هذه ليست جثة القيادي في حزب الله فؤاد شكر بعد اغتياله FactCheck#

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "جثة القيادي في حزب الله فؤاد شكر"، بعد العثور عليه اثر مقتله في غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلثاء 31 تموز 2024. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 20 شباط 2002. وتظهر جثة متفحمة لضحية حوصرت في نافذة خلال محاولتها الفرار من قطار اشتعل في حريق، على بعد حوالي 80 كيلومترا جنوب القاهرة. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم... وعذراً على قساوة المشهد. 
 
الصورة تظهر جثة متفحمة على ما يبدو بينما تدلت من نافذة. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "بقايا جثة فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية بعد الضربة الإسرائيلية". 
 
 
- حزب الله ينعى القيادي فؤاد شكر -
جاء تداول الصورة في وقت نعى "حزب الله" أمس الأربعاء 31 تموز 2024، "القائد الجهادي الكبير" فؤاد شكر، غداة مقتله في غارة اسرائيلية استهدفت مساء الثلثاء 30 منه مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأودت أيضا بخمسة مدنيين.

وقال الحزب في بيان "نزفه شهيداً كبيراً على طريق القدس"، واصفاً إياه بأنه "رمز من رموز (المقاومة) الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير".

وشدّد على أن مقتل شكر سيشكّل "دفعاً قوياً لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدماً بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير".

وكان مصدر مقرب من حزب الله قال لوكالة "فرانس برس" إنه تمّ "العثور على جثة" فؤاد شكر "تحت ركام المبنى المستهدف"، مؤكّداً مقتله في الغارة مساء الثلثاء.
 
ويتكلم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم الخميس في مسيرة تشييع شكر ليعبّر عن "موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثم والجريمة الكبرى".
 
- حقيقة الصورة - 
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يوصلنا عبر خيوط الى مصدرها الاصلي، وكالة "رويترز"، التي ارشفتها في موقعها المخصص للصور، مع شرح انها تظهر "جثة متفحمة لضحية حوصرت في نافذة خلال محاولتها الفرار من قطار اشتعل في حريق على بعد حوالي 80 كيلومترا (50 ميلا) جنوب القاهرة، في 20 شباط 2002".
 
تصوير: علاء الدين عبد النبي Aladin Abdel Naby.
 
 
 
 
 
ونشرت الوكالة صورا عدة أخرى للحادث. 
 
 
يومذاك، لقي أكثر من 370 شخصا مصرعهم اثر حريق مروع في قطار الصعيد الليلي، في أسوأ كارثة قطارات في مصر.
 
وفي التفاصيل، كما أوردها موقع "سويس انفو"، "بدأت الكارثة بدأت عندما اشتعلت النيران في إحدى عربات القطار، وذلك في الأولى والنصف من بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، على بعد 70 كيلومترا جنوب القاهرة. ولم يشعر سائق القطار بالحريق، فاستمر في السير لمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات، مما ساعد على ازدياد شدة الحريق وامتداده إلى بقية العربات.

ومع ازدياد السنة اللهب التي لا ترى، لم يكن أمام بعض الركاب مفر سوي القفز من العربات المسرعة هربا من الموت حرقا إلى الموت ارتطاما بما يعترضهم.

وكان القطار مزدحما بالركاب، نظرا الى توقيت سفره الذي جاء قبل يومين من عيد الأضحى، ويسافر فيه مئات الآلاف من سكان القاهرة إلى ذويهم وأقاربهم في المحافظات والقرى على امتداد مصر.... 
وفي موقع الكارثة، لم يجد رجال الانقاذ سوى جثث متفحمة ملقاة داخل عربات القطار المحترقة او محشورة بين القضبان الحديدية للنوافذ خلال محاولة يائسة للنجاة... بينما تناثرت على الارض بقايا محترقة لملابس واحذية واوراق وبطانية ملقاة بجوار القضبان...". 
 
و"قد تعددت التفسيرات حول سبب الحادث، فهناك من قال إن سببه ماس كهربائي أو انفجار موقد غاز في مطعم القطار، أو انفجار موقد غاز بائع شاي متجول... إلا أن وكالة انباء "الشرق الاوسط" المصرية افادت بأن التحقيقات الاولية اظهرت ان الحريق شب عندما حاول احد الركاب اشعال موقد صغير يعمل بالغاز الطبيعي، وعادة ما يستخدم المصريون من ركاب الدرجة الثالثة مواقد متنقلة لاعداد الشاي والقهوة خلال رحلتهم الطويلة الي الوجه القبلي، والتي تستغرق أكثر من عشر ساعات".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "جثة القيادي في حزب الله فؤاد شكر"، بعد العثور عليه اثر مقتله في غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلثاء 31 تموز 2024. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 20 شباط 2002. وتظهر جثة متفحمة لضحية حوصرت في نافذة خلال محاولتها الفرار من قطار اشتعل في حريق، على بعد حوالي 80 كيلومترا جنوب القاهرة.