شهدت أجواء لبنان تحليقاً كثيفاً للطيران الحربيّ الإسرائيليّ اليوم الأحد، في ظل معلومات عن حالة تأهّب قصوى لـ"حزب الله" وإخلاء مواقع تابعة له في الجنوب والشرق، الأمر الذي ينبئ بتصعيد أمنيّ ميدانيّ بين ساعة وأخرى، خصوصاً أنّ وزير الخارجية الأميركيّ أنطوني بلينكن أعطى "الضوء الأخضر" الأميركيّ اليوم بتأكيد حقّ إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وأن "كلّ المؤشّرات تقول إنّ صاروخ مجدل شمس أطلقه الحزب".
وأضاف معلقاً: "وقف النار في غزّة سيكون فرصة لإحلال هدوء دائم على الخطّ الأزرق بين إسرائيل ولبنان".
وفي حين أعلنت لجنة الأمن القومي في الكنيس الإسرائيلي فتح الملاجئ في الشمال، دعت عدة دول رعاياها إلى تجنب زيارة لبنان وأخذ الرعايا المقيمين الحيطة والحذر .
وحضت كل من سفارات فرنسا و النرويج والدنمارك في بيروت رعاياها على مغادرة إسرائيل ولبنان.
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على خطط عملياتية في جبهة لبنان.
ورأت "نيويورك تايمز" أنّ التوقعات السائدة في أن يكون الرد الإسرائيلي أكبر من المتوقع.
جبهة الجنوب
وفي أوّل عملية ينفذها حزب الله اليوم الأحد، أشار بيان إلى استهدافه تموضعاً للقوات الإسرائيلية في مُستعمرة شتولا ومحيطهاحيث تمت إصابته بشكل مباشر.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بسقوط صاروخ في شتولا ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وفي الجانب اللبناني، شن الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة شيحين. وتعرضت بلدة ميس الجبل إلى قصف مدفعي إسرائيلي.
استنفار
وذكر مصدران أمنيّان لـوكالة "رويترز " أنّ "حزب الله "في حالة استنفار شديدة" اليوم.
جاء ذلك مع تصاعد التوتّر عقب الهجوم على هضبة الجولان، اتّهمت إسرائيل "حزب الله" بالمسؤولية عنه، وهو ما نفاه الأخير.
وأفادا أنّ "حزب الله" بادر الى إخلاء بعض المواقع المهمّة في جنوب لبنان وسهل البقاع شرق البلاد، تحسّباً لهجوم إسرائيلي.
وقالا إنّ "حزب الله" أخلى "بعض المراكز المهمّة في الجنوب والبقاع في الساعات الماضية".
وكشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لـ"رويترز"، أنّ الولايات المتحدة طلبت من الحكومة (اللبنانية) كبح جماح "حزب الله"، كما أنّ لبنان طلب من الولايات المتحدة حثّ إسرائيل على ضبط النفس في ظلّ التوتّر في الآونة الأخيرة".
وأشار في حديث الى قناة BBC إلى أنّ لبنان يُدين استهداف المدنيين في أيّ مكان: "قلنا ذلك سابقاُ ونقوله اليوم، ندين قتل المدنيين في غزّة ولبنان وإسرائيل، وأيضاً ندين الأشخاص الذي يستهدفون المدنيّين".
ولفت الى أن "أيّ حرب مع إسرائيل في لبنان ستنقلب إلى حرب إقليمية".
وعن استهداف مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتل، قال بو حبيب إنّ "حزب الله" نفى علاقته بالضربة، وهو منذ بدء الحرب يستهدف مواقع عسكرية وليس مدنية، ولا اعتقد أنّه نفّذ هذه الضربة، قد تكون من تنفيذ منظّمات أخرى أو خطأ إسرائيليّاً أو حتّى خطأ من "حزب الله" لا أدري، ونحن في حاجة إلى تحقيق دوليّ لمعرفة حقيقة الأمر".
مجدل شمس
وذكرت "القناة 13" العبريّة أنّ أهالي بلدة مجدل شمس وجهوا هتافات ضدّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لدى وصوله الى البلدة للمشاركة في التشييع: "ارحل من هنا يا مجرم، لا يريدونك في الجولان".
وتوعّد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان أصدره مكتبه بأنّ "اسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشيّ يمرّ من دون ردّ، وبأن "حزب الله" سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هاليفي إنّ الجيش يزيد من استعداده "للمرحلة التالية من القتال في الشمال"، وتابع: "نحن نعرف بالضبط من أين أطلق الصاروخ. وتفحصنا هنا بقايا الصاروخ على جدار ملعب كرة القدم، إنّه صاروخ (فلق 1) برأس حربيّ يزن 53 كيلوغراماً. هذا صاروخ حزب الله".
ردود فعل
وأكدت مصر اليوم الأحد على أهمية دعم لبنان و"تجنيبه ويلات الحرب"، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
كما حذرت القاهرة، التي تلعب دور الوسيط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان".
من جانبه، ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالهجوم الصاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى، معبراً عن قلقه من أن يؤدي ذلك إلى إشعال المزيد من العنف.
وقال لامي في بيان على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن قلقون للغاية إزاء خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار. لقد أوضحنا أن حزب الله يجب أن يوقف هجماته".
تحذيرات
وحذرت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم ، إسرائيل من "أي مغامرة جديدة" ضد لبنان بذريعة حادثة مجدل شمس في الجولان.
وقالت في بيان إنّ "أي هجوم إسرائيلي متهور ضد لبنان يمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة".
وحملت سوريا إسرائيل مسؤولية الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصاً على الأقل في مجدل شمس بهضبة الجولان المحتل.
وقالت الخارجية السورية في بيان، الأحد: "إن الجمهورية العربية السورية إذ تدين استمرار قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجازر يوميا الواحدة تلو الأخرى، فإنها تستنكر محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه، كما تحمله المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة".