اشترِك في نشرتنا الإخبارية
رهائن حماس المفرج عنهم في ودٍ مع الحركة... والتشخيص الإسرائيلي: "متلازمة ستوكهولم"
10-06-2024 | 12:56
المصدر: "النهار"
خلافاً للتوقّعات الإسرائيليّة، رهائن حماس في ودّ مع آسريهم الذين أمضوا معهم أشهراً صعبة على وقع القصف والجوع والخوف على المصير. وبدلاً من عقد مؤتمرات صحافيّة رنّانة تتحدّث عن معاناتهم في الأسر وممارسات تعذيب أو اغتصاب أو ترهيب، وجدت السلطات الإسرائيلية أنّها أمام نموذج من الأسرى "يمجّد" كتائب القسام حتى أنّهم يشككون في مدى مصداقية الجيش الإسرائيلي وبياناته، الأمر الذي استدعى منهم إحالة "الإعجاب" و"الإطراء" على الطب النفسي، وتحديداً تحت عنوان "متلازمة ستوكهولم"، التي تحتمل كل التبريرات التي تريدها إسرائيل لاحتواء الظاهرة المتكررة. وبرزت إلى العلن بمصافحة الأسيرة المفرج عنها يوخفيد ليفشيتز (85 عاماً) لعدد من أعضاء الحركة بحماسة.
وعقب المؤتمر الصحافي الذي عقد في تل أبيب آنذاك، صرحت الأسيرة بأن عناصر "حماس" كانوا "ودودين للغاية" مما أثار حفيظة مؤيدي إسرائيل.
وتكرر الأمر نفسه مع الرهائن الأربعة المفرج عنهم قبل أيّام، بعد معركة دامية في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، حيث أعلنت مراسلة الشؤون الصحية كايتي دور في هيئة الإذاعة الإسرائيلية أنّ الأسرى، الذين تمت إعادتهم، مصابون بمتلازمة ستوكهولم، أي أنّهم وقعوا في حب حركة حماس وكتائب القسام.
لماذا ستوكهولهم؟
في الطب النفسي، عندما يوضع المرء في موقف يشعر فيه بأنه عاجز عن التحكم بمصيره، يشعر بالخوف الشديد من التعرض للأذى الجسدي، ويؤمن بأن كل السيطرة تقع تحت يد الشخص المُعذِّب والآسر. ومن هنا، قد تنتج استراتيجية للبقاء والنجاة، تتطور لتصبح استجابة نفسية تتضمن التعاطف والدعم للشخص الذي يأسره أو يعذبه.
من أين جاءت التسمية؟
جاء اسم هذه المتلازمة من عملية سطو فاشلة على بنك "سفيرغس كريدت" في ستوكهولم في السويد في آب 1973، حين تم احتجاز 4 موظفين كرهائن في قبو البنك لمدة 6 أيام.
وخلال هذه الفترة، نشأت علاقة ود بين الخاطفين والرهائن. وذكرت إحدى الرهائن -خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه- أنها تثق تماماً بخاطفيها، لكنها تخشى أن تموت في اعتداء الشرطة على المبنى.
وتمّ إطلاق التسمية من قبل نيلس بيغرو عالم الجريمة في ستوكهولم، والذي استخدم المصطلح لشرح رد الفعل غير المتوقع للرهائن. فعلى الرغم من احتجازهم ضد إرادتهم في وضع يهدّد حياتهم، فإن هؤلاء الأفراد أقاموا علاقات إيجابية مع خاطفيهم حتى أنهم ساعدوهم في دفع أتعاب محاميهم بعد القبض عليهم.
الحالة الأشهر
قد تكون الحالة الأكثر شهرة لمتلازمة ستوكهولم هي باتريشيا هيرست. في عام 1974، وبعد نحو 10 أسابيع من احتجازها كرهينة من قبل جيش التحرير السيمبيوني، ساعدت هيرست خاطفيها على سرقة بنك في كاليفورنيا، وزعمت أنها تعرّضت لغسيل دماغ، فأصبحت موقتاً مدافعة عن أيديولوجيا خاطفيها.
تشخيص نفسي
في بعض الأحيان، قد يشعر المحتجز أو الذي يتعرّض لسوء المعاملة بمشاعر التعاطف أو مشاعر إيجابية أخرى تجاه الخاطف، ويبدو أن هذا يحدث على مدار أيام أو أسابيع أو شهور أو سنوات.
ولتبرير مشهد مصافحة ليفشيتز لأحد عناصر "حماس" خلال مقطع فيديو إطلاق سراحها، برفقة أسيرة أخرى، يوم الإثنين الماضي، ادّعى عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الداعمين لإسرائيل بأن الأسيرة تعاني ممّا يُعرف بـ"متلازمة ستوكهولم".
والمتلازمة "جسمها لبّيس" لكلّ الحالات والدوافع والتبريرات.
