تنتشر صورة في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "المستشارة الالمانية السابقة انغيلا ميركل مكبلة اليدين بأصفاد"، بما يبيّن انه تم القاء القبض عليها. غير أنّ هذه المزاعم غير صحيحة. في الحقيقة، هذه الصورة مركبة، متلاعب بها. والصورة الأصلية التي تعود الى 11 آب 2017، تظهر ميركل خلال زيارتها سجن ستاسي السابق في برلين هوهنشوينهاوزن في برلين. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: تبدو ميركل، في الصورة، بسترة خضراء. وظهرت أصفاد كبّلت يديها، بينما تقدمها رجل. الصورة التي انتشرت عبر حسابات (مثل هنا، هنا، هنا) ارفقت بتعليق: "هذا صحيح! اسجنوهم جميعا"، وايضا "وداعا ميركل".
- حقيقة الصورة -
غير ان هذه الصورة غير حقيقية، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا فورا امام الصورة الاصلية منشورة في موقع وكالة "رويترز" (هنا، هنا، هنا)، وايضا في موقعي Getty Images (هنا)، واسوشيتد برس (هنا)، في 11 آب 2017، مرفقة بشرح أن "ميركل تزور سجن ستاسي السابق في برلين- هوهنتشوينهاوزن ببرلين في ألمانيا". ويظهر معها (من اليسار): مايك فرونيل، وزيرة الدولة للثقافة مونيكا غروترز، ومدير السجن التذكاري هوبرتوس كنابي.
تصوير: وولفغانغ كوم Wolfgang Kumm.
وواضح في الصورة الأصلية اعلاه ان ميركل لم تكن مكبلة اليدين بأصفاد. وهذا يعني اذاً ان الصورة المتناقلة مركبة، تم التلاعب بها، عبر اضافة الاصفاد اليها.
يومذاك، استنكرت المستشارة ميركل المظالم التي ارتكبتها ألمانيا الشرقية الشيوعية، خلال زيارتها سجن ستاسي سيئ السمعة، الذى سيتم تحويله متحفا بتكلفة 9 ملايين يورو، وفقا لما أوردت وكالة "رويترز" (هنا، هنا، هنا).
وقد زارت ميركل، ابنة القس البروتستناتى الذي نشأ في الجمهورية الديموقراطية الألمانية، السجن السابق لمدينة هوهنتشوينهاوزن، قبل يوم من بدء حملتها لولاية رابعة كمستشارة في الانتخابات التشريعية التى ستجرى في 24 ايلول (2017).
وقد سُجن آلاف السجناء السياسيين في سجن ستاسي، الذي يحمل اسم الشرطة السرية المحلية في شرق ألمانيا، عندما كانت مستقلة عن غرب ألمانيا، في الفترة ما بين 1949 إلى 1989، فيما تحول عام 1990 متحفا بعد إعادة توحيد ألمانيا.
وقالت ميركل إن "الظلم الذي حصل في جمهورية ألمانيا الديموقراطية، والذي يتعين على الكثيرين أن يواجهوه بطريقة فظيعة، يجب ألا ينسى". واضافت إن "زيارة سجن ستاسي السابق، قبل يومين من ذكرى بدء بناء جدار برلين عام 1961، يعكس أهمية خاصة بالنسبة اليّ" (رويترز).
وتابعت "يبدو منذ وقت طويل أنه يحذرنا من العمل الجاد من أجل الحرية والديموقراطية".
النتيجة: اذاً، لا صحة للصورة المتناقلة التي تظهر المستشارة الالمانية السابقة انغيلا ميركل مكبلة اليدين بأصفاد. في الواقع، هذه الصورة مركبة، والصورة الاصلية تعود الى 11 آب 2017، وتظهر ميركل خلال زيارتها سجن ستاسي السابق في برلين.