النهار

"لحظات قبل الفاجعة في الكليّة الحربيّة في حمص"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"لحظات قبل الفاجعة في الكليّة الحربيّة في حمص"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اللحظات التي سبقت هجوما بالطائرات المسيرة استهدف احتفال تخريج ضباط الكلية الحربية في حمص" وسط سوريا، الخميس 5 تشرين الاول 2023. 
 
الا أنّ هذا الزعم خاطئ. 
 
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 17 تشرين الثاني 2018، ويظهر "تخريج دورة جديدة من طلاب الكلية الحربية في سوريا"، وفقا لما تم تداوله يومذاك. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
25 ثانية فقط. المشاهد تظهر عسكريين تجمعوا في باحة، قبل ان يلقي عدد منهم قفازاتهم، على ما يبدو، محتفلين. وقد تكثف التشارك في الفيديو، ابتداء من 5 تشرين الاول 2023، بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "فيديو قبل الفاجعة بلحظات. كانوا سيضعون النجوم على اكتافهم، صاروا هم النجوم، شهداء الكلية الحربية في حمص"، وايضا "انتظروا أياماً وليالي، تعبوا وحلموا كي يصلوا الى تلك اللحظة. لكن عندما قرروا ان يتقلدوا النجوم على اكتافهم، كانت مشيئة الله أن يرتقوا ليصحبوا هم النجوم".
 
 
 
 
- هجوم على الكلية الحربية في حمص -
جاء تداول الفيديو في وقت اسفر هجوم بطائرات بلا طيار استهدف الكلية العسكرية في حمص وسط سوريا خلال احتفال تخريج ضباط، الخميس 5 تشرين الاول 2023، عن مقتل 123 شخصا، بينهم 54 مدنياً ضمنهم 39 طفلا وسيدة من ذوي الضباط، وفقا لحصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان. كذلك أحصى إصابة 150 آخرين، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس. 
 
 وأحصى الإعلام الرسمي السوري، صباح الجمعة 6 منه، مقتل 89 شخصاً، وإصابة 277 آخرين بجروح. وفي وقت لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم، سارع الجيش السوري الى اتهام "التنظيمات الإرهابية المسلحة" بتنفيذ الهجوم "عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة". وأكد أنه "سيردّ بكل قوة وحزم".
 
وبدأ على الفور حملة قصف مدفعي على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها. 
 
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، مثل احتفال تخريج طلاب والكلية الحربية سوريا، يضعنا أمام هذا الحساب في يوتيوب، الذي نشره في 17 تشرين الثاني 2018 (هنا)، بعنوان: "لحظة تخرّج الدورة الـ72 من الكلية الحربية السورية ورمي القفازات بشكل عفوي". 
 
 
 
الى جانب ان الفيديو قديم، المؤكد ايضا اننا في الكلية الحربية في سوريا، اذ امكن العثور على لقطات مماثلة تماما للمكان عرضتها وكالة الانباء السورية (سانا)، ووزارة الدفاع السورية (هنا) في 15- 16 تشرين الثاني 2018 (هنا، التوقيت 2.36)، لتخريج دورة جديدة من طلاب الكلية الحربية (هنا، وهنا ايضا). 
 
 
 
وهنا مقارنة بين لقطتين من فيديو التخريج المتناقل (ادناه الى اليسار) ومن فيديو "سانا" (الى اليمين). واشرنا بالاحمر الى القواسم فيهما. 
 
 
في 15 تشرين الثاني 2018، "احتفل بتخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية، برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ناب عنه العماد علي عبد الله أيوب، نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ـ وزير الدفاع. وكان في استقباله عند المدخل الرئيسي للكلية الحربية اللواء مدير الكلية وعدد من كبار ضباط القيادة العامة"، وفقا لما أوردت وزارة الدفاع السورية يومذاك، ناشرة عددا من الصور للاحتفال (هنا). 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "اللحظات التي سبقت هجوما بالطائرات المسيرة استهدف احتفال تخريج ضباط الكلية الحربية في حمص" وسط سوريا، الخميس 5 تشرين الاول 2023. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 18 تشرين الثاني 2018، ويظهر "تخريج دورة جديدة من طلاب الكلية الحربية في سوريا"، وفقا لما تم تداوله يومذاك. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium