"فيديو لضبط مخدّرات مع شاب سوري في لبنان"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

بالتزامن مع تصاعد الجدل في لبنان حول اللاجئين السوريين وارتفاع أصوات مطالبة بترحيلهم قسراً لدواع "أمنيّة" أو اقتصاديّة، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر توقيف سوريّ في الأيام الماضية وبحوزته كميّة كبيرة من المخدّرات المُهرّبة إلى لبنان. لكن هذا الفيديو يعود للعام 2018 والرجل الموقوف الظاهر فيه لبنانيّ، وليس سورياً.
 
يظهر في الفيديو شابّ مكبّل بين من يبدو أنّهم عناصر أمن مدجّجون بالسلاح. ويُقوم بعضهم بتفريغ ما يبدو أنّها مخدّرات من عُلب طلاء، وسط ذهول الشاب الموقوف.

وجاء في التعليقات المرفقة على بعض الصفحات والحسابات اللبنانية أن هذا الشابّ "لاجئ سوريّ"، فيما ذهبت صفحات أخرى لبنانية وسوريّة معارضة للقول إنّه جنديّ في الجيش السّوريّ.
 
 
ويأتي ظهور هذا المنشور في ظلّ جدل ارتفعت حدّته في الآونة الأخيرة حول اللاجئين السوريين في لبنان.

وفي الأسابيع الماضية، ارتفع مجدداً خطاب الكراهية تجاه السوريين، مولّداً خطاباً مماثلاً من الجهة الأخرى، وطالب لبنانيون كثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإخراج اللاجئين السوريين من لبنان.

وتقدّر السلطات حالياً وجود أكثر من مليوني لاجئ على أراضيها، بينما عدد المسجّلين لدى الأمم المتحدة يتجاوز بقليل عتبة 800 ألف.

ومنذ استعادة الجيش السوري السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، تمارس بعض الدول ضغوطاً لترحيل اللاجئين من أراضيها بحجة تراجع حدّة المعارك. لكن ذلك لا يعني، وفق منظمات حقوقية ودولية، أن عودة اللاجئين باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية تشمل اعتقالات تعسفية وتعذيباً.

وتنظر السلطات اللبنانيّة إلى ملف اللاجئين بوصفه عبئاً وتعتبر أن وجودهم ساهم في تسريع ومفاقمة الانهيار الاقتصادي المتواصل منذ 2019. فيما تعلو أصوات مطالبة لإخراج اللاجئين لدواعٍ أمنيّة، ولا سيّما بعد انتشار أخبار عن تورّط عدد من السوريين في بعض الجرائم أو الحوادث التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة.

في هذا السياق، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر شابّاً سورياً يُهرّب المخدرّات إلى لبنان.

فيديو قديم
يُرشد التفتيش عن الفيديو على محرّكات البحث إلى وجود نُسخ أطول منه منشورة قبل خمس سنوات، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت أو أوحت المنشورات المضلّلة.

ونشرت الفيديو والأخبار المتّصلة به وسائل إعلام ومواقع إخباريّة لبنانيّة في العام 2018، وقالت إنّه يُظهر ضبط كمية من المخدّرات في مستودع لمواد الطّلاء عند المدخل الجنوبيّ لمدينة بيروت.
 
 
هل الشاب الظاهر فيه سوري؟
من جهة أخرى، تبدو لهجة الشابّ - الذي أجاب رجال الأمن ببضع عبارات مقتضبة - لبنانية، لكن ذلك لا يقطع بأنّ يكون لبنانيًا.

إثر ذلك، نفى مصدر أمني لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أن يكون الشابّ الظاهر في الفيديو سورياً.

وقال بعد الاطّلاع على الفيديو: "هذا شابّ لبنانيّ أوقف في قضيّة مخدّرات، وليس سورياً".

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس