الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

المعضلة الاستراتيجيّة أمام التحالف الدولي ضدّ الحوثيّين في البحر الأحمر

المصدر: أ ف ب
عناصر من قوات الأمن اليمنية التابعة للحوثيين انتشروا خلال مسيرة تضامنية مع فلسطينيي غزة في العاصمة صنعاء (15 ك1 2023ـ أ ف ب).
عناصر من قوات الأمن اليمنية التابعة للحوثيين انتشروا خلال مسيرة تضامنية مع فلسطينيي غزة في العاصمة صنعاء (15 ك1 2023ـ أ ف ب).
A+ A-
ما هي كيفية التصرف وبأي وسيلة؟ من ينبغي حمايته وبأي عواقب؟ على التحالف الدولي ضد الحوثيين اليمنيين في البحر الأحمر إظهار قدراته العملياتية في بيئة عسكرية واستراتيجية مفخخة.

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين تشكيل تحالف دولي يضمّ عشرة بلدان للتصدّي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها "مرتبطة" بإسرائيل.

لكن بعيداً عن وقع الإعلان، تحوم تساؤلات حول فعالية الجهاز.

- التهديد الحوثي -
يعطل الحوثيون اليمنيون حركة السفن التجارية من خلال مضاعفة الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب، وخصوصا عبر تنفيذ ضربات بالصواريخ والمسيرات.

يقول فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "التقدم في تكنولوجيا الصواريخ والمسيرات" يعني أن "الدول والمجموعات ذات القوات الجوية الضعيفة أو المعدومة بإمكانها تنفيذ ضربات بعيدة المدى باستخدام مسيرات أو صواريخ مضادة للسفن".

واضاف لوكالة فرانس برس "أنه واقع جديد بالنسبة للغرب".

ثمة مصدر آخر للضربات ممكن، يحذر ديرك سيبلز، المحلل في مجموعة "ريسك إنتليجنس" الدنماركية، متسائلا "هل سيتحول التركيز إلى التهديد الحالي المتمثل في الهجمات الجوية؟ قد يشجع هذا الحوثيين على استخدام مسيراتهم البحرية التي سبق أن أثبتت فعاليتها الكبيرة".

واضاف "أن مجرد إمكانية استخدام المسيرات البحرية تزيد بالتأكيد الأمر تعقيدًا".

- ما هي الضمانة؟ -
يتعين على التحالف فعل الكثير لضمان حرية الملاحة في المضيق. ويبرر الحوثيون هجماتهم بـ "التضامن مع الشعب الفلسطيني وضد الحصار المفروض على قطاع غزة" من قبل اسرائيل. لكن الواقع أكثر تعقيدا. 

ورأت الخبيرة المستقلة ايفا كولوريوتيس على منصة إكس (تويتر سابقاً)  أن "هذه الهجمات أصبحت عشوائية والسفن المستهدفة ليس لها أي صلة بإسرائيل ولا تتجه نحو ميناء إيلات" الإسرائيلي. 

توفر الصناعة البحرية أيضًا تركيبات صناعية معقدة.

واوضح سيبلز "قد تكون السفينة مملوكة لشركة مسجلة في جزيرة مان وتشرف عليها هيئة في ألمانيا قامت بتعيين مشرف بحري مقره في سنغافورة لتشغيل السفينة التي ترفع علم ليبيريا، والمؤمنة في بريطانيا".

وبما أن التحالف لن يمتلك الوسائل العسكرية لحماية كل سفينة، فعلى ماذا يستند الاختيار والفرز وتحديد الأولويات؟ قد يمكنه أن يحاول ردع الحوثيين وصد عدد من الهجمات، لكنه سيجد صعوبة في ضمان الحركة الآمنة للمشغلين.

- فرضية الضربات -
ويتم بالضرورة التطرق إلى قضية ضرب الحوثيين لتدمير قدراتهم البالستية. قد لا يكون الخيار مطروحاً بشكل رسمي ولكن تجري مناقشته.

تؤكد كولوريوتيس أن "الحكومة الإسرائيلية مستعدة لشن ضربات جوية (...) في صنعاء وصعدة في اليمن، لكن واشنطن منعت العمل العسكري رغبة منها في احتواء الخسائر المرتبطة بهذه القضية".

ويشير مركز صوفان للابحاث المتخصص في القضايا الأمنية ومقره في نيويورك إلى أنه "في الوقت الحالي، لاتنوي الولايات المتحدة وحلفاؤها  شن هجمات انتقامية ضد أهداف للحوثيين، في اليمن أو على سواحلها".

ويرى أن التحالف "يقدم بديلاً لهذا الخيار المُستَحسَن ولكنه أكثر خطورة".

إلا أنه اشار إلى أن تكرار الهجمات في البحر الأحمر، الممر الرئيسي للتجارة العالمية، يزيد من هذا الاحتمال، معتبراً أن ردع الحوثيين عن تنفيذ المزيد من الهجمات يتطلب ما هو أبعد من العقوبات المتوقعة أو الإجراءات الديبلوماسية. 

- خطر التصعيد -
ضرب الحوثيون اليمنيين ينذر بفتح جبهة جديدة ضد أحد أعضاء "محور المقاومة" لإسرائيل، إلى جانب حركة حماس وحزب الله اللبناني. 

غير أن الغرب يريد تحديداً منع النزاع بين حماس وإسرائيل من زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها، وجر إيران إليه في نهاية المطاف.

وتحاول السعودية والحوثيون مواصلة محادثات السلام الهشة لإنهاء الحرب في اليمن والتي اودت بحياة 400 ألف شخص منذ عام 2014. 

واعتبر سيبلز أنه "من غير المرجح أن يعرض الحوثيون للخطر اتفاقاً محتملاً من خلال تصرف من شأنه أن يثير رد فعل سعودي". 

أكد هشام الغنام من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض، أن السعودية "ليس لديها أي نية لتجميد مفاوضاتها مع الحوثيين واستئناف الحرب معهم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم