشفى الشفاء في غزة، وعبروا عن قلقهم حيال التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن هجوم على المنشأة الطبية.

وأرسلت إسرائيل قوات ودبابات إلى غزة مساء الجمعة، مركزة تدميرها على البنية التحتية بما في ذلك شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها حماس. ولم تقدم تفاصيل عن حجم القوات والعتاد.

ورفض كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي القول ما إذا كانت إسرائيل تقف وراء انقطاع الاتصالات في غزة، لكنه قال إنها ستفعل ما يلزم لحماية قواتها.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium