الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

وكالة "رويترز" لم تنشر أنّ "الاقتصاد العالمي مرهون بالمملكة العربيّة السعودية" FactCheck#

المصدر: النهار
أشخاص يمرون قرب لافتة تظهر الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورفعت خارج مركز تجاري في جدة (7 آذار 2020، أ ب).
أشخاص يمرون قرب لافتة تظهر الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورفعت خارج مركز تجاري في جدة (7 آذار 2020، أ ب).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً الى وكالة "رويترز" العالمية، يدّعي قولها إن "الاقتصاد العالمي مرهون بالمملكة العربية السعودية". غير أن الوكالة لم تنشر خبراً او عنواناً مماثلاً. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الخبر تكثّف أخيرا عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). جاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): "رويترز: الاقتصاد العالمي مرهون بالمملكة العربية السعودية". 
 
 
التدقيق: 
غير ان هذا الخبر المتداول غير صحيح، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحته. 
 
فالبحث في موقع وكالة "رويترز" (هنا، هنا)، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يبيّن ان لا اثر لخبر بالعنوان المتداول المزعوم. 
 
 
في الواقع، يضعنا البحث ذاته امام مقالة رأي، بقلم لورين سيلفا لافلين Lauren Silva Laughlin، نشرتها وكالة "رويترز" في 26 ايار 2022، بعنوان: Global stability partly hangs on Saudi reinvention، اي الاستقرار العالمي مرهون جزئياً بإعادة الابتكار السعودي (هنا). 
 
 
 
وهذا العنوان يختلف تماماً عن العنوان المتداول المنسوب الى "رويترز". 
 
كذلك، لم تتضمن المقالة، بعد قراءتها، اي جملة مماثلة للعنوان المتناقل. 
 
في الواقع، ما كتبته لافلين في مقالة الرأي تلك، من المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس بسويسرا من 22 ايار 2022 الى 26 منه، هو ان "محاولات المملكة العربية السعودية لإعادة الابتكار كانت ظاهرة تماما في المنتدى...".
 
وعرضت لافلين بعض الارقام التي تعكس نشاط الاقتصاد السعودي وحيويته. وكتبت: "من المتوقع أن يتوسع اقتصاد المملكة بنسبة 8% هذا العام، وفقًا لصندوق النقد الدولي، متجاوزًا بكثير اقتصاد العالم الغربي، والذي يستعد البعض منه للركود. والسبب الرئيسي هو النمو الفائض بنسبة 20% في قطاع الطاقة في الربع الأول، وفقًا لـFocus Economics".
 
واضافت: "قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أمين ناصر إن لديه خططًا لإنفاق ما يصل إلى 50 مليار دولار على مشاريع تعزز الطلب طويل الأجل على الطاقة. وتسعى السعودية إلى وضع حيث تنمو قوتها النفطية الحالية فقط". 
 
وتناولت ايضا اقوال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالمناخ جون كيري في المنتدى، بحيث أقرّ بـ"الحاجة إلى النفط والغاز"، لكنه "حذر من تكثيف الاستثمارات"...
 
نقطة اضافية: ما يرد في مقالة الرأي تلك يعبّر فقط عن الآراء الشخصية للافلين وحدها. فقد تركت وكالة "رويترز"، اسفل تلك المقالة، ملاحظة أن "الكاتبة هي كاتبة عمود في رويترز برايكينغ فيوز Reuters Breakingviews. والآراء المعبّر عنها هي آراؤها". 
 
- الاستدامة المالية في السعودية -
قبل يومين من مقالة رأي لافلين، نشرت وكالة "رويترز" حديثاً مع وزير المال السعودي محمد الجدعان عن الوضع المالي للمملكة، على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس، بحيث قال إن السياسة التي تنتهجها المملكة حيال الاستدامة المالية ستضمن ألا تتراجع الاحتياطات عن نسبة معينة من الناتج المحلي الإجمالي.

وكتبت "رويترز" في تقرير لها في 24 أيار: "قالت المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم والتي يُقدر حجم اقتصادها بنحو تريليون دولار، في ميزانيتها لعام 2022، إن برنامج الاستدامة المالية يهدف إلى فصل الاقتصاد عن تقلبات أسعار النفط، وهو ما يحقق عدة مكاسب اقتصادية للاقتصاد غير النفطي والقطاع الخاص.

وقال الجدعان لـ"رويترز": "نحن في المراحل النهائية من تصميم سياستنا للاستدامة المالية". واضاف "وفقا لتلك السياسة احتياطياتنا لا يجب أن تقل عن نسبة معينة من مستوى الناتج القومي المحلي. ذلك الرقم سيكون في خانة العشرات".

وتابع أن الأموال الفائضة يمكنها أن تذهب لصندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية للمملكة الذي تبلغ قيمته 600 مليار دولار، وصندوق التنمية الوطني.

وقال: "في السنوات الخمس الماضية، أنفقنا تريليون ريال من الاحتياطيات وما زلنا نعوضها".
 
وتقلصت الاحتياطات الأجنبية من مستوى قياسي مرتفع بلغ 737 مليار دولار في آب 2014 إلى 529 مليار دولار بنهاية 2016 مع تسييل الحكومة بعض الأصول لتغطية عجز كبير في الميزانية بسبب انخفاض حاد في أسعار النفط.

وبلغ صافي الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي السعودي بنهاية آذار 1.63 تريليون ريال (435 مليار دولار). ووفقا لوثيقة الميزانية فمن المتوقع أن تبلغ الاحتياطيات الحكومية في البنك المركزي السعودي 350 مليار ريال بنهاية العام المالي 2021.
 
- تهديدات متعدّدة في دافوس -
من جهة أخرى، تصدرت التهديدات المتعددة للاقتصاد العالمي مخاوف كبار رجال الأعمال والساسة الذين شاركوا في المنتدى في دافوس، إذ أشار البعض إلى خطر ركود عالمي، على ما أوردت وكالة "رويترز" في تقرير عن  المنتدى الاثنين 23 ايار 2022. 
 
وكتبت: "تسببت الزيادات في الأسعار بتقويض ثقة المستهلكين واضطراب الأسواق المالية العالمية، مما دفع البنوك المركزية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، إلى رفع أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، أدت التداعيات على أسواق النفط والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط، وعمليات إغلاق لمكافحة كوفيد-19 في الصين بدون نهاية واضحة، إلى تفاقم أجزاء التشاؤم.

وقال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني "لدينا ما لا يقل عن أربع أزمات متضافرة. لدينا تضخم مرتفع ... لدينا أزمة طاقة ... لدينا فقر غذائي، ولدينا أزمة مناخ. لا يمكننا حل المشاكل إذا ركزنا على أزمة واحدة فقط".

وأضاف خلال حلقة نقاش في المنتدى "إذا لم يتم حل أي من المشاكل، فأخشى حقا أننا سنواجه ركودا عالميا له تأثير هائل... على الاستقرار العالمي".

وقد خفض صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية هذا العام، ووصف الحرب في أوكرانيا والتضخم بأنهما "خطر واضح وقائم" للعديد من البلدان.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، متحدثة في دافوس، إن الحرب والظروف المالية الأكثر شدة وصدمات الأسعار، في الأغذية على وجه الخصوص، أدت بوضوح إلى "تعتيم" التوقعات على أساس شهري منذ ذلك الحين، رغم أنها لم تتوقع ركودا بعد. ولدى سؤالها عما إذا كانت تتوقع ركودا، قالت "لا، ليس في هذه المرحلة. هذا لا يعني أنه غير وارد".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم