في اليوم الرابع و"الأخير" من الهدنة بين "حماس" وإسرائيل يغيب اسم الأسير أحمد مناصرة عن قوائم الأسرى المتوقّع الإفراج عنهم الليلة بعد أن قضى 8 سنوات من محكوميّته في السجون الإسرائيلية.
من هو أحمد مناصرة؟
وهو فلسطيني وُلد في 22 كانون الثاني 2002 في بيت حنينا بالقدس واعتقل بتاريخ 12 تشرين الأول 2015، على أنه كان ينوي القيام بعملية طعن في القدس.
وبعد أن بلغ أحمد من العمر 14 عاماً في عام 2016، أُدين بتهمة محاولة القتل وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عاماً، على الرغم من أنّ القانون في الوقت الذي يُزعم فيه ارتكاب الجريمة في عام 2015 لا يسمح بسجن القاصرين دون سنّ الـ 14 عاماً.
وتم تخفيض العقوبة فيما بعد إلى تسع سنوات ونصف. وبحسب ما ورد، تدهورت حالته العقلية بشكل مطّرد ربما نتيجة لظروف اعتقاله القاسية، وحالات الحبس الانفرادي المتكررة والعزلة.
وقامت السلطات الإسرائيلية باستجواب مناصرة بطريقة قاسية وهدّدته بدون حضور محامٍ. وهو يقبع في السجن منذ ذلك الوقت، وفي الحبس الانفرادي منذ مطلع تشرين الثاني 2021. وقد تمّ تشخيص أحمد بالفصام، ويعاني من تخيلات ذهانية، كما أنه يعاني من اكتئاب حاد مصحوب بأفكار انتحارية. وفي يوم الجمعة، نُقل إلى مستشفى سجن الرملة في وسط إسرائيل بسبب تدهور حالته العقلية.
وتعمّدت القوات الإسرائيلية تسريب فيديو جلسة التحقيق الأمني مع أحمد مناصرة، وكانت كلها تعنيف وتهديد لطفل في عمر 13 عاماً وقتها.
وظهر أحمد في الشريط باكياً وهو يواجه محقّقاً بقوله "مش متأكد" و"مش متذكر"، في وقت ظلّ المحقق يصرخ بصوت عال في وجه مناصرة بغية زعزعته ونيل اعترافات مجانية منه.
وهو ما يعدّ مخالفة صريحة للقوانين الدولية واتفاقية حقوق الطفل التي تنصّ مادتها رقم 16 على أنه "لا يجوز أن يجري أيّ تعرّض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أيّ مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته"، وتنصّ أيضاً على أن "للطفل الحقّ في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس".
وعلق وقتها مدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار على الفيديو المسرب بقوله إنه دليل جديد بالصوت والصورة عن حالات التعذيب النفسي والبدني التي يتعرض لها أطفال فلسطين.