الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" اتفاقية "كامب ديفيد" الاستعداد للسلام... والسلام في عام 1979

المصدر: "النهار"
Bookmark
اتفاقية "كمب ديفيد".
اتفاقية "كمب ديفيد".
A+ A-
إعداد: لوسيان شهوانفي 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1973، وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس المصري أنور السادات، قال فيه: "إن الأمّة العربية كلها تقف اليوم للدفاع عن مقدساتها، وإن من حقها أن تشترك في صنع سلام حقيقي لا يُفرض عليها بقوّة السلاح، وإن السلام الذي نتحدث عنه ليس حلاّ جزئياً أو منفرداً لمصر، فإن الأرض المصريّة هي الأرض السوريّة، هي حقوق الشعب الفلسطيني، إن الأمّة العربية وهي تستخدم سلاح البترول، لا توجه هذا السلاح ضد أي شعب من الشعوب، لكنها تقول أنها تريد حقها في الحياة". وكأنّه بذلك الخطاب فتح أبواب المرحلة المستقبلية على مصراعيها، وهنا اكتشف العالم أن الرئيس السادات يريد استثمار ما حقّقه في حرب أكتوبر 1973 لما هو أبعد من الاقتتال الدائم، ولعلّه كان يؤسس لمرحلة جريئة في مسيرته، ليقود من خلال النموذج المصري الذي يحمله كل العالم العربي نحو آفاق لم تُفكّر فيها الشعوب العربيّة من قبل. أراد البناء على الانتصار، بمكسب أبعد من لعبة الداخل وصرفها في مقاليد الحكم، فهو المُنتصر والرئيس؛ وربما أراد أن يكون "صانع سلام". لكن الرئيس السادات عرف أن العبور إلى المستقبل يتطلب مجموعة إصلاحات ومبادرات تفتح له طريق الغد، خصوصاً بعد الحرص المصري على إيقاف القتال واستعادة الأرض والانطلاق نحو الاستقرار وخطط الديموقراطية والتنمية.الاستعدادانطلقت أعمال "فض الاشتباك" في كانون الثاني (يناير) 1974، وحضر إلى الكيلومتر 101 رئيس أركان القوّات المسلّحة المصريّة الفريق الجمسي، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي دافيد أليعازر، بحضور ممثل للأمم المتحدّة. أفضت الاتفاقية إلى التهدئة بين الجيشين والفصل بينهما. واتفق الطرفان أيضاً على الانسحاب الإسرائيلي 30 كيلومتراً شرق قناة السويس، مع انتشار قوّات لحفظ السلام على الخطوط المرسومة بموجب الاتفاق. وبعد سنة على انتصار أكتوبر 1973، صدرت "ورقة أكتوبر" عن القيادة المصريّة وحملت في سطورها أهداف المستقبل والتنمية والانفتاح الاقتصادي والتخطيط وبناء الإنسان. كما لحظت الورقة العلم والتكنولوجيا ومعهما الحريّة والأمن. وكان الرئيس المصري ينظر من خلال هذه الورقة إلى مصر عام 2000.  مع الانسحاب الإسرائيلي من قناة السويس، أرادت مصر إعادة افتتاحها، وهذا ما حصل في 5 حزيران (يونيو) 1975، من مقر هيئة قناة السويس في الإسماعيلية. وأرادت مصر من هذا الحدث استعادة شيء من الدور الحيوي المنعش للاقتصاد، ومعه دور "التلاقي" بين الشعوب من خلال هذا الممرّ الاستراتيجي. واستكمالاً لاتفاقية فض الاشتباك الأولى، وقّع الجانبان المصري والإسرائيلي في أيلول (سبتمبر) 1975 في جنيف على الاتفاق الثاني الذي استردت مصر بموجبه نحو 4500 كيلومتر مربع من سيناء. ومن أبرز ما تضمنه الاتفاق الثاني التزام مصر عدم اللجوء إلى القوّة أو الحصار البحري، وتسهيلها مرور البضائع والسلع غير العسكرية المتجهة إلى إسرائيل عبر القناة. أرادت القيادة المصريّة أيضاً، مع استئنافها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم