الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"سفن استهدفها الحوثيّون في البحر الأحمر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الصور المتداولة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك واكس).
الصور المتداولة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك واكس).
A+ A-
المتداول: صور تظهر، وفقاً للمزاعم، "سفنا تعرضت لهجمات من الحوثيين اليمنيين في البحر الاحمر"، في وقت تتواصل الحرب بين اسرائيل وحركة حماس.
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
 
الحقيقة: الصور قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. الاولى تعود الى 20 ايار 2015، وتظهر اغراق البحرية الإندونيسية لسفن صيد أجنبية كانت تصطاد في شكل غير قانوني في المياه الإندونيسية بالقرب من بيتونغ شمال سولاويزي. والثانية التقطت في 14 حزيران 1999، وتظهر إغراق المدمرة HMAS Torrens DE-53 التابعة للبحرية الملكية الاوسترالية. والاخيرة التقطت في 12 تشرين الاول 2000، وتظهر أضرارا لحقت بالمدمرة الاميركية "يو اس اس كول"من جراء هجوم ارهابي عليها في ميناء عدن باليمن. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
جاء تداول هذه الصور في وقت استهدف صاروخ أُطلق من اليمن ناقلة البضائع السفينة "ترو كونفيدنس" المملوكة من ليبيريا والتي ترفع علم باربادوس، في خليج عدن، الأربعاء 6 آذار 2024. وقد أعلن مقتل ثلاثة أفراد من الطاقم، وفقا لما أكدت الولايات المتحدة، متوعّدة بـ"محاسبة" الحوثيين (هنا، هنا).

وهذه أول ضربة للحوثيين اليمنيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية على خلفية الحرب في غزة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
 
وقد أعلن الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 تشرين الثاني 2023، استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما لغزة في ظل الحرب المتواصلة في القطاع منذ نحو خمسة أشهر.
 
ولمحاولة ردعهم، تنفّذ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.

- حقيقة الصور -
الا ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
* الصورة 1- 
 

تناقلتها حسابات بمزاعم انها تعود لـ"هجوم يمني على سفينة أميركية في خليج عدن، وكانت إصابة مباشرة خلفت أضرارا كبيرة". الا ان البحث العكسي عنها يبين انها قديمة، اذ تعود الى 20 ايار 2015.
 
وفي الشرح الذي أرودته معها وكالة "رويترز" (هنا، وهنا)، فإن "مصدر الصورة هو وكالة Antara Foto"، وتظهر "البحرية الإندونيسية تُغرق سفن صيد أجنبية كانت تصطاد في شكل غير قانوني في المياه الإندونيسية بالقرب من بيتونغ شمال سولاويزي في 20 ايار 2015" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا). 
 
 
وفي التفاصيل، فجّرت السلطات الإندونيسية وأغرقت 41 سفينة صيد أجنبية، الأربعاء 20 ايار 2015، كتحذير من الصيد غير المشروع في مياه البلاد (هنا، هنا). وتم تفجير سفن تابعة لمجموعة متنوعة من البلدان، بينها فيتنام وتايلاند والصين والفيليبين، في موانئ عدة عبر الأرخبيل، الذي يضم بعضا من أغنى مناطق الصيد في العالم.

وقال المتحدث باسم البحرية الأدميرال الأول ماناهان سيمورانجكير إن البحرية أغرقت 35 سفينة، بينما تولت شرطة خفر السواحل ستاً اخرى.
 
* الصورة 2- 
 
نشرتها حسابات بمزاعم انها تظهر "سفينة أميركية تحترق الآن في باب المندب". الا ان الصورة قديمة، على غرار السابقة. ونجدها مؤرشفة في موقع Maritime Quest (هنا)، بكونها ملتقطة في 14 حزيران 1999. وتظهر "إغراق المدمرة HMAS Torrens DE-53 التابعة للبحرية الملكية الاوسترالية، كهدف بواسطة الغواصة HMAS Farncomb SSG-74" (هنا، هنا ايضا).
 

 
* الصورة 3 -
 
 
تنشرها حسابات بمزاعم أنها "احدى السفن الحربية التي تم إستهدافها في البحر الأحمر". لكن على غرار السابقتين، فإن الصورة قديمة، ونعثر عليها مؤرشفة في موقع وزارة الدفاع الاميركية (هنا، وهنا) بكونها ملتقطة في 12 تشرين الاول 2000، و"تظهر أضرارا لحقت بالمدمرة يو اس اس كول في ذلك اليوم، بعد انفجار قنبلة إرهابية خلال عملية للتزود بالوقود في ميناء عدن باليمن (هنا، وهنا ايضا).
 
 
يومذاك، صدم مُفجران انتحاريان في زورق صغير محمل بالمتفجرات، السفينة الأميركية يو إس إس كول، وهي مدمرة الصواريخ الموجهة التابعة للقوات البحرية الأميركية، في ميناء عدن باليمن، خلال توقف اعتيادي للتزود بالوقود. وأدى الانفجار إلى إحداث ثقب كبير في جانب السفينة، وإلى مقتل 17 بحارا، وإصابة ما يزيد عن 30 آخرين. وقد اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم (هنا، هنا). 
 
و"بعد إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدمرة، تمت إعادتها إلى الخدمة في الولايات المتحدة في 13 كانون الأول 2001، مع إضافة مجموعة من التحسينات التي تضمنت استبدال أكثر من 550 طنا من الفولاذ على الطلاء الخارجي، وتحديثات رئيسية جعلتها أقرب إلى بقية المدمرات الحربية المنتمية إلى فئة "أرليه بوركي" (Arleigh Burke) أو أكثر حداثة منها (هنا).
 
أما بشأن منفذي الهجوم، فقد ألقت السلطات اليمنية القبض على جمال البدوي وفهد القصع لدورهما فيه. وعام 2004، عقدت في اليمن أولى جلسات محاكمة المتهمين بتدبير الهجوم، وهم جمال البدوي، فهد القصع، مأمون سعيد، علي المرفدي، مراد سليم، وعبد الرحيم الناشري. وقد أصدرت إحدى المحاكم اليمنية أحكامها على المتهمين الستة، وراوحت بين الإعدام (الناشري والبدوي) والسجن لمدد متفاوتة تراوحت ما بين 5 إلى 10 سنوات، وتم تخفيف حكم الإعدام بحق البدوي إلى السجن المؤبد لاحقا..."، وفقا لتقرير لـ"الجزيرة" (هنا). 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم