المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "جنوداً أميركيّين يراقبون جنوداً روساً يستولون على قاعدتهم العسكريّة في النيجر".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 ايار 2020. وتظهر جنودا أميركيين يقفون على طريق قبالة ناقلات جند مدرعة روسية، بالقرب من قرية تنورية في ريف شرق القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر عسكريان ينظران الى مدرعات عسكرية رفعت العلم الروسي. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "جنود أمريكيون يراقبون جنودا روسا يستولون على قاعدتهم العسكرية في النيجر".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا اليها منشورة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty images (هنا) في 2 ايار 2020، مع شرح انها تظهر "جنودا أميركيين يقفون على طريق قبالة ناقلات جند مدرعة روسية، بالقرب من قرية تنورية في ريف شرق القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا".
تصوير: دليل سليمان DELIL SOULEIMAN.
وقد منعت الشرطة العسكرية الروسية دورية تابعة لقوات الجيش الأميركي، ترافقها سيارات من نوع "بيك آب" تابعة لقوات سورية الديموقراطية (قسد)، من دخول مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، حسبما أفادت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء السبت 2 ايار 2020 (هنا، هنا، هنا، هنا...).
وأفادت الوكالة بأن مدرعات الشرطة العسكرية الروسية قطعت طريق القامشلي- القحطانية- الرميلان عند قرية التنورية (10 كيلومترات شرق مدينة القامشلي شمال محافظة الحسكة) للمرة الأولى، حيث منعت دورية تابعة للقوات الأميركية من دخول مدينة القامشلي عبر مدخلها الشرقي لساعات عدة، وذلك "ردا منها على اعتراض مدرعات أميركية للمدرعات الروسية في بلدة القحطانية".
- النيجر والولايات المتحدة -
يشار الى ان البنتاغون اعلن، الاثنين 22 نيسان 2024، أن الولايات المتحدة بدأت إجراء مناقشات مع النيجر بشأن سحب أكثر من ألف جندي أميركي من البلاد، التي تعد قاعدة رئيسية لعمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكان المجلس العسكري في النيجر الذي يحكم منذ إطاحته رئيس البلاد العام الماضي، قال في آذار 2024 إنه ألغى اتفاق التعاون العسكري مع واشنطن، التي وافقت على سحب قواتها الأسبوع الماضي، ووعدت بإرسال وفد إلى نيامي في غضون أيام.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين "في استطاعتنا أن نؤكد بدء المناقشات بين الولايات المتحدة والنيجر بشأن انسحاب منظم للقوات الأميركية من البلاد" (هنا).
وفي 2 ايار 2024، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن جنودا روسا يتمركزون في قاعدة جوية في النيجر تنتشر فيها أيضا قوات أميركية، وذلك بعدما طالبت نيامي بانسحاب القوات الأميركية من البلاد (هنا).
وقال خلال مؤتمر صحافي في هاواي إن الانتشار الروسي لا يطرح "مشكلة كبيرة (...) على صعيد حماية قواتنا".
وأضاف: "القاعدة الجوية 101، حيث تتمركز قواتنا، هي قاعدة جوية للنيجر تقع قرب المطار الدولي في العاصمة. الروس في مبنى منفصل ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأميركية أو معداتنا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "جنوداً أميركيّين يراقبون جنوداً روساً يستولون على قاعدتهم العسكريّة في النيجر". في الواقع الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 ايار 2020. وتظهر جنوداً أميركيين يقفون على طريق قبالة ناقلات جند مدرعة روسية، بالقرب من قرية تنورية في ريف شرق القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.