النهار

"طائرة عمانيّة تحترق في الجو"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"طائرة عمانيّة تحترق في الجو"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
نيران مشتعلة بطائرة في الجو. فيديو يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انه يظهر "طائرة عمانية تحترق في الجو، وقد خرج منها الركاب سالمين عند الهبوط". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الجزء الأول من الفيديو مشاهد غير حقيقية، لكونها محاكاة طيران أنجزها ونشرها حساب Runsame في 2 كانون الثاني 2020. في المقابل، يظهر الجزء الثاني من الفيديو حالة ذعر بين ركاب في طائرة تابعة للخطوط السنغافورية بعدما اشتعلت النيران بها، في حزيران 2016. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: 1.06 دقيقة مدة الفيديو. المشاهد تظهر طائرة لطيران عمان في الجو مشتعلة، فيما كانت تنزل لتهبط على مدرج، وتنزلق عليه قبل ان تستقر ويتصاعد منها دخان اسود كثيف. ثم تركز الكاميرا على أشخاص تعالى صراخهم في طائرة، تاركين مقاعدهم، بينما شوهدت نيران مشتعلة خارجها. منذ ايام، تكثف التشارك في هذه المشاهد، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، ويوتيوب (هنا)، مرفقة بالمزاعم الآتية: "طائرة عمانية تحترق في الجو وخرج الركاب سالمين عند الهبوط". 
 
وقد سبق ان انتشر الفيديو ذاته العام الماضي، بالمزاعم ذاتها (هنا، هنا، هنا). 
 
 
 
 
التدقيق: 
غير ان هذه المزاعم المتناقلة خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، مثل oman airplane on fire landing، يضعنا فورا امام قناة Runsame في يوتيوب (هنا) المتخصصة بألعاب الفيديو ومحاكاة الطيران، التي نشرت الفيديو بنسخة اقصر (0.49 ثانية) في 2 كانون الثاني 2020 (هنا)، بعنوان OMAN AIR 737-800 Crash at Karachi - X-Plane 11 اي طائرة للطيران العماني 737-800 تتحطم في كراتشي (باكستان)- X-Plane 11.
 
 
ويكفي تعبير X-Plane 11 في العنوان، وهو اسم لعبة فيديو، للدلالة على ان هذه المشاهد غير حقيقية، محاكاة طيران نفّذها حساب Runsame. وقد نشر مع الفيديو رابطا يقود الى قناة اللعبة في يوتيوب، موضحا لمتابعيه مرارا ان "الفيديو لعبة". 
 
وتتضمن قناة Runsame فيديوات مماثلة أخرى لمحاكاة طائرة عمانية مشتعلة او غيرها، خلال تنفيذها هبوطا عاجلا على مدرج (هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
اذاً، ينتهي فيديو المحاكاة الذي نشره Runsame في التوقيت 0.49، عند مشهد الطائرة من الخلف يتصاعد منها الدخان بعد توقفها على المدرج. وهو الجزء الاول الذي نشاهده في الفيديو المتناقل. 
 
 
ولكن ماذا عن الجزء الآخر (من التوقيت 0.50 الى 1.06)، الذي يظهر فيه ركاب مذعورون في طائرة؟ 
يقودنا البحث عن هذا المقطع، بواسطة محرك Yandex، الى خيوط (مثل هنا، هنا، هنا)، توصلنا اليه منشورا بنسخة أطول (1.25 دقيقة)، بعد التعمق، في حسابات في يوتيوب في 29 حزيران 2016 (هنا)، بعنوان حريق على رحلة SQ368 للخطوط الجوية السنغافورية. 
 
 
الاثنين 27 حزيران 2016، نجا أكثر من 240 شخصاً كانوا على متن رحلة الخطوط الجوية السنغافورية، بعدما شبّت النيران بالطائرة خلال تنفيذها هبوطاً اضطرارياً في مطار شانغي بسنغافورة.

وكانت الطائرة قد انطلقت من مطار شانغي متجهة نحو ميلان. ولكن وبعد نحو ساعتين من الطيران، أعلن قائد الطائرة أن هناك مشكلة في المحرك، فعادوا أدراجهم إلى  سنغافورة.

وقالت الخطوط الجوية السنغافورية، في بيان لها، إن "الطائرة كانت في طريقها من سنغافورة إلى ميلان، عندما ظهرت رسالة تحذيرية تتعلق بالمحرك، أجبرتها على العودة إلى الوراء”. واشتعلت النيران بالمحرك الأيمن من الطائرة، بعدما لامست الطائرة الأرض، في مطار شانغي حسبما ذكر البيان (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
 
 
وجاء في البيان "تم إخماد الحريق من قبل خدمات طوارئ المطار، ولم تسجل أي إصابات بين 222 راكباً و19 من أفراد الطاقم، الذين كانوا على متن الطائرة، بحيث نزل الركاب من الطائرة عن طريق السلالم، ونقلوا إلى مبنى المطار بالحافلة".
 
- ملاحظة -
من الضروري الاشارة الى ان الصوت الذي يسمع في الفيديو الاصلي للطائرة السنغافورية عام 2016 يختلف تماما عن الخلفية الصوتية في الفيديو المتناقل، بحيث يُسمع اشخاص يصرخون "الله أكبر".
 
وبالبحث مجددا، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، مثل passengers scream allah akbar airplane، نقع فورا على الخلفية الصوتية ذاتها في فيديو نشرته قناة "سي أن ان"، في 5 ايار 2016، في يوتيوب (هنا) بعنوان "اضطرابات شديدة تخيف الركاب على متن رحلة الاتحاد للطيران" من ابوظبي الى جاكرتا. 
 
 
وهذا يعني بالتالي ان صوت الصراخ المسموع في الجزء الثاني من الفيديو المتناقل الذي ندقق فيه مركّب، ومصدره فيديو آخر. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة المزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "طائرة عمانية تحترق في الجو". في الواقع، الجزء الأول من الفيديو مشاهد غير حقيقية، لكونها محاكاة طيران أنجزها ونشرها حساب Runsame في 2 كانون الثاني 2020. في المقابل، يظهر الجزء الثاني من الفيديو حالة ذعر بين ركاب في طائرة تابعة للخطوط السنغافورية، بعدما اشتعلت النيران بها في حزيران 2016. 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium