الحجّاج إلى منى عشيّة الوقوف على جبل عرفة

بدأ موسم الحج اليوم الجمعة في مكة المكرّمة وضواحيها في غرب المملكة العربية السعودية، مع وصول أعداد كبيرة من المصلّين إلى مشعر منى في ظل الحر الشديد.
 
وغادر المؤمنون مكّة المكرّمة بالحافلات أو سيراً على الأقدام متّجهين إلى الموقع على بعد بضعة كيلومترات من المسجد الحرام.
 
 
وعشية الوقوف على جبل عرفة، ردّد الحجّاج القادمون من أركان العالم الأربعة جماعةً "الله أكبر" و"لبّيك اللّهم لبّيك".
 
ووسط حرارة شديدة يُتوقع وصولها إلى 44 درجة مئوية، قال الباكستاني فهد أزمار (31 عاماً)، "الجو حار جدّاً جدّاً ... لكنني أحمد الله لأنّه منحني الفرصة لأكون هنا".
 
 
يشارك في الحج أكثر من مليون ونصف مليون مسلم هذه السنة، ويعدّ أحد أكبر التجمّعات الدينية في العالم.
 
وبعد الطواف سبع مرّات حول الكعبة، يمضي الحجاج ليلتهم في منى في خيم موزّعة وفق الجنسيات والمبالغ التي تمّ إنفاقها.
 
 
في الخارج، تمّ تركيب مرشات للمياه في الساحة المركزية، وتوزيع المياه والمظلات.
 
سيكون يوم السبت صعباً جدّاً بالنسبة للحجاج على جبل عرفة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إنه تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة من الأمراض المرتبطة بالحر العام الماضي أثناء الحج، بما في ذلك 10 في المئة من ضربات الشمس، وهي أخطر أشكالها.
 
صور الحرب
تجري مراسم الحج هذه السنة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وفيما يقول العديد من الحجّاج إنّهم يصلّون من أجل الفلسطينيين.
 
 
لا تستطيع المغربية زهرا بني زهرا (78 عاماً) حبس دموعها أثناء حديثها عن "صور الحرب والنازحين والأطفال القتلى" التي تطاردها. وتقول "إخواننا يُقتلون، نراهم بأعيننا".
 
وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الاثنين أمراً باستضافة ألف حاج "من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة"، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
 
ورغم ذلك، حذر الوزير السعودي المسؤول عن الحج توفيق الربيعة، الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع "أي شعارات سياسية"، ولم يكن من الواضح كيف يمكن للحجاج التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
 
 
وينتظر البعض لسنوات فرصة أداء المناسك، مع توفير التصاريح من قبل السلطات السعودية على أساس حصص لكل دولة.
 
وتقول نونارتينا حاجيباولي (50 عاماً) لفرانس برس إنها تشعر بالفخر لكونها جزءاً من ألف حاج وصلوا هذا العام من سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا.
 
وتضيف "أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع أن أصف ما أشعر به".
 
ويمثل تنظيم الحج تحدّياً لوجستياً بالنسبة للمملكة التي استقبلت أكثر من 1.8 مليون حاج العام الماضي، حضر حوالى 90 في المئة منهم من الخارج، وفقاً للأرقام الرسمية.
 
 
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نحو 1.5 مليون شخص وصلوا حتى وقت متأخر من يوم الاثنين إلى المملكة.
 
أحدثت السلطات تطويرات كبيرة، أبرزها في المسجد الكبير الذي من المقرّر الانتهاء من أعمال توسعته في العام 2025.
 
كذلك، تستخدم السلطات الذكاء الاصطناعي لتيسير تحرّكات الحشود وضمان سلامة الحجاج.