أعلنت حكومة حركة حماس أن أكثر من 13 ألفًا و300 شخص قتلوا في القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الاول.
وبين القتلى الذين تم احصاؤهم حتى الآن هناك اكثر من 5600 طفل و3550 امرأة، اضافة الى إصابة أكثر من 31 ألف شخص.
وفي سياق سياسي، أعلن الرئيس الأميركي جو #بايدن الاثنين أنه "يعتقد" أنّ التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة "حماس" في قطاع #غزة بات وشيكاً. وأكدت هيئة البث الاسرئيلية أن اسرائيل أعطت الضوء الأخضر لاتمام صفقة تبادل أسرى، وتنتظر رداً من "حماس" خلال "نصف يوم".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 12 شخصاً على الأقلّ في ضربة إسرائيليّة على المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، فيما وصل 29 طفلاً خديجاً من الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء إلى مصر عبر معبر رفح، على وقع استمرار المعارك العنيفة في القطاع المحاصر.
وتحدثت إسرائيل اليوم عن "توسيع" عمليّاتها البريّة في قطاع غزة حيث يعيش السكان والنازحون في أوضاع مأساوية. بالتوازي، تتواصل بعيداً عن الأضواء المباحثات الهادفة إلى الإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة "حماس" في مقابل هدنة في المعارك.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" إنّها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردّاً على المجازر بحقّ المدنيين.
ووصل اليوم 29 طفلاً خديجاً تمّ إجلاؤهم من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، وفق ما أفادت قناة "القاهرة نيوز" المصرية. وقد أُجلي الأطفال الخدّج من "الشفاء" - أكبر مستشفيات قطاع غزة - بعدما أمر الجيش الإسرائيلي الذي اقتحمه وفتشه بدقة ودمّر بعضاً من أقسامة، وفق أطبّاء ومسؤولين كانوا فيه، بإخلائه.
وكان مدير المستشفيات في قطاع غزة قد أكّد الأحد لوكالة "فرانس برس" إجلاء 31 طفلاً خديجاً من المستشفى، لم يُعرف بعد سبب وصول 29 منهم فقط إلى مصر.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، التي شاركت في إجلاء الأطفال من المستشفى في اتجاه المستشفى الإماراتي في رفح، الأحد، إنّ "11 طفلاً في وضع حرج"، وجميعهم "يعانون التهابات خطيرة". وكان طفلان قد تُوفيا السبت قبل تنفيذ عملية الإجلاء.
واقتحم الجيش الإسرائيلي الأربعاء مستشفى الشفاء بعد معارك طاحنة في محيطه بينه وبين "حماس". وتتّهم إسرائيل الحركة باستخدام المستشفيات مقارّ لها، والانطلاق منها في عملياتها وتخزين أسلحة فيها، فيما تنفي "حماس" الاتهامات.
وتتصاعد المخاوف من تعرّض المستشفى الإندونيسي للمصير نفسه، كمستشفى الشفاء.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" الاثنين مقتل 12 شخصاً من جرّاء غارة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنّ "الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى، ونخشى أن يكرّر ما فعله بمجمع الشفاء الذي أخلي بعد دخول القوات الإسرائيلية إليه".
وأشار القدرة إلى "وجود نحو 700 شخص بين طواقم طبّية وجرحى داخل المستشفى الإندونيسي".
"حرب ضد المستشفيات"
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنّه يواصل "توسيع عملياته في مناطق جديدة بقطاع غزة"، خصوصاً في قطاع جباليا. وقال الجيش إنّ عدد الجنود الذين قضوا في غزّة منذ بداية العملية البرية وصل إلى 65.
وتتحدّث إسرائيل عن وجود مراكز قياديّة تابعة لـ"حماس" تحت مبنى المستشفى الإندونيسي، وهو ما تنفيه الحركة.
وتقول حركة "حماس" إنّ إسرائيل تشنّ "حرباً ضدّ المستشفيات". وقد عرض الجيش صوراً عبر الأقمار الاصطناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لـ"حماس" موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى.
وبحسب الحركة، فإنّ عشرات الدبابات والآليات المدرعة منتشرة حول المستشفى وتطلق نيرانها باتجاه المنشأة الصحية.
وسبق أن تعرّض محيط المستشفى أواخر الشهر المنصرم، بعد أوامر إخلاء إسرائيلية، للقصف، وفق الأمم المتحدة. وقالت "حماس" في حينه إنّ القصف خلّف 30 قتيلاً في المستشفى.
ووفق منظمة الصحة العالمية التي أرسلت فريقاً لتقييم الوضع في مستشفى الشفاء، لا يزال هناك 250 مريضاً في المكان و20 من مقدّمي الرعاية.
وأعلن الجيش مساء الأحد العثور على نفق طوله 55 متراً يُستخدم "من أجل الإرهاب" تحت مستشفى الشفاء.
واندلعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على "حماس"، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف ردّاً على الهجوم، تسبّب بمقتل 13 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق أرقام أدلت بها حكومة "حماس" مساء الأحد. وبين القتلى أكثر من 5500 طفل.
وشدّدت إسرائيل كذلك الحصار على قطاع غزة ومنعت إمدادات الوقود والماء والكهرباء والمواد الغذائية. وتدخل عبر معبر رفح شاحنات مساعدات محدودة توافق إسرائيل مسبقاً على حمولتها.
وأعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة الاثنين وصول أول مستشفى ميداني أردني منذ بدء الحرب مع طاقم طبي لتقديم الخدمات إلى آلاف المصابين والمرضى في ظلّ خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب الدمار أو انقطاع الوقود.
وأكّد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أنّ المستشفى الميداني سيُقام "في محيط مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين". ودخلت 40 شاحنة محمّلة معدات وأجهزة طبّية للمستشفى برفقة طاقم مؤلف من 17 شخصاً. وقال زقوت: "من المتوقع وصول مستشفيين ميدانيين من الإمارات وقطر".
وتساقطت خلال اليومين الماضيين أمطار غزيرة في قطاع غزة. ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الوضع في أماكن النزوح بأنّه "غير قابل للعيش".
ونزح أكثر من 1,6 مليون فلسطيني داخل القطاع منذ بدء الحرب يتكدّسون تحت خيم في الهواء الطلق أو في مدارس أو مستشفيات، أو في شقق مكتظة. واتّجه مئات آلاف النازحين جنوباً بعد إنذارات إسرائيلية بإخلاء الشمال. لكن مناطق جنوبية عدّة تتعرّض للقصف أيضاً.
في بيجينغ، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين أمام وفد يضمّ وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة أنّ على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "الكارثة الإنسانية" في غزة.
وقال وانغ: "فلنعمل معاً لتهدئة الوضع في غزة سريعاً ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت".
ورأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأحد أنّ "الأحداث المروّعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصوّر".
وحذّر من أنّ "مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجئ، وفرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط استمرار نزوح مئات الآلاف إلى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتّصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ "عدد الضحايا المدنيّين كبير جدّاً" في قطاع غزة، مذكّراً إياه "بالضرورة المطلقة للتمييز بين الإرهابيين والسكان"، على ما أعلن قصر الإليزيه الأحد.
في عمّان، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله اليوم مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى "العمل المكثف" من أجل "وقف الحرب" و"فك الحصار" و"ضمان إيصال الغذاء والدواء" إلى غزة، وفق ما ذكر بيان صادر عن الديوان الملكي.
وحذّر الملك من "الآثار الكارثية للحرب البشعة الدائرة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين العزل".
ويتزايد الضغط في إسرائيل على الحكومة من أجل الإفراج عن قرابة 240 رهينة تحتجزهم "حماس" منذ السابع من تشرين الأول.
وترفض إسرائيل حتى الآن أيّ وقف لإطلاق النار هو شرط من شروط حماس للإفراج عن رهائن. وستلتقي الحكومة الإسرائيلية مساء اليوم عائلات الرهائن.
وأكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأحد أنّ إنجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس يتوقف على قضايا "بسيطة" و"لوجستية".
وفي الأيام الماضية، ربطت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بين وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج عن رهائن تحتجزهم "حماس".