مرّ شهر كامل على الحرب في غزّة، والقصف الإسرائيلي العنيف لا يزال يُسيطر على المشهد، وسط جهود ديبلوماسية لإمكانية وقف إنساني لإطلاق النار، تترافق مع مناشدة أممية عاجلة.
وطلبت بلدية كريات شمونة في الجليل الأعلى من السكان المتبقين فيها مغادرتها فورا.
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، تنفيذ ضربات "كبيرة" في قطاع غزة وتقسيمه إلى شطرَين، وذلك في خضم جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تُركّز على إيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزّة مقتل ما لا يقل عن 200 شخص في الغارات الجوية الليلة على قطاع غزّة.
وقتلت إسرائيل نحو 10 آلاف فلسطيني، قرابة نصفهم من الأطفال، في القصف الإسرائيلي المدمر منذ بداية الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول إثر هجوم "طوفان الأقصى".
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إنّ "ضربات كبيرة تُشنّ حاليّاً (...) وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة"، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته شطرين: "جنوب غزة وشمال غزة".
وأكدت حكومة "حماس" أنّ الجيش الإسرائيلي يشنّ "قصفاً كثيفاً" حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة "حماس": "منذ أكثر من ساعة، قصف كثيف حول المستشفيات".
وسُجّل خصوصاً قصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر، وفق المصدر نفسه.
وظهراً، علم أن المدفعية الاسرائيلية قصفت مقراً للدفاع المدني شمالي قطاع غزة.
من جهته، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنزال "مساعدات طبية عاجلة" جوّاً، فجر الاثنين، في غزة مخصصة لمستشفى ميداني أردني.
وكتب العاهل الأردني على منصة "إكس": "تمكّن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوّاً"، مضيفاً أنّ "هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين".
يأتي ذلك فيما يجري بلينكن جولة إقليمية قادته إلى رام الله، إذ أعرب خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن معارضة بلاده "التهجير القسري" للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وهذه أول زيارة لبلينكن إلى الضفة الغربية منذ بدء الحرب.
وبحث الجانبان أيضاً، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، في "ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفّذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، في إشارة إلى عنف المستوطنين.
من جانبه، ندّد عباس أمام بلينكن بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، قائلاً: "لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، بدون اعتبار لقواعد القانون الدولي"، وفق ما أوردت وكالة "وفا" للأنباء.
وربط عباس عودة السلطة لإدارة القطاع بـ"حل سياسي شامل"، قائلا "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
وتتواصل المعارك البرية شمال القطاع، رغم الدعوات لوقف النار.
ونشر الجيش الإسرائيلي الأحد مشاهد لقواته وهي تخوض معارك من منزل إلى آخر، بينما تتحرّك دبابات وجرافات عسكرية بهدف تشديد الطوق على مدينة غزة.
وألقيت منشورات عسكرية تحضّ سكان مدينة غزة على الانتقال جنوباً بين العاشرة صباحًا والثانية بعد الظهر، غداة تقدير مسؤول أميركي وجود 350 ألف مدني على الأقل في المدينة وحولها.
كما قُتل أربعة فلسطينيين الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية حيث يتصاعد التوتر منذ بدء الحرب.
"غير مقبولة"
توجه بلينكن بعد الضفة الغربية إلى قبرص، أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لقطاع غزة.
وبحث مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في إقامة "ممرّ بحري" اقترحته الجزيرة المتوسطية بهدف تقديم مساعدة إنسانية إلى غزة، حسب الرئاسة القبرصية.
وأجرى بلينكن مساءً زيارة غير معلنة لبغداد حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأكد أنّ الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق وسوريا "غير مقبولة إطلاقاً".
من ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ "القوات البرية والجوية والبحرية ضربت أكثر من 2500 هدف إرهابي" منذ بدء العملية البرية في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأعلنت "حماس" أنّ قصفاً إسرائيليّاً على مخيم المغازي السبت أوقع أكثر من 30 قتيلاً. كذلك، أصاب قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها نازحون في مخيم جباليا، ما أسفر عن 15 قتيلاً.
من جهتها، أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الأحد، استهداف عدد من الآليات الإسرائيلية في غزة وقصف تحشدات للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون، فضلاً عن قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ.
وقتل 30 عسكريا إسرائيليا على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 تشرين الأول، حسب الجيش.
توازياً، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" وصول غواصة من طراز "أوهايو" إلى منطقة عملياتها في الشرق الأوسط.