المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "البابا فرنسيس يعترف للعالم بأجندة سرية له، ويكشف حقيقة الفاتيكان والآباء اليسوعيين".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو تضمّن ترجمة الى الانكليزية مفبركة، غير صحيحة، الامر الذي نسب الى البابا فرنسيس كلاماً مختلقاً لم يدل به. والدليل التسجيل الأصلي الذي تعود آثاره الى شباط 2014، وكان البابا فرنسيس يوجه فيه نداء من أجل وحدة المسيحيين. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
8.04 دقائق. المشاهد كتب عليها: "حقيقة الفاتيكان والآباء اليسوعيين". وتظهر البابا فرنسيس متكلما بالايطالية، بينما أرفق كلامه بترجمة الى الانكليزية، مما جاء فيها: "أشعر بالخجل من أن أقول لكم هذا، لكن لدي أجندة سرية لخداعكم. نعم، يبدو من الجيد توحيد الناس في دين عالمي واحد. وبهذه الطريقة أتحكم بهم بشكل أفضل وأجعلكم جميعا تعبدونني. وبالقيام بذلك، ستتلقون بالفعل علامة الوحش. وانتم لا تريدون ان يحصل ذلك. والسبيل الوحيد لتجنب ذلك هو ان تعرفوا من هو الله حقا. عليكم ايضا ان تدرسوا كلمة الله بعمق، خصوصا كتاب الرؤيا وكتاب دانيال، لكشف ما تكون كنيسة الله الحقيقية، وما هي كنيسة الشيطان حقا. واذا عرفتم الفرق الحقيقي، فمن الصعب ان تنخدعوا...".
وقد تكثف التشارك في المقطع أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية: "اعتراف البابوات للعالم. حقيقة الفاتيكان والآباء اليسوعيين".
🚨BETTER TAKE A SEAT🚨
‼️ The Pope's Confession To The People Of The World
The real truth about The Vatican & the Jesuit Priests
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو يوصلنا الى حسابات ومواقع اخبارية نشرت نسخة أصلية منه، في شباط 2014 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا)، مع شرح انه تمّ تصويره، بواسطة الهاتف الخليوي، في 14 كانون الثاني 2014، خلال مقابلة بين البابا فرنسيس وأنتوني بالمر، الأسقف في شركة الكنائس الأسقفية الإنجيلية، والذي كان يعرفه عندما كان لا يزال رئيس أساقفة بوينس آيرس.
وتم بث الفيديو، مرفقا بترجمة الى الانكليزية، خلال ظهور الاسقف بالمر في برنامج الداعية التلفزيوني الأميركي كينيث كوبلاند Kenneth Copeland Ministries (هنا، هنا ايضا). وقبل عرضه، سبقه بالمر بكلمة تكلم فيها على الحاجة إلى الوحدة المسيحية (هنا، هنا).
وبمراجعة التقارير التي كُتِبت عن فيديو البابا فرنسيس، والترجمة بالانكليزية التي ارفقت بالنسخة الاصلية منه اعلاه، يتبيّن ان الترجمة التي جاءت في المقطع المتناقل مختلقة، وغير صحيحة، وان البابا لم يدل بالكلام الذي نسبته اليه في شكل مضلل.
وما قاله البابا فرنسيس في هذه النسخة الاصلية هو أن كلامه ينبع "من القلب". و"لغة القلب لها لغة وقواعد مميزة. قاعدة بسيطة. قاعدتان: أحب الرب قبل كل شيء، وأحب الآخر، لأنه أخوك وأختك. وبهاتين القاعدتين، يمكن ان نمضي قدما. أنا هنا مع أخي، أخي الاسقف طوني بالمر. وكنا اصدقاء طوال اعوام. لقد أخبرني عن مؤتمركم، عن لقائكم. وسرور لي ان احييكم، تحية فرح وحنين...".
"نحن منفصلون لأن الخطيئة فرقتنا، كل خطايانا. سوء التفاهم على مر التاريخ. إنه طريق طويل من الخطايا التي نتشارك فيها. على من يقع اللوم؟ جميعنا. كلنا أخطأنا...". "أحنّ الى ان ينتهي الانفصال وتعطينا شركة. أحن الى هذا العناق...". "لكل منا ثقافتنا وتاريخنا ولدينا الكثير من الغنى الثقافي والديني ومختلف التقاليد. لكن علينا ان نقترب من بعضنا البعض كإخوة. يجب أن نبكي معا... هذه الدموع ستجمعنا معا، دموع الحب هذه (…) فلنسمح للحنين [للوحدة] أن ينمو في داخلنا، لأنه سيدفعنا إلى أن نجد أنفسنا من جديد، وأن نعانق بعضنا بعضا، ونسبح معا يسوع المسيح باعتباره الرب الأوحد...".
"هيا، نحن إخوة. دعونا نمنح بعضنا البعض عناقا روحيا، ولنترك الرب يكمل العمل الذي بدأه. إنها معجزة: معجزة الوحدة قد بدأت بالفعل. وكما يقول المؤلف الإيطالي الشهير (ألساندرو) مانزوني في إحدى رواياته: لم أر قط الرب يبدأ معجزة ولا يكملها. وسيكمل معجزة الوحدة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "البابا فرنسيس يعترف للعالم بأجندة سرية له، ويكشف حقيقة الفاتيكان والآباء اليسوعيين". في الواقع، الفيديو تضمّن ترجمة الى الانكليزية مفبركة، غير صحيحة، الامر الذي نسب الى البابا فرنسيس كلاماً مختلقاً لم يدل به. والدليل التسجيل الأصلي الذي تعود آثاره الى شباط 2014، وكان البابا فرنسيس يوجه فيه نداء من أجل وحدة المسيحيين.