غارات أميركية بريطانية على محافظات يمنيّة لـ"زيادة تعطيل قدرات الحوثيّين"

تعرّضت العاصمة اليمنيّة صنعاء، ليل السبت الأحد، لغارات أميركية بريطانية طالت كذلك مدناً عدّة من بينها تعز وحجة وذمار والبيضاء، وفق ما أفادت وسائل إعلام تابعة لـ"أنصار الله الحوثيين".
 
وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي أنّ القوات الأميركية والبريطانية شنّت 11 غارة على مناطق في محافظة تعز، قالت عنها الحكومة البريطانية إنّها "دفاع عن النفس وليست تصعيداً"، وأشارت الولايات المتحدة إلى أنّها "تهدف إلى زيادة تعطيل قدرات الحوثيين".
 
في السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولَيْن أميركيَّيْن قولهما إنّ الولايات المتحدة قصفت أهدافاً مرتبطة بإيران في اليمن، في ثاني يوم من عملياتها الانتقامية على ما يبدو ردّاً على مقتل جنود أميركيين بهجوم في الأردن الأسبوع الماضي.
 
وبينما أعلن بيان أميركي بريطاني عن تنفيذ غارات على 36 هدفاً تابعاً لـ"الحوثيين" في 13 موقعاً في اليمن، وصف مسؤولون أميركيون الغارات بأنّها "الجولة التالية الانتقامية لمقتل الجنود في الأردن"، قبل أن تنقل شبكة "سي إن إن" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إنّ "الضربات ضدّ الحوثيين منفصلة عن الردّ الأميركي في العراق وسوريا".
 
 
"زيادة تعطيل قدرات الحوثيّين"
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ الضربات نُفّذت بدعم من أوستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزلندا، وتهدف إلى زيادة تعطيل وتقليص قدرات "الحوثيّين".
 
وأكّد أوستن أنهم لن يترددوا في الدفاع عن الأرواح والتدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم، مشيراً إلى أنّ الضربات تمثّل رسالة إلى الحوثيين بأنهم سيتحملون عواقب عدم وقف الهجمات على السفن الدولية.
 
 
بدورها، أعلنت الحكومة البريطانية أنّ تحرّكها "مع حلفائها الأميركيين بدعم من الشركاء الدوليّين" جاء من منطلق "الدفاع عن النفس ولا يمثل تصعيداً"، مشيرة إلى أنّ القوات الجوية الملكية شاركت في ثالث موجة من الضربات على أهداف تابعة لـ"الحوثيّين".
 
واعتبر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أنّ هجمات "الحوثيّين" على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر "غير قانونية وغير مقبولة"، قائلاً إنّ "من واجبنا حماية أرواح الأبرياء والحفاظ على حرية الملاحة"، ومشيراً إلى "نجاحهم" في استهداف منصات الإطلاق ومواقع التخزين المشاركة في هجمات "الحوثيّين".
 
 
"سنقابل التصعيد بالتصعيد"
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في "جماعة أنصار الله الحوثيّين" محمد البخيتي "سنقابل التصعيد بالتصعيد"، مؤكّداً أنّ "عملياتنا مستمرة حتى وقف العدوان على قطاع غزة"، في وقت أعلن المتحدث العسكري لـ"الحوثيين" يحيى سريع أنّ "طيران العدوان الأميركي البريطاني شنّ 47 غارة خلال الساعات الماضية".
 
 
في السياق، نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول أميركي قوله إنّ أكثر من 20 مقاتلة انطلقت من حاملة السفن الأميركية "أيزنهاور" لتوجيه ضربات ضدّ أهداف تابعة لـ"الحوثيّين" في اليمن، مشيراً إلى أنّ بعض المقاتلات حملت قنابل تزن ألفي رطل وصواريخ جو جو وغيرها من الصواريخ الموجهة. وذكر المسؤول أنّ "أيزنهاور" أطلقت أيضاً صواريخ على أهداف تابعة لـ"الحوثيين".
 
كما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي أيضاً أنّ السفينتَيْن "غرافلي" و"كارني" أطلقتا صواريخ "توماهوك" باتجاه مواقع لـ"الحوثيّين"، في وقت أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنّ الضربات ركّزت على أهداف في اليمن تُستخدم من قبل "الحوثيين" لمهاجمة السفن التجارية، وشملت العديد من مرافق التخزين تحت الأرض.
 
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إنّ الأهداف شملت القيادة والسيطرة وأنظمة صواريخ وعمليات المسيّرات ورادارات ومروحيات، مؤكّدة أنّها تهدف إلى إضعاف قدرات "الحوثيّين" على مواصلة ما وصفتها بـ"هجماتهم المتهورة وغير القانونية". وأكّدت أنّ الضربات منفصلة عن إجراءات حرية الملاحة التي يتم تنفيذها في إطار عملية "حارس الازدهار".
 
وكانت "سنتكوم" قد أعلنت مساء السبت تدمير 6 صواريخ "كروز" مضادة للسفن قالت إنّها تابعة لـ"الحوثيّين" ومعدّة لإطلاقها من اليمن باتجاه البحر الأحمر. وقالت في بيان إنّ القوات الأميركية حدّدت موقع هذه الصواريخ في المناطق التي يسيطر عليها "الحوثيون" في اليمن (دون تحديد مكانها)، وقرّرت أنّها تمثّل "تهديداً وشيكاً" لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة، وشدّدت على أنّ هذا الإجراء سيحمي حرية الملاحة ويجعل المياه الدولية أكثر أماناً للبحرية الأميركية والسفن التجارية.