السبت - 28 أيلول 2024
close menu

إعلان

تصعيد نوعي جنوباً... "حزب الله" يُعلن إطلاق صواريخ باتجاه مقاتلة حربية إسرائيلية

المصدر: "النهار"
قصف إسرائيلي على الجنوب (أرشيفية).
قصف إسرائيلي على الجنوب (أرشيفية).
A+ A-
تطوّر مهم وخطير استجد اليوم على الجبهة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، يعكس حجم التصعيد الحاصل بين الطرفين، إذ وللمرّة الأولى منذ بدء الاشتباك في الثامن من أيّار، أعلن "حزب الله" إطلاق صواريخ دفاع جوي على طائرات إسرائيلية حربية "كانت تعتدي على سمائنا ‌‏وخرقت جدار الصوت مما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود".
 
هذا التصعيد الخطير هو الأوّل من نوعه، وبالتالي فإن الأنظار ستشخص في الساعات المقبلة على احتمال رد الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى شكل هذا الرد، ويتزامن هذا الواقع مع تحذيرات دولية من توسيع رقعة الحرب بين الطرفين، ومع معلومات توافرت في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة تحدّثت عن احتمال شن إسرائيل ضربة قريبة على لبنان.
 
إلى ذلك، استمر القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب، واستهدف بلدة الخيام، وقبلها عيترون، كما استهدف القصف الفوسفوري عربة بين كفر كلا ودير ميماس.
 
من جهته، أعلن "حزب الله" استهداف التجهيزات ‏التجسسية في موقع الراهب.
 
سيناريو الحرب الواسعة في الجنوب
وعلى إثر تصاعد حدّة التوتر، بدأ الإعلام العبري يُحاول رسم مشهد ميداني لشكل هذه الحرب، وما يُمكن أن يقوم به "حزب الله" على جبهة الشمال.

في هذا السياق، يتوقّع الباحث تال بيري، رئيس قسم الأبحاث في معهد "ألما" الإسرائيلي، أن "الجبهة الإسرائيلية الشمالية ستشهد كمية لم يسبق لها مثيل من النيران، بما في ذلك ما شهدناه في عام 2006، في حال اندلاع حرب شاملة".

وبرأي بيري، فإن "القوة النارية الرئيسية لـ"حزب الله" هي الصواريخ والقذائف، ويمكن لقوة نيران "حزب الله" أن تستهدف كامل أراضي إسرائيل بقدرة إطلاق نار دقيقة، أما المنطقة التي ستتعرض بشكل رئيسي لكمية كبيرة من النيران، فهي المنطقة الشمالية بأكملها حتى حيفا".

ويتوقع بيري أن يكون "الجزء الأكبر من النيران في هذه المنطقة من الصواريخ بمختلف أنواعها التي تعتبر قصيرة المدى، وبالتالي، في الأسبوع الأول أو الأسبوعين الأولين من الحرب، سيكون من المستحيل تقريباً العيش بشكل طبيعي في المناطق المستهدفة".

وبحسب تقديرات معهد الأبحاث، يمتلك حزب الله 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 80 كلم، و5000 صاروخ وقذيفة يصل مداها إلى 80-200 كلم، و5000 صاروخ يصل مداها إلى 200 كلم أو أكثر، و2500 طائرة بدون طيار، ومئات الصواريخ المتطوّرة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات أو صواريخ كروز. وتشير التقديرات إلى أنه في حالة اندلاع الحرب، سيرسل "حزب الله" آلاف الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى إسرائيل كل يوم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بيري يتوقع أن "يكون الخط الجنوبي - الخضيرة ونتانيا وغوش دان - في مرمى النيران، لأن منطقة غوش دان تُعتبر ذات قيمة بالنسبة للحزب، وسيركز جهوده هناك. وسيتم استهداف هذه المنطقة باستخدام صواريخ، بعضها دقيق، معظمها صواريخ باليستية، بما في ذلك صواريخ "فتح 110" التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر".

ويُضيف: "بعض صواريخ "فتح 110" دقيقة للغاية، وكل صاروخ يحمل 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وهذه هي قوة صاروخ "بركان" الذي يمكن أن ينفجر في منطقة غوش دان الكثيفة".

ويُقدّر بيري أن يتم إطلاق الصواريخ من العمق اللبناني، "كمنطقة بيروت أو منطقة البقاع، حيث توجد مواقع "حزب الله" وتشكيلاته الاستراتيجية ومنصات الإطلاق والبنية التحتية".

وإلى جانب القوّة الصاروخية لـ"حزب الله"، يتطرّق بيري إلى القوّة البرّية، ويتوقع أن "يحاول "حزب الله" تنفيذ غزو برّي في الجليل، وسيحاول بالتأكيد التسلل عبر العشرات إن لم يكن مئات العناصر، مع العلم أن وحدة الرضوان قادرة على القيام بذلك، وكل ما يحتاجون إليه هو تلقي التعليمات والأوامر".
 
إسرائيل: قادرون على ضرب مواقع استراتيجية
على المقلب الأخر، فإن صحيفة "جيروزاليم بوست" نشرت مقالاً عن مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على إحداث ضرر بالبنية العسكرية لـ"حزب الله"، من خلال استهداف مقاتليه ومواقعه الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، قال أحد ضباط الجيش الإسرائيلي: "لم تتضرّر أنظمة "حزب الله" الاستراتيجية، مثل الصواريخ ذات النطاقات المختلفة، لكن هذا لا يعني أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع التدمير على نطاق واسع للغاية والتسبب في أضرار جسيمة للحزب".

وشدد ضابط الجيش الإسرائيلي على أن "قوات "حزب الله" منهكة بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي المستمرة، والحاجة إلى الإبقاء على أهبة الاستعداد بشكل مستمر تحسباً لهجوم إسرائيلي مفاجئ".

وأشار الضابط إلى "تدمير البنية التحتية على مسافة قريبة وبعيدة من الحدود، وتصفية أكثر من 320 عنصراً من "حزب الله"، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل قائد قوة الرضوان".

وأوضح أحد الضباط أن "عناصر حزب الله يخشون التحرك بحرية في جنوب لبنان لأن الجهود الجوية والاستخباراتية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي تطاردهم".

وأضاف الضباط أيضاً أن ثمّة تحديات داخلية تواجه "حزب الله"، وفي الشهر الماضي، رفض المئات من جنود الاحتياط في "حزب الله" التجنيد، ما يمثل بداية ضربة للحزب، حسب التقرير العبري نفسه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم