ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي في عملية غزة، صباح اليوم إلى 17، فيما استمرّ القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق شرق وشمال قطاع غزة.
وأطلقت الزوارق البحرية الإسرائيليّة عدّة قذائف على طول ساحل بحر مدينة غزة.
إلى ذلك، أعلنت "حماس" استهداف دبابة وجنود إسرائيليين بقذائف "الياسين" في جحر الديك شرق غزة.
كما نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في مخيم جباليا أسفرت عن 3 قتلى.
وشهد محيط مستشفى القدس بغزة وفي تل الهوى اشتباكات عنيفة.
وأمس، خرج مئات الأجانب ومزدوجي الجنسية وعشرات المصابين الفلسطينيين الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي المكثّف الذي طاول للمرة الثانية في يومين مخيم جباليا للاجئين.
من جهتها، تستعدّ مصر لاستقبال سبعة آلاف أجنبي من المقرر إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم.
وجاء في البيان أنّ مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج إسماعيل خيرت بحث خلال اجتماع الأربعاء مع ديبلوماسيين أجانب "الاستعدادات الرامية إلي تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح"، مشيراً إلى أنّ عددهم "حوالى 7000 مواطن أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "شعوره بالصدمة" إزاء الغارات الإسرائيلية، فيما اعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا "يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب".
كما عبّرت فرنسا عن "قلقها البالغ إزاء الخسائر الفادحة" جراء الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا، مذكّرة أنّ "حماية السكان المدنيين هي التزام بموجب القانون الدولي وهو أمر يفرضه القانون الدولي وملزم للجميع".
وفي اليوم السادس والعشرين للحرب، لم تلق بعد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" أيّ صدى.
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 8796، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وبين القتلى 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب المصدر ذاته.
ومساء الأربعاء، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّه "منذ أكثر من ساعتين يشهد محيط مستشفى القدس في منطقة تل الهوى في غزة قصفاً عنيفاً حيث تسمع دويّ انفجارات قوية"، مضيفاً أن "حالة من الهلع والرعب تعيشها الطواقم العاملة وأكثر من 14000 نازح" لجأوا إلى المكان للاحتماء.
وقُتل ما لا يقلّ عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجمات حماس غير المسبوقة منذ قيام إسرائيل عام 1948، على أراض إسرائيلية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالانتصار" على حماس، رغم "الخسائر المؤلمة".
ويتواصل القتال في شمال قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء إن أمام حماس الاختيار بين "الموت أو الاستسلام من دون شروط".
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول، أجلي 76 جريحاً فلسطينياً و335 مواطناً من الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح، وفق مسؤول مصري.
ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين الأول "لحصار كامل" من إسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعاداً كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
ودخل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فيليب لازاريني القطاع على هامش عملية الإجلاء، وهو مسؤول الأمم المتحدة الأعلى مستوى الذي يزور غزة منذ اندلاع الحرب. وقال لصحافيين "صدمت بحقيقة أن الجميع هنا يطلبون الطعام والمياه"، مؤكداً أنه لم يسبق له "على الإطلاق" أن رأى وضعا كهذا بعد أي نزاع في غزة. وأضاف "ستبقى الأونروا مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة".
"تعرضنا للإذلال"
عند معبر رفح، قال رفيق الحلو الذي كان مع زوجة ابنه وأطفالها، "هذا يكفي. تعرضنا للإذلال. لا يوجد أي مقومات للحياة. لا إنترنت ولا اتصالات ولا يوجد حتى ماء".
ورصد مصورو وكالة "فرانس برس" على الجانب الفلسطيني عبور 40 سيارة إسعاف تحمل كل واحدة جريحين على الأقل بينهم أطفال.
وتولت طواقم صحية مصرية نقل الوافدين إلى سيارات الإسعاف.
ورحبت منظمة الصحة العالمية بالإجلاء لكنها قالت إنه "لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر" لآلاف "المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم".
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء أن 16 مستشفى خرجت عن الخدمة من إجمالي 35 مستشفى في القطاع.
وتم فتح المعبر بعد اتفاق بين مصر وإسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على ما أفاد ديبلوماسي "فرانس برس".
ومعبر رفح الحدودي هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
"فظائع"
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف مخيم جباليا الثلثاء، مشيراً إلى أنه استهدف القيادي في حماس إبراهيم بياري الذي عرفّه بأنه أحد المسؤولين عن الهجوم الذي نفذته الحركة على إسرائيل. واعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن الضربات تسببت في سقوط "عشرات الشهداء والجرحى".
وتجدد القصف على جباليا الأربعاء، وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط "عشرات القتلى والجرحى".
ووصف مسؤول الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث الغارات على جباليا بأنها "فظائع" جديدة.
وقال عبد عيسى مسعود (30عاماً) من سكان المخيم الذي استحالت أبنية عدة فيه ركاماً وفق صور لوكالة "فرانس برس"، "تدعي إسرائيل أن هناك مقاومة فيه وأنفاق ووجود مسلح. ضربت مربعاً سكنياً كاملاً بصغاره وكباره ورضع ونساء... كلهم أصبحوا أشلاء".
وقال أبو محمد مسعود (60 عاماً) "المعابر مغلقة ولا تستطيع الدول العربية المسلمة حتى إدخال شاحنة أكفان لا شاحنة مياه أو طعام، إنما شاحنة أكفان لشهدائنا"، مضيفاً "تعجز الكلمات عن وصف هذا الحدث".
واتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأربعاء إسرائيل بارتكاب "المجازر للتغطية على هزيمتها المدوية" في الحرب، مضيفاً "لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم تتحقق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة".
وبعد أن ركزت المرحلة الأولى من هجومها على القصف المكثف، بدأت إسرائيل منذ 27 تشرين الأول إرسال عدد متزايد من الدبابات والقوات إلى شمال قطاع غزة حيث تدور معارك عنيفة مع مقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 16 من عناصره منذ الثلثاء في قطاع غزة ومحيطه، ليرتفع الإجمالي إلى 331 قتيلا عسكريا منذ بدء الحرب.
ودوت صفارات الإنذار من جديد في تل أبيب الأربعاء، وسمع صحافي في وكالة "فرانس برس" أصوات انفجارات، ولم يسجل سقوط ضحايا.
الأردن يستدعي سفيره
وتحتجز حركة حماس ما لا يقل عن 240 شخصاً أخذتهم رهائن في هجمات السابع من تشرين الأول.
وأعلنت حماس الأربعاء أن سبعة رهائن بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية قُتلوا الثلاثاء في قصف مخيم جباليا.
في ردود الفعل، أعلن الأردن الأربعاء استدعاء سفيره لدى إسرائيل "فوراً"، مندداً "بالحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة التي تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وشدّد المستشار الألماني أولاف شولتس في اتصال هاتفي الأربعاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أهمية حماية المدنيين في قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية لهم.
ومن المقرّر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.