قال وكيل وزارة الصحّة في حكومة "حماس" يوسف أبو الريش لـ"وكالة فرانس برس" الاثنين، إنّ مستشفيات محافظة غزّة شمال القطاع باتت خارج الخدمة مع انقطاع الكهرباء بسبب النقص في الوقود.
وتحدّث الطبيب أبو الرّيش عن "وفاة ستّة أطفال خدج وتسعة مرضى في العناية المكثفة" بينما تدور مواجهات بين الجيش الإسرائيلي و"حركة حماس" الفلسطينية في شمال قطاع غزة، حيث تُحكم الدبابات الإسرائيلية الطوق حول مدينة غزة ومستشفياتها خصوصاً، متهمة "حماس" بالتمركز فيها.
لكن الحصيلة ارتفعت على ما يبدو مع إعلان وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" بعد الظهر الاثنين أنّ حصيلة الوفيات بلغت منذ السبت "27 مريضاً في العناية المكثّفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي".
والوضع متأزم خصوصاً في مستشفى الشفاء، أكبر المؤسّسات الاستشفائية في قطاع غزة.
وقال يوسف أبو الريش، الموجود في المستشفى الذي يؤوي "نحو 20 ألف نازح" لوكالة فرانس برس إنّ انقطاع الكهرباء كان وراء وفاة الأطفال الستّة والمرضى التسعة.
والسبت، أعلن المستشفى أنّ لديه 39 طفلاً خديجاً وأنّ الممرّضين يلجأون إلى "تدليك التنفس اليدوي" لإبقائهم على قيد الحياة.
وأشار طبيب من "منظّمة أطباء بلا حدود" غير الحكومية أيضاً إلى وجود 17 مريضاً في العناية المركّزة في المستشفى.
الأونروا
وأفاد توماس وايت مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الاثنين بأن العملية الإنسانية في غزة سوف تتوقف خلال الـ48 ساعة المقبلة لعدم السماح بدخول الوقود إلى القطاع.
كما قال في تغريدة على منصة "إكس" إن اثنين من متعهدي توزيع المياه المتعاقدين مع الأونروا توقفا عن العمل صباح اليوم بعدما نفد منهما الوقود. وأوضح أن ذلك سيحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب.
وفي وقت سابق من اليوم كانت الأونروا قد قالت إنّ تعرّض دار ضيافة تابعة للوكالة جنوب غزة لغارات إسرائيلية أمس "أحدث مؤشر على أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع"، مشيرة إلى أن الاستهداف كان من جانب البحرية الإسرائيلية.
وأضافت الأونروا في بيان نشرته بموقعها الرسمي أنّ "تجاهل حماية البنية التحتية المدنية ومنها المرافق الأممية والمستشفيات والمدارس والملاجئ دليل على الرعب الذي يعيشه المدنيون في غزة يومياً".
وكان موظفو الأمم المتحدة الدوليون الموجودون في رفح قد غادروا المبنى قبل 90 دقيقة من الاستهداف.
وتستضيف مباني الأمم المتحدة ومرافقها حالياً ما يقرب من 780 ألف نازح، وشدد البيان على أنه "ينبغي حمايتهم في جميع الأوقات".
الأردن
وقالت وسائل إعلام رسمية اليوم الاثنين إنّ العاهل الأردني الملك عبد الله يرفض أيّ خطط لاحتلال إسرائيل أجزاء من قطاع غزّة أو إقامة مناطق أمنيّة داخل القطاع.
وفي تصريحات بالقصر الملكي، قال العاهل الأردني لكبار السياسيّين الذين التقى بهم إنّه لا يمكن أن يكون هناك "حل عسكري أو أمني" للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف أنّ قطاع غزّة ينبغي ألّا تفصله إسرائيل عن باقي الأراضي الفلسطينيّة.
قال متحدث باسم شركة "يونايتد إيرلاينز" اليوم الاثنين إنّ الشركة لن تستأنف رحلاتها إلى مدينة تل أبيب الإسرائيليّة من نيوارك بولاية نيوجيرزي الأميركيّة في 24 تشرين الثاني.
واعتذرت الشركة عن الأخبار المتعلّقة باستئناف الخدمة والتي نسبتها إلى خطأ من جانب وكالة العلاقات العامة التابعة لها.
وأضافت الشركة أنّ رحلاتها إلى تل أبيب ستظل معلّقة حتى تكون الظروف مواتية لاستئنافها.
ولإعادة تشغيل المولّدات، تشتدّ الحاجة إلى الوقود الذي تزداد ندرته بسبب "الحصار المُطبق" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول.
ويعيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة تحت تهديد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، مع توقّع توقّف مولّدات وزارة الاتصالات كذلك عن العمل يوم الخميس.
ونشر أطباء مشاهد على الإنترنت تظهرهم وهم يعملون على ضوء الشموع والمصابيح الكهربائية، أو بأضواء الهواتف المحمولة فقط، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات.
- 8000 لتر على الأقل -
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الأحد إنّه "عرض تقديم بعض من الوقود لدى الجيش لتلبية الاحتياجات العاجلة لمستشفى الشفاء"، لكن "قيادة "حماس" تمنع المستشفى من تسلم الوقود".
وفي صور ليليّة نشرها الجيش الإسرائيلي مساء الأحد على موقع "إكس"، يمكن رؤية جنود وهم يضعون صفائح بالقرب من أحد المباني.
وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء لـ"وكالة فرانس برس": "الجيش (الإسرائيلي) اتصل بي مرتين وقال إنه سيتم توفير وقود للمستشفى في محطة عكيلة التي تبعد 500 متر عن المستشفى... أبلغني في البداية إنه سيوفر 2000 لتر ثم تراجع وقال فقط 300 لتر بشرط ألّا تصل لحماس".
وأضاف: "قلت لهم إذا أردتم أن تساعدوا فإنّنا نحتاج إلى 8000 لتر على الأقلّ لتشغيل المولدات الرئيسية وإنقاذ مئات المرضى والمصابين، ثم رفضوا ولا نعرف ما هو عليه الوضع... نناشد بتوفير الوقود لإنقاذ المستشفى".
وخارج المستشفيات، تحدّث أبو الريش عن وجود "عشرات الشهداء ومئات المصابين ولا أحد يستطيع الوصول إليهم بسبب إطلاق النّار على سيارات الإسعاف".
وأضاف: "الوضع خطير ونتلقّى بلاغات عن نساء اضطررن إلى الولادة في الشارع أو في المنزل من دون قابلات".
منذ عدة أيام يقول الجيش الإسرائيلي إنه فتح ممرات آمنة للسماح للنازحين بمغادرة المستشفيات.
وتعقيبًا قال أبو الريش: "تم إجلاء جميع المرضى والطاقم الطبي وتفريغ مستشفى الرنتيسي بالكامل (الأحد) تحت تهديد إطلاق النار من الجيش".
قطر
ودانت الخارجيّة القطريّة "بأشدّ العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة".
وشدّدت على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة".
وطالبت "الاحتلال بالتوقّف عن تقديم تبريرات واهية لاستهداف المنشآت الصحية والأعيان المدنية".
مقتل 44 جندياً في غزّة
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين مقتل جنديين إضافيين في شمال غزة ليرتفع إلى 44 عدد القتلى الإجمالي في صفوفه في القطاع الفلسطيني منذ السابع من تشرين الأول.
وقال ناطق باسم الجيش لوكالة "فرانس برس" إن 44 جنديا قتلوا "داخل غزة خلال الحرب" التي بدأت بعد هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل.
اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" داخل الأراضي الإسرائيليّة وقُتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيّين وغالبيتهم في اليوم الأول منه.
وردّاً على ذلك، شنّت إسرائيل هجوماً تقول إنّها تهدف من خلاله إلى "القضاء" على الحركة الإسلامية. وهي تقصف قطاع غزة منذ ذلك الحين بلا توقّف مخلّفةً وضعاً إنسانيّاً كارثيّاً.
وفي الجانب الفلسطيني، خلفت الحرب 11180 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وبينهم 4609 أطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لـحركة "حماس".